حكم دفع كفارة الصيام نقدًا
حكم دفع كفارة الصيام نقداً
فرض الله تعالى على المسلمين صوم شهر رمضان ولصائمه الأجر الجزيل، لكن هناك أحكام تتعلق بالصيام وينبغي على المسلم أن يعرفها منها كفارة الصيام كما سنتناول في هذا المقال.
تعريف كفارة الصيام
الكفارة لغةً: مأخوذة من الكُفر، أي الستر والتغطية ولهذا يمي الكافر كافراً لأنه ستر حق الله عليه وسمي الزارع كافراً لأنه يستر البذر بالتراب، واصطلاحاً: ه ي الأفعال المقصودة الخاصة الذي طلبها الشارع عند ارتكاب ذنب أو مخالفة معينة.
أقسام صوم الكفارات
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
- كفارة الجماع في نهار رمضان، فيصوم شهران متتابعين إذا لم يجد رقبة.
- كفارة الظهار، فيجب أن يصوم شهران متتابعين إذا لم يجد رقبة.
- كفارة القتل، ويجب أن يصوم شهران متتابعين إذا لم يجد رقبة.
- كفارة اليمين، ويحب أن يصوم ثلاثة أيام إذا لم يكن معه مالاً لإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة.
مقدار كفارة الصيام
رأى جمهور الفقهاء أن من يفطر في نهار رمضان بجماع متعمد فيجب عليه القضاء والكفارة، وقد اعتمدوا على هذا الدليل الشرعي ما روى عن أبي هريرة - رضي الله عنه - جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - فَقَالَ: (هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: اجْلِسْ فَجَلَسَ).
وأُتِيَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ-والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ-؛ قَالَ: (خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به، قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ).
وقد فهم الفقهاء من هذا الحديث الشريف أن كفارة الجماع عمداً في نهار رمضان تكون بالقضاء، وفي أمور ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث، وهي:
- عتق رقبة.
- إن لم يجد فعليه أن يصوم شهرين متتابعين.
- إن لم يستطع الصيام فعليه أن يطعم ستين مسكيناً.
مقدار الكفارة في حالة الإطعام:
- عند جمهور الفقهاء إعطاء كل مسكين مُد، فيكون مقدار الكفارة (وهي إطعام 60 مسكيناً)، أي لكل مسكين (625) كيلو غرام، إذ عليه أن يشتري ما يعادل (37.5) غرام من الحبوب.
- عند الأحناف لكل مسكين مدان؛ أي (75) غرام من الحبوب.
حكم دفع كفارة الصيام نقداً
الأصل في إخراج الكفارة وهي إطعام ستين مسكينا والتي تختص بالجماع في نهار رمضان إن لم يستطع الصوم، لأن النبي عليه الصلاة والسلام أجاب الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان قائلاً: (هل تجد إطعام ستين مسكيناً) وهناك أقوال للفقهاء في دفع كفارة الصيام نقداً أو ما يسمى بإخراج القيمة عندهم على قولين وهما:
- القول الأول
الواجب عندهم تمليك كل إنسان من المساكين القدر الواجب له من الكفارة؛ لأنه مال وجب لهم شرعا ولا تجزئ القيمة عندهم في الكفارة لأن النصوص أمرت بالإطعام وهو قول جمهور الفقهاء.
- القول الثاني
يجوز عندهم دفع القيمة في الزكاة، والفطرة، والنذر، والكفارة، وتكون القيمة حسب البلد الذي فيه المال وقد اعتمدوا على سبب لجواز دفع القيمة هو أن المقصود دفع الحاجة وهذا يوجد في القيمة.