ثمرات وفضائل التوحيد
التّوحيد
- إنّ الله عزّ وجلّ لمّا خلق الخلقَ إنسهم وجنّهم، خلقهم لغايةٍ عظيمةٍ جداً؛ ألا وهي أن يوحّدوه سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وأن يقوموا بعبادته وحده وترك عبادة الأوثان التي لا تضر ولا تنفع؛ لذلك قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ والإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُوْنِ* مَا أُرِيْدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أريْدُ أنْ يُطْعِمُوْنِ* إنَّ الله هُوَ الرزاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِيْنُ)، فهذه الغاية التي أرسل الله تعالى بها الرسل والأنبياء عليهم السلام ليدعوا الناس إليها؛ إلى عبادة الله وحده وإفراده بالألوهيّة، وعليها قامت معرفته ومحبّته.
- فإنّ تمام العبادة والتوحيد يتوقف على التعرف إلى الله عزّ وجلّ؛ أي كلما ازداد العبد معرفة بربه جل وعلا، كانت عبادته أقرب للكمال، وإخلاصه في التوحيد أزكى الخصال، وهذا يترتب عليه أنّ الله سبحانه ما خلق الخلقَ عبثاً أو لهواً حاشاه سبحانه وتعالى، بل خلقهم لحاجةٍ منهم إليه؛ فهو الغني عنهم أجمعين، وما توحيد الله تعالى إلاّ فطرة الإسلام التي فطر الله الناس عليها؛ فمن حاد عنها حاد عن فطرته التي خُلقَ عليها؛ لذلك قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
ثمراتُ وفضائلُ التَّوحيدِ
إنّ للتوحيد ثمرات عظيمة، وفضائل جليلة؛ فهو الحق الأعظم على العباد لله رب العالمين؛ فالتوحيد هو الحد الفاصل الذي به يدخل العبد الجنان، وبضده وهو الشرك يدخل العبد النيران، وقد وعد الله تعالى من وحّده وأقام بعبادته على أكمل وجه ألا يُعذبه، ووعد الله حقٌّ، ومن أبرز ثمرات التوحيد وفضائله في الدنيا والآخرة، ما يلي:
شرطٌ أساسيّ لدخولِ الجنان، وعدم الخلود في النيران
قد جعل الله تعالى إفراده بالعبادة والطاعة، وتوحيده وعدم الشرك به أبداً، حصناً مانعاً من الخلود في نار جهنم، وباباً للجنة مفتاحه التوحيد؛ لذلك قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).
سببٌ لتفريج الكرب ودفع الصعاب، وتحصيل النعم والخير والبركة في الدنيا والآخرة
قد جعل الله تعالى البلاء حاصلاً على أهل الأرض، فكلما ابتعدوا عنه سبحانه وتعالى وأبوا العبادة والطاعة، حلّت بهم الكربات والمصيبات، وأتتهم الويلات من حيث لم يحتسبوا؛ والعكس تماماً كلما تقربوا من مولاهم وخافوا عقابه وارتجوا رحمته وثوابه، أنزل الله عليهم السكينة والطمأنينة؛ وأفاض عليهم الخير والرزق والبركة، فقال تعالى واصفاً أهل القرى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
سببٌ للأمن والأمان التام من الله تعالى في الدنيا والآخرة
جعل الله تعالى التوحيد سبباً رئيسياً للأمن، ومردّاً لعنوان الهداية والتوفيق والاستقامة؛ فقال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ).
سببٌ لتكفير الذنوب والخطايا والسيئات
فقد ورد صريحاً عن النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم في الحديث القدسي عن ربه تعالى أنّه قال: (يا ابنَ آدمَ ! لو بلغَتْ ذنوبُكَ عنانَ السماءِ ثُمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولَا أُبالِي ، يا ابنَ آدمَ ! لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا ثُمَّ لقيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقُرابِها مغفرةً).
ومن ثمراته وفضائله كذلك:
- التوحيد هو شرط أساسيّ في قبول الأعمال والصالحات.
- التوحيد سببُ ثبات العبد في قبره.
- التّوحيد سببٌ للنصر والتمكين لعباد الله المؤمنين الصادقين.
- التوحيد سبب للفوز بالشفاعة عند الله تعالى يوم القيامة.