قصص عن الدفع بالتي هي أحسن
الأنبياء يدفعون بالتي هي أحسن
كانت أخلاق الأنبياء عظيمة جداً، ومن كريم أخلاقهم أنّهم كانوا يردّون الإساءة بالإحسان، ويدفعون الشرور بالتي هي أحسن، ومن صور دفع الأنبياء بالتي هي أحسن ما يأتي:
- قصة أبينا إبراهيم -عليه السلام-
حينما جادله النمرود مُدّعياً ربوبيته على الملأ ومعلناً أنّه يُحيي ويميت فأتى بعبدين وأمر بقتل أحدهما وأمر بالعفو عن الآخر، وقد كان إبراهيم -عليه السلام- قادراً على مجادلته وإحراجه في ذلك لو كان طلب منه إحياء العبد الذي قتله.
ولكن إبراهيم -عليه السلام- تعالى عن المجادلة ودفع الأمر بالتي هي أحسن، فطلب منه أمراً آخر وصرفه عن الأمر الأول؛ حيث قال له: (فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)، فحينها كانت نتيجة هذا الخلق العظيم إخماد فتنة النمرود والقضاء على زعمه الكاذب دون إساءة.
- النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-
كان أعظم من اتصف بهذا الخلق العظيم، وامتلأت سيرته بهذا الخُلق، ومن هذه الأمثلة على عفو النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ عندما أساء عبد الله بن أُبي زعيم المنافقين إلى رسول الله وغطى أنفه تكبراً من رائحة حركة حمار النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما مر النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه وعنده الناس مجتمعون.
وأنكر هذا المنافق على النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه وتلاوته للقرآن، وقال له: ارجع إلى مجلسك ولا تؤذنا في مجلسنا، فغضب الصحابة وكادت أن تحصل فتنة، ولكنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- عفا عن المنافق..
وهنا قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الفعلة الدنيئة بخلقٍ حسن، ودفعها بعظيم خلقه درءاً للفتنة وطمعاً في دخول الناس للإسلام، وقد قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- إساءة أهل الطائف بالإحسان، ودعا لهم بالهداية بعد أن استهزأوا به وآذوه أشد الإيذاء، وقد امتلأت سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا القصص.
الصحابة يدفعون بالتي هي أحسن
كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من أكثر الصحابة الذين يدفعون بالتي هي أحسن، حيث نزل فيه قوله -تعالى-: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا)، فقد كان أبو بكر ينفق تكرماً منه من ماله على قريب له اسمه مسطح بن أثاثة.
وحينما وقعت حادثة الإفك كان مسطح ممّن قال إفكاً في حقّ عائشة بنت الصديق -رضي الله عنها-، فامتنع أبو بكر عن دفع ما كان يدفعه فأنزل الله الآية، فعاد أبو بكر إلى نفقته التي كان ينفقها وأقسم ألّا ينزعها.
رجال من الحاضر يدفعون بالتي هي أحسن
دخل لص ليلاً إلى بيت الشيخ ابن باز -رحمه الله-، فلمّا أحس به الشيخ أكرمه وطبخ له طعاماً، وكان اللص بحاجةٍ للمال لعلاج والده في الباكستان، فلمّا تأكّد الشيخ من صدقه دفع له المال وأكرمه، حتى أصبح من أنجب طلاب الشيخ ابن باز.