ثمار الصدق
ثمار الصدق في الآخرة
إنّ صاحب خلق الصّدق والمتمثّل به ليقطف ثمار صدقه في الدنيا والآخرة، وثمار الصّدق التي تنفع العبد في أخراه هي كما يأتي ذكره:
ترتّب الأجر العظيم
ينال المسلم الثواب الجزيل على التزامه بالصّدق وتحرّيه له في أقواله وأعماله؛ وذلك جزاءً للصّادق على صدقه، وإكراماً له لالتزامه بأوامر الله -تعالى- وحرصه على على التّقرّب من الله -تعالى- وعبادته بهذه الفضيلة.
يكتب مع الصدّيقين
وعد الله -جلّ في علاه- الصّادقين في أقوالهم وأفعالهم، أن يكتبهم مع الصّدّيقين، وهذه منزلة رفيعة، ومن كتبه الله مع الصّدّيقين فإنّه ينعم بخاتمة تُحمد عقباها، وينعم بعظيم رحمة الله -تعالى- وقربه منه، وذلك لأنّ الصّدق هو أصل البر الذّي يوصل بصاحبه إلى الجنّة.
وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ صِدِّيقًا ولا يزالُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللهِ كذَّابًا).
إنّ منزلة الصّدّيقيّة التي يصل إليها الصّادقين، هي من أعلى وأجلّ المراتب التي يصل إليها العبد، فهي مرتبة دون مرتبة الأنبياء والمرسلين، لأنّهم صدّقوا بالأنبياء والرّسل، وبلّغوا عنهم كلّ ما جاؤوا به، ولذلك نجد في آيات القرآن الكريم كثيراً اقتران الصّدّيقين بالأنبياء والمرسلين.
وأنّهم في منازل متقاربة في الجنان، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).
البراءة من النفاق
إنّ الصّدق هو العلامة الفارقة بين الإيمان والنفاق، والكذب علامة ملاصقة للمنافقين ، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).
ثمار الصدق في الدنيا
وأمّا عن آثار الصّدق وفوائده في الحياة الدنيا، فنذكر بعضاً منها فيما يأتي:
عزّة النفس
يورث الصّدق صاحبه عزّة في النفس، وعلوّاً في الشّأن والقدر، في حين أنّ الكذب يطبع على صاحبه سمة الذّل والخزي، ويكون مهاناً محتقراً بين الخلق.
الفوز بثقة الآخرين
يكسب الصّادق نتيجة صدقه محبة الناس وثقتهم، وذلك لأنّهم اعتادوا الصّدق في كلامه وأقواله، فيحبّه الآخرون ويتقرّبون منه، حتّى أنّ شهادته عند القضاة مقبولة؛ لما عرف عنه، بينما ينفر النّاس ممّن اعتادوا عنه االكذب في كلامه، ولا يحظى بثتقهم وأمنهم له.
النجاة من المشاكل
يلجأ بعض الناس غالباً إلى الكذب للهروب من المشاكل والشدائد، ولكنهم يقعون في مشكلة أكبر منها نتيجة عدم صدقهم، ولكنهم لو صدقوا لنجوا من ذلك لا محالة، وإن لم تكن نجاتهم في الوقت نفسه، فإنّ الله -تعالى- سينجّيهم ولو بعد حين، ولذلك يقول الناس دائماً: إنّ الكذب ينجّي، فالصّدق أنجى.
ولنا في ذلك خير مثال هو الصّحابي كعب بن مالك -رضيَ الله عنه- حين تخلّف عن غزوة تبوك، وسُئل عن سبب ذلك، أجاب بصدق دون تعذّر بالكذب، فعفا الله -تعالى- عنه.