عدد سجدات التلاوة
مشروعية سجود التلاوة
سجدة التلاوة هي عبارة عن سجدةٍ واحدةٍ يؤدّيها المسلم إذا قرأ القرآن الكريم، أو استمع له، ومرَّت معه آيةٌ فيها سجدة، سواء في الصلاة أوخارجها، وفيما يأتي بيان بعض أحكامها:
- حكم سجود التلاوة: حكمها سنّة سواء في الصلاة أو خارجها، ويجب مراعاة الأمور الآتية عند السجود:
- التكبير: إن جاءت سجدة التلاوة والمسلم في الصلاة عليه أن يكبّر إذا سجد، ويكبّر إذا رفع من السجود، أما إذا كان خارج الصلاة فيسجد بدون قيامٍ ولا تكبيرٍ ولا تشهّدٍ ولا تسليمٍ.
- الطهارة : لا تُشترط الطهارة لسجود التلاوة بل هي سنّة، وعلى ذلك يجوز للمحدث والحائض والنفساء السجود للتلاوة لمن مرّ بآية سجدة، أو استمع إلى آيةٍ فيها سجدة.
- متابعة الإمام : إذا سجد الإمام في الصلاة سجود تلاوة لزم المأموم متابعته، سواء كان هذا السجود في صلاةٍ جهريةٍ أو سريّةٍ.
عدد سجدات التلاوة
مواضع السجود في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً، ودليل ذلك ما ورد عن عمرو بنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهُ: (أنَّ النبيَّ أقرأَه خمسَ عشرةَ سجدةً في القرآنِ منها ثلاثٌ في المُفَصَّلِ وفي سورةِ الحجِّ سجدتانِ)، لكن الإمام الشافعي أسقط سجدة سورة ص، واعتبرها سجدة شكر ، واعتبر الإمام مالك أن السجود الوارد في سور المفصل منسوخاً، ولم ير الإمام أبو حنيفة والإمام مالك سجدة سورة الحج الثانية من العزائم، لذلك حدث خلافاً يسيراً بين أهل العلم في عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم على النحو الآتي:
- أجمع العلماء على أنه لا يوجد في القرآن الكريم أكثر من خمس عشرة سجدة، ونقل الإجماع الإمام ابن حزم.
- اتفق العلماء على موضع عشر سجدات من سجدات التلاوة وهي: سجدة سورة الأعراف، وسجدة سورة الرعد، والسجدة الأولى في سورة الحج، وسجدة سورة مريم، وسجدة سورة الإسراء، وسجدة سورة الفرقان، وسجدة سورة السجدة، وسجدة سورة النمل، وسجدة سورة النحل، وسجدة سورة فصّلت، ونقل الإجماع على ذلك عددٌ من العلماء.
- اختلف العلماء في السجدة الثانية من سورة الحج في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ)، هل هي من مواضع السجود أم لا؟ وعدّها من مواضع السجود الشافعية في المذهب والحنابلة، وهو قولُ ابن حبيب، وابن وَهْب من المالكيّة، وقول جماعة من السَّلف، واختاره ابن المنذر، وابن تيمية، والشوكاني، وابن عُثيمين.
- اختلف العلماء في موضع السجود في سورة ص في قوله تعالى: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)، هل هي من مواضع السجود أم لا؟ وعدّها من مواضع السجود الحنفية في المذهب، والمالكية، وهو قول بعض الشافعية، ورواية عند أحمد، وهو قول طائفة من العلماء، واختاره ابن المنذر، وابن حزم، وابن باز، وابن عُثيمين.
- اختلف العلماء في موضع السجود في سور المفصل وهي كل من: سجدة سورة النجم، وسجدة سورة الانشقاق، وسجدة سورة العلق، وذهب جمهور العلماء إلى أنهم من مواضع السجود.
- خلاصة أقوال العلماء في عدد سجدات التلاوة كالآتي:
- القول الأول: أن عزائم السجود خمس عشرة سجدة منها سجدة سورة ص.
- القول الثاني: أن عزائم السجود أربع عشرة سجدة بدون سجدة سورة ص.
- القول الثالث: أن عزائم السجود إحدى عشرة سجدة، وذلك دون احتساب السجدات الواردة في المفصل، ودون سجدة سورة ص.
مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم
توزّعت الخمس عشرة سجدةً من سجدات التلاوة في القرآن الكريم على النحو الآتي:
- سجدة في سورة الأعراف.
- سجدة في سورة الرعد.
- سجدتان في سورة الحج .
- سجدة في سورة مريم.
- سجدة في سورة الإسراء.
- سجدة في سورة الفرقان.
- سجدة في سورة السجدة .
- سجدة في سورة ص.
- سجدة في سورة النجم.
- سجدة في سورة الانشقاق.
- سجدة في سورة العلق.
- سجدة في سورة النمل.
- سجدة في سورة النحل.
- سجدة في سورة فصّلت.
أنواع سجود التلاوة
تنقسم آيات سجود التلاوة في القرآن الكريم إلى نوعان هما:
- النوع الأول: إخبار من الله -تعالى- عن سجود مخلوقاته له عموماً وخصوصاً، فيُسنّ لتالي القرآن الكريم أو مستمعه أن يتشبّه بهم، ويسجد مثل سجودهم.
- النوع الثاني: أمر الله -تعالى- بالسجود له سبحانه، وعندها ينبغي للمسلم أن يبادر لطاعة ربه عز وجل.
كيفية آداء سجود التلاوة
إذا مرّ المسلم بآياتٍ فيها سجود تلاوة وأراد أن يسجد فعليه أن يكبّر ويسجد كسجوده للصلاة تماماً على الأعضاء السبعة، ويقول: "سبحان ربي الأعلى"، "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، ويدعو بالدعاء المشهور: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته"، "اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، ثم يقوم بدون أن يكبّر إذا لم يكن في الصلاة كما تقدم، وبدون أن يسلّم.
ويتبيّن فضل سجود التلاوة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ). ويجوز أن يقول المسلم في سجود التلاوة ما يُقال في سجود الصلاة من الدعاء: "سبحان ربي الأعلى"، لكن هناك دعاء مخصوص لسجود التلاوة ذكرته السيدة عائشةَ أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في سجود القرآن: (سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ).