تقوى الله في السر و العلن
معنى تقوى الله في السر والعلن
إن مفهوم تقوى الله -سبحانه وتعالى- يعني أن يقوم العبد بعبادة الله -تعالى-، وذلك بفعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه، ويكون الدافع في ذلك الخوف من الله -تعالى-، والرغبة والطمع بكرمه وما أعده لعباده المؤمنين، كما يكون الدافع تعظيم حرماته، ومحبّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وتكون هذه التقوى في السر والعلن، فالعبد ينبغي له أن يخاف الله ويمتنع عن إتيان المحرمات حتىّ في السر، وحين لا يطلع عليه أحد سوى الله، وليس فقط في العلن وأمام الناس، فالتقوى تبدأ في القلب ثم تظهر على الجوارح، ومتى ما امتلأ القلب بحب الله وخشيته، بدأت آثار التقوى تظهر على الجوارح بعمل العبادات وترك المحرمات.
كيف تحقق تقوى الله في السر والعلن
تتحقق تقوى الله إجمالًا بفعل ما أمر الله به، وترك ما نهانا عنه، سواء كان ذلك في السر والعلن، وسنذكر بعضًا من الأمور التي يتحقق بها الإيمان في القلب وتقوى بها تقوى الله في السر والعلن، وذلك من خلال الآتي:
- الإكثار من ذكر الله -تعالى- على كل حال، والإكثار من الدعاء؛ فإن ذلك مما يقوي الإيمان في قلب العبد، وبالتالي تتحقق التقوى.
- الاجتهاد في تحقيق الإحسان في العبادات، والإحسان إلى خلق الله -تعالى-، والإحسان في العمل، فإن ذلك مما يحقق التقوى ويقوي الإيمان في القلب.
- الدعوة إلى دين الله -تعالى-، والتواصي على الحق والتقوى.
- الابتعاد عن الكفر والنفاق والفسوق والعصيان وما قد يؤدي إليها.
- الخلوة بالله وقت نزوله في الثلث الأخير، وتلاوة القرآن الكريم، والتأدب مع الله -تعالى-.
- الصيام، فقد ورد أنّ الصيام من أسباب تحقيق التقوى في القلب، وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
ثمرات تقوى الله في السر والعلن
إن لتقوى الله -تعالى- مجموعة من الثمرات التي يحصلها المؤمن بتقواه لله ومراقبته في السر والعلن، ومنها ما يكون في الدنيا، ومنها ما يكون يوم القيامة، ومن أهم هذه الثمرات الآتي:
- الانتفاع بالقرآن الكريم ونيل بركته في الدنيا، يقول -تعالى-: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
- تحصيل معية الله -تعالى-، وتكون هذه المعية معية توفيق وتسديد ونصرة وتأييد للعبد، وهذه المعية أيّد الله بها نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- وعباده الصالحين على مر العصور، يقول الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ الله وَاعْلَمُواْ أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ).
- تحصيل المكانة العالية يوم القيامة، وتكون منزلتهم من أعلى المنازل، يقول -تعالى-: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
- التوفيق لنيل العلم النافع والارتفاع به في الدرجات، يقول -تعالى-: (وَاتَّقُواْ الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
- الفوز بالجنة، كما أن ميراث الجنة يكون للمتقين، كما أن للمتقين نعم الدرجات في الجنة، كما أنهم ينالون ما تشتهيه أنفسهم يوم القيامة، يقول -تعالى-: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي الله الْمُتَّقِينَ).