تغير لون البول
البول
يحتوي البول (بالإنجليزيّة: Urine) على الفضلات الناتجة عن تحليل وتحطيم الطعام، والشراب، والأدوية، والكثير من الملوثات البيئية، ومنتجات عمليات الأيض الثانوية، وفي الحقيقة يعتبر اللون الأصفر هو اللون الطبيعي للبول ، ويتدرج من الباهت الشاحب إلى الغامق القاتم، ومن الطبيعي وجود رائحة خفيفة للبول قد تتغير بتغير أنواع الطعام المختلفة، ولكنّه من غير الطبيعي أن يكون البول ضبابي أو يحتوي على شوائب وجُسيمات مترسّبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ البول يكتسب لونه الأصفر من مادة اليروكروم (بالإنجليزيّة: Urochrome)، والتي تنتج عن تحلل البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين، والمعروف بالهيموغلوبين (بالإنجليزيّة: Hemoglobin)، والموجود في خلايا الدم الحمراء التي تتميّز بكثرة تجدّدها، وفي الحقيقة يجب على الإنسان الحفاظ على صحة الكلى، لما تقوم به من دور مميز في تنقية الجسم من الفضلات، ومساعدة الجسم على التخلص منها، إذ يتفوّق البول على باقي سوائل الجسم باحتوائه على أكثر من 3000 مركّب، ومن الجدير بالذكر أنّ البول كان يُستخدم قديماً كأداة لقياس مدى صحة الفرد، بالإضافة إلى الاطمئنان على مدى سيطرة المريض على السكري ، وذلك من خلال النظر إلى البول وتفحّصه، وفي الواقع يحظى تحليل البول بأهميّة الكبيرة حتى الآن.
تغير لون البول
يتغير اصفرار البول اعتماداً على نسبة وتركيز الفضلات في البول؛ حيث يتأثر لون البول بكمية السوائل التي يشربها الإنسان، وكمية السوائل التي يفقدها عبر التعرّق، وفي الحقيقة تعتبر درجة لون البول مقياساً لمستوى الماء في الجسم، وبهذا فإنّ البول الغامق يدل على قلة الماء وجفاف الجسم، كما تؤثر الأصباغ والمركبات الكيميائية الموجودة في الأطعمة والأدوية المختلفة بشكلٍ مؤقت في لون البول، وقد يكون السبب في تغير لون البول وجود مشاكل صحية في الجسم، وفي هذه الحالة يجب التنبه لهذه العلامة ومراجعة الطبيب لتلقي العلاج المناسب، وبالرغم من أنّ تغير لون البول يمكن أن يحدث لأي شخص ولأي فئة عمرية، إلا أنّه أكثر شيوعاً عند كبار السن، وعند النساء خاصةً، وذلك لكثرة إصابتهم بعدوى المسالك البولية، وعند البالغين الذين لديهم تاريخ عائلي يتمثل بوجود حصى في الجهاز البولي ، وفيما يلي توضيح لأهم أسباب تغير لون البول مقسمة حسب لون البول الناتج.
البول البرتقالي
ينتج اللون البرتقالي أو الأصفر الغامق عن تناول فيتامين ب المركب (بالإنجليزيّة: B complex)، أو فيتامين سي، أو تناول كميات كبيرة من الجزر؛ حيث يحتوي الجزر على مادة الكاروتين (بالإنجليزيّة: Carotene)، كما قد ينتج هذا اللون عن تناول المضاد الحيوي ريفامبيسين (بالإنجليزيّة: Rifampicin)، ومسكن الألم فينازوبيريدين (بالإنجليزيّة: Phenazopyridine)، الذي يستخدم لتسكين ألم المثانة، وبعض الملينات، وبعض العلاجات الكيماوية، بالإضافة إلى احتمالية أن يكون هذا اللون دلالة على المعاناة من الجفاف أو مشاكل في الكبد .
البول الأحمر
قد يكون السبب وراء اللون الأحمر أو الزهري للبول بسيط ولا يستدعي القلق مثل؛ تناول الشمندر ، أو التوت، أو عشبة الراوند، أو بعض أصباغ الطعام، كما قد يكون السبب وجود دم في البول ، الذي يدل على الإصابة بعدوى المسالك البولية، أو تضخم البروستات، أو وجود حصى في الكلى أو المثانة، أو تعرّض الجهاز البولي للإصابة، أو الحيض، بالإضافة إلى تناول الأدوية المميّعة للدم، أو الإصابة بإحدى المشاكل الصحيّة الآتية:
- ورم في الكلية أو المثانة.
- مرض برفيريا (بالإنجليزيّة: Porphyria).
- فقر الدم الانحلالي (بالإنجليزيّة: Hemolytic anemia).
- نزيف في المهبل.
البول البني
يظهر اللون البنيّ في البول عند وجود كمية كبيرة من البيليروبين (بالإنجليزيّة: Bilirubin) في البول، نتيجة إصابة الكبد ببعض الأمراض مثل التهاب الكبد الفيروسي الحادّ (بالإنجليزيّة: Acute viral hepatitis)، أو تشمع الكبد (بالإنجليزيّة: Cirrhosis)، وتجدر الإشارة إلى أنّ ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ مفرط، دون الحصول على كمية كافية من السوائل ينتج عنها حالة خطيرة تؤدي إلى تحطم العضلات، وتؤدي في النهاية إلى ظهور اللون الغامق في البول تماماً كلون الشاي، بالإضافة إلى أنّ استخدام بعض أنواع الأدوية ينتج عنها لون البول البني، ومن هذه الادوية ما يأتي:
- مضادات الذهان مثل؛ كلوربرومازين (بالإ،جليزيّة: Chlorpromazine).
- المضادات الحيويّة مثل؛ الميترونيدازول (بالإنجليزيّة: Metronidazole)، ونيتروفورانتوين (بالإنجليزيّة: Nitrofurantoin).
- دواء فينيتوين (بالإنجليزيّة: Phenytoin) المُستخدم لعلاج الصرع .
- الملينات المحتوية على نبتة السنا.
البول الأخضر
يظهر اللون الأخضر أو الأزرق في البول نتيجة استخدام صبغات الطعام الصناعية، أو الإصابة بعدوى المسالك البولية، أو الإصابة بعدوى البكتيريا الزائفة (بالإنجليزيّة: Pseudomonas)، أو وجود صبغة العصارة الصفراويّة بيليفيردين (بالإنجليزيّة: Biliverdin)، أو بسبب استخدام الصبغة الخاصة بفحص الكلى، أو نتيجة استخدام بعض أنواع الأدوية، ومنها:
- دواء التحسس بروميثازين (بالإنجليزيّة: Promethazine).
- دواء التخدير البروبوفول (بالإنجليزيّة: Propofol).
- مضاد الاكتئاب الأميتريبتيلين (بالإنجليزيّة: Amitriptyline).
- دواء حموضة المعدة سيميتيدين (بالإنجليزيّة: Cimetidine).
- مسكن الألم إندوميثاسين (بالإنجليزيّة: Indomethacin).
البول العكر
يتعكّر البول بسبب جفاف الجسم وقلة الماء فيه، أو نتيجة الإصابة بعدوى مهبلية، أو عدوى في المسالك البولية، كما قد يظهر البول الحليبي أو اللبني في حال وجود بكتيريا، أو مخاط، أو دهون، أو خلايا الدم الحمراء أو البيضاء في البول.
تشخيص لون البول غير الطبيعي
يعتمد الطبيب في تشخيص الحالة على التاريخ الصحي للمريض، بالإضافة إلى الفحص البدني وبعض الفحوصات التشخيصيّة، من أهم الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب ما يأتي:
- فحص الدم: يمكن من خلاله فحص وظائف الكليتين، ومستويات إنزيمات الكبد.
- فحص البول: يبيّن تحليل البول (بالإنجليزيّة: Urinalysis) طبيعة المواد الموجودة فيه؛ حيث يكشف التحليل عن وجود البكتيريا المسببة للعدوى، وخلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى أهميته في تحديد مستوى البروتينات في البول .