تعريف علم أصول الفقه
العلوم الإسلامية
الديانة الإسلامية ديانةٌ كاملة متكاملة، تحتوي على العديدِ من المضمونات، والمواضيع التي استطاعتْ أن تتركَ بصماتٍ واضحةً في حياة الناس اليوميّة، وقد درستِ العلومُ الإسلاميّة المختلفة هذه الموضوعات بعناية فائقة، حيث اختصّ كلُّ علم من هذه العلوم بمجموعةٍ معيّنة من الموضوعات الدينيّة.
من بين أبرز العلوم الإسلاميّة وأكثرها مساساً مباشراً لحياة الناس علم أصول الفقه، والذي اهتم به العلماء المسلمون عبر التاريخ الإسلاميّ، خاصّة الإمام الشافعيّ -رحمه الله- الذي يعتبرُ أولَ من دوَّنه، وجمعه، على أنّ هذا العلم موجود وقائم منذ زمن الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يلي نلقي الضوء على بعض جوانب هذا العلم الهامّ.
علم أصول الفقه
يُقصد بعلم أصول الفقه ذلك العلم الذي يساعدُ على الإلمام، والمعرفة بكافّة الأدلّة الفقهيّة الإجماليّة من كتاب، وسنّة، وإجماع، وقياس، وقواعد كليّة، إلى جانب معرفة كيفيّة الاستفادة من هذه الأدلة، وطريقة توظيفها لأجل استنباط الأحكام الشرعيّة المختلفة منها، على أن مَن توكل إليه هذه المهمّة يجب أن تتوفّرَ فيه الأهليّة، والقدرة على الاضطلاع بهذه المسؤولية العظيمة.
تاريخ علم أصول الفقه
في العصر النبويّ الميمون كانت الأحكام الشرعيّة تؤخذ من الوحي الذي يعتبر مصدر التشريع الأول، إلى جانب أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، وإقراراته، مع أنّ الرسول الأعظم كان يستشيرُ صحابتَه الكرام باستمرار، ويوكل أحياناً أمرَ القضاء أو اتخاذ الأحكام إلى من يثق بهم، وبدينهم، وعقلهم، وكان يشرفُ إشرافاً عاماً على ما يصدر عنهم من أحكام، فيصحّح لهم إن أخطأوا، ويقرِّهم إن أصابوا.
بعد أن اختار الرسول -صلى الله عليه وسلّم- مجاورة ربّه، لجأ الصحابةُ إلى القرآن الكريم والسنّة النبويّة فيما يواجهونَه من مسائل، وإن أشكل عليهم الأمر سألوا بعضهم البعض عمّا إذا كانت المسألة التي ما زالتْ قيدَ البحث قد وقعت في عهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- وحكم فيها بحكم، فإن لم يجدوا تشاوروا فيما بينهم، واختاروا رأياً معيّناً. ولكن مع تقدّم الزمن، ودخول العديد من الأمم إلى الإسلام بدأ الأمر يصعبُ شيئاً فشيئاً، حتى جاء الإمام الشافعيّ ودوّن أصول الفقه كما سبق وأسلفنا.
أهمية علم الأصول
- التعرّف على مصادر الأحكام الشرعيّة التي يصدرُها المختصّون، وربط الأحكام بالمصادر، مما يساعدُ على إدخال الطمأنينة إلى قلوب الأفراد الذين سيطبقون هذه الأحكام في حياتهم العلميّة، والدينيّة.
- مساعدة المختصّين على إصدار الفتاوى في الأمور المستجدّة التي لم يرد شبيه لها لا في الكتاب، ولا في السنة النبويّة.
- التأسيس لمنهجيّة علمية واضحة ومتينة تقصي الآراء الفقهيّة التي تصدر عن الأهواء، أو المصالح الشخصيّة، أو السياسيّة، وهذا قد يرتبط بشكل أو بآخر بالمحافظة على الدين الحنيف من التبديل، والتزييف، والتحريف، فهذه الأمور قد تشوّه الديانة الخاتمة، وتبعدها عن مقاصدها الرئيسيّة التي وجدت لأجلها.