موضوع تعبير عن التلوث للصف الخامس الابتدائي
المقدمة: التلوث سحابة سوداء
إنّ التلوث البيئي كالسحابة السوداء التي تُخيمُ على حياتنا وتُحولها إلى جحيم، كما أنّ مفهوم التلوث يشمل الآفات المدمرة للبيئات والمجتمعات والتي تُؤثّر على الحياة الحيوية للمخلوقات، فكَم مِن الغابات أُحرِقت والبحار التي تلوّثت بالعوادم وأصبحت مكانًا لا يصلح للعيش. وكل ذلك بسبب مجموعة من العوامل أهمها: عدم وعي الإنسان بالأثر السلبيّ للتلوث، أو بسبب عدم المبالاة أو الإهمال الشديد، كما أنّ هناك بعض الأسباب التي قد تحصل بسبب تأثير المناخ ومنها حرائق الغابات التي تحدث بسبب ارتفاع كبير في درجات الحرارة لا يُمكن السيطرة عليه.
العرض: التلوث عبء ثقيل على الأرض
هناك ثلاثة أنواع للتلوث البيئي: أوّلها التلوث الهوائي، وهو الذي يحصل عندما تختلط بالهواء مواد ضارة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، وينتج هذا التلوث بسبب دخان المصانع والنفايات السامة وهو من الأنواع التي يصعب التعامل معها؛ إذ لا يُمكن السيطرة على الهواء وحصره والتعامل معه.
النوع الثاني من أنواع التلوّث هو التلوث المائي، ويحصل عندما تَصِل بعض المواد الضارّة إلى المسطحات المائية الكبيرة في البحار والأنهار والمحيطات والجداول، وغالبًا ما ينتج هذا التلوث عن التسرّبات التي تحدث من مناطق تكرير النفط القريبة من السواحل، أو بسبب إلقاء نفايات المصانع داخل مياه البحار والمحيطات، وهذا من أخطر أنواع التلوث لأنّه يقتل الكائنات البحرية ويقضي شيئا فشيئا على الحياة البحريّة.
يُعدّ التلوث الضوضائي النفسي ثالث أنواع التلوّث ويُقصد به الأصوات المزعجة غير المرغوبة التي قد تُؤثّر على صحّة الإنسان النفسيّة والجسديّة، وهذا التلوث مرتبط بالتطوّر الصناعي وأنشطة البناء ووسائل النقل الحديثة كالطائرات والقطارات وغيرها الكثير.
إنّ لتلوث الهواء أثرًا كبيرًا على صحّة الإنسان؛ وذلك بسبب الغازات والجسيمات التي تعلق في الهواء والتي تُسبّب العديد من المشكلات الصحية والأمراض والوفاة المبكرة، كما أنّ التعرض لتلوث الهواء أكثر خطورةً على فئة الأطفال والنساء وكبار السن ممّن يعانون من الأمراض المزمنة؛ إذ يسبب زيادة انتشار وتطور بعض الأمراض، كما يؤثر تلوث الهواء على الحيوان أيضًا، ومن هنا يؤدّي إلى العديد من المشاكل الصحية، ويتسبّب بتلف المحاصيل الزراعية والغابات، كما أنه يؤدي إلى تغير المناخ العالمي ويؤثر أيضًا على طبقة الأوزون.
أمّا تلوث الماء فله أثر كبير على صحة الإنسان، وتزداد أضراره على البيئة وكوكب الأرض بشكل عام، خاصةً وأنّ الماء يُشكّل نسبةً كبيرةً من الكرة الأرضية، كما أنّه ضروريّ جدًّا للحياة البشرية واليومية، وبالتالي فإنّ أيّ تلوث يحصل في الماء يؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وعلى كل شيء يعتمد على الماء في دورة حياته، وقد يتلوّث المياه بالمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية، وأهم تلك الملوثات مياه الصرف الصحي التي تُعدّ مصدرًا رئيسًا لتلوّث المياه بالمواد الكيميائية والمعادن السامة الثقيلة التي تُقلّل من عمر الكائنات الحية أو تقتلها، كما أنّ انسكاب العوادم من السفن الكبيرة والناقلات يؤدي إلى قتل الكثير من الكائنات البحرية، فهي مدمرة للبيئة المائية.
يؤثر تلوث التربة على صحة الإنسان وعلى البيئة والكوكب عمومًا؛ وذلك لأنّ التربة مصدر أساسي للزراعة وللمواد الغذائية التي تتناولها الكائنات الحية كافة، والآن بعد أن تعرفنا على العبء الثقيل الذي يثقل الإنسان به كاهل الأرض، ألا ينبغي أن نتكاتف ونتعاون معًا من أجل الحدّ من تلك المشكلات، فالله عز وجل قد خلق لنا الأرض وخلق فيها كل ما يحتاجه ليعيش عيشةً هانئة، ولكن يأبى الإنسان إلا أن يعيث فيها فسادًا كبيرًا، وقد لا يعي الإنسان ما يحدث إلا عند فوات الأوان وغرق الأرض في موجات سامة ومدمرة من التلوث البيئي وانتشار الأمراض الخطيرة والمزمنة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى هلاك النوع البشري والحيوانات والنباتات.
الخاتمة: سأحمي بيئتي
ينبغي علينا نحن البشر أن نتكاتف ونتعاون من أجل حماية البيئة التي تشكل مصدر رزقنا ومكان عيشنا ومنبع الجمال لحياتنا، فلا ينبغي علينا التسبُّب بالأذى لتلك الكائنات الحية الجميلة التي خلقت لغاية ولم تخلق عبثًا، ويجب علينا أن نفكر في حلول مجدية لمشكلة التلوث ، وتبدأ حماية البيئة من خلال نشر الوعي بين الناس، فلا بد أن يفهم الإنسان أضرار تلوث البيئة ، وعلينا نحن البشر أن نعلم أبنائنا كيفيّة الحفاظ على النظافة والابتعاد عن كل ما يسبب التلوث، وابتكار طرق طبيعية من أجل الحدّ من استخدام كل ما يلوث البيئة ويدمرها وعدم إلقاء النفايات قرب البحار وفي الغابات وبالتالي التسبب بتلوث مياه البحر، والعمل على إنشاء مصانع بعيدة عن مناطق السكان وعن البحار والمحيطات.