تعريف سورة النساء
تعريف سورة النساء
معلومات عامة عن سورة النساء
تعدًّّ سورة النِّساء إحدى السُّور المدنيَّة، وقد نزلت بعد سورة الممتحنة؛ التي نزل بعضها في السَّنة الثَّامنة للهجرة في غزوة الفتح، وبعضها الآخر في السَّنة السَّادسة للهجرة في غزوة الحديبية.
ويبلغ عدد آياتها مئةٌ وستٌ وسبعون آيةً، أمَّا ترتيبها بين سور القرآن الكريم فهي السَّورة الرَّابعة بعد الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، وترتيبها بين طوال السُّور فهي السُّورة الثَّالثة.
سبب التسمية
ويعود سبب تسمية سورة النِّساء بهذا الاسم؛ لحديثها عن العديد من الأحكام التي تخصُّ النِّساء؛ كالميراث، تعامل الأزواج معهنّ، وتجدر الإشارة إلى أنَّ سورة النِّساء يطلق عليها اسم سورة النِّساء الكبرى؛ بغية تمييزها عن سورة النِّساء الصُّغرى؛ وهي سورة الطَّلاق؛ التي سُمِّيَت بذلك لحديثها عن بعض شؤون النِّساء.
أسباب النزول في سورة النساء
قال الله -تعالى- في سورة الِّنساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، وسبب نزول هذه الآية أنَّ قوماً حفاةً عراةً يلبسون جلود النُّمور لشدَّة فقرهم وحاجتهم جاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتأثَّر لسوء حالهم فما كان منه -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلَّا أنَّ صلَّى وخطب بالنَّاس وتلا هذه الآية ليحثَّ النَّاس على الصَّدقة؛ فَهَمّ النَّاس بذلك.
وقد ثبت ذلك عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: (كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في صَدْرِ النَّهَارِ، قالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ العَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخِرِ الآيَةِ).
وأمَّا قوله -تعالى-: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)، فقد نزل في رجلٍ من غطفان كان قد منع ابن أخيه اليتيم من أخذ ماله عندما طلبه إيَّاه، فتخاصما عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزلت هذه الآية تأمر بدفع مال اليتامى إليهم، وتنهى عن فعل أحدهم؛ وهو تبادل غنمه مع غنم اليتيم فكان يأخذ الشَّاة السمينة منه، ويعطيه أخرى ضعيفةً مهزولةً ويقول شاةً بشاة.
وسبب نزول قوله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)، قد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئِلَت عن هذه الآية فقالت: (هي اليَتِيمَةُ في حَجْرِ ولِيِّهَا، فَيَرْغَبُ في جَمَالِهَا ومَالِهَا، ويُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بأَدْنَى مِن سُنَّةِ نِسَائِهَا، فَنُهُوا عن نِكَاحِهِنَّ، إلَّا أَنْ يُقْسِطُوا لهنَّ في إكْمَالِ الصَّدَاقِ، وأُمِرُوا بنِكَاحِ مَن سِوَاهُنَّ مِنَ النِّسَاءِ).
مناسبة سورة النساء للسورة التي قبلها
ترتبط سورة النِّساء بما قبلها وهي سورة آل عمران ارتباطاً واضحاً، يظهر من خلال الحديث عن التَّقوى في نهاية آل عمران؛ حيث قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وفي بداية النِّساء حيث قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)، ويسمَّى هذا بتشابه الأطراف.
كما أنَّ الأحكام والآداب التي تدعو إليها سورة النِّساء؛ تحقِّق للمجتمع التَّكاتف والاجتماع، وهو ما لا يقوم إلَّا على أساس التَّوحيد؛ وهو الذي دعت إليه سورتي البقرة وآل عمران.
موضوعات سورة النساء
هناك العديد من الموضوعات التي تناولتها سورة النَّساء، ومنها ما يأتي:
- الحديث عن بعض معتقدات النَّصارى.
- عرض الآداب والأحكام، خاصةً الأحكام المتعلِّقة بالنِّساء.
- الحديث عن أصل خلقة بني آدم، والأرحام والمواريث، والأمور المتعلِّقة بالنِّكاح.
- الحديث عن مصادر التَّشريع التي ينبغي للمسلمين الرُّجوع إليها في تصرفاتهم ومعاملاتهم.
- الوصيَّة بالنِّساء واليتامى، والحديث عن المحرَّمات من النِّساء .
- الحثُّ على التَّضامن والتآزر الاجتماعي.