استخراج أحكام المد من سورة عبس
المد الطبيعي
وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف ولا يتم نطقه إلا به، ولا يتوقف أداؤه على سببٍ كوجود الهمز أو السكون، بل يقتصر على وجود حروفه، وهو حروف المد الطبيعي ثلاثةٌ، وهي: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، ومقداره حركتين، والحركة مقدار قبض الإصبع أو بسطه، وقد ورد في سورة عبس الكثير من الأمثلة، على المد الطبيعي، منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (عَبَسَ وَتَوَلَّى)، ففي كلمة (تولى)، تمد الألف مدًّا طبيعيًّا مقداره حركتان؛ لأنّها ساكنةٌ سُبقت بفتح.
- قال -تعالى-: (مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ)، ففي كلمة (مرفوعة) تمد الواو مدًّا طبيعيًّا مقداره حركتان؛ لأنّ الواو حرفٌ ساكنٌ سُبق بضم.
- قال -تعالى-: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)، فقد جاء المد في حرف الياء في كلمة (أخيه) طبيعيًّا مقداره حركتان؛ لأنّ الياء ساكنةٌ مسبوقةٌ بكسرٍ.
المدّ المتّصل
وهو ما توقف وجوده على وجود الهمز بعد حرف المدّ، وصورته أن يأتي بعد حرف المد همزٌ في كلمةٍ واحدةٍ، ويمدّ بمقدار أربع إلى خمس حركاتٍ، وحكمه الوجوب، وسبب تسميته بالمتصل؛ لاتصال حرف المد والهمز في كلمةٍ واحدةٍ، ومن الأمثلة على المدّ المتّصل في سورة عبس ما يأتي:
- قال -تعالى-: (أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى)، في كلمة (جاءه)، جاء حرف المد الألف وجاءت الهمز بعده في كلمةٍ واحدةٍ؛ فهو مدٌّ متّصلٌ حكمه الوجوب، يُمدّ من أربع إلى خمس حركاتٍ.
- قال -تعالى-: (أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا)، ففي كلمة (الماء)، جاء المد متصلًا، لاتصال حرف المد الألف والهمز في كلمةٍ واحدةٍ.
- قال -تعالى-: (وَحَدَائِقَ غُلْبًا)، ففي كلمة (حدائق)، جاء حرف المد والهمز في كلمة واحدة، يمد بمقدار أربع إلى خمس حركاتٍ.
المد المنفصل
وهو أن يأتي حرف المد في كلمةٍ، وتأتي بعده الهمزة في الكلمة التي تليها، وحكمه الجواز، ويمدّ بمقدار أربع إلى خمس حركاتٍ كالمدّ المتّصل، ومن الأمثلة على المد المنفصل في سورة عبس ما يأتي:
- قال -تعالى-: (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ)، فنوع المد في هذه الآية منفصلٌ، فقد جاء حرف المد في كلمة (كلا)، ثم جاءت الهمزة في كلمة (إنّها).
- قال تعالى: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)، جاء حرف المد في كلمة (ما)، وتبعته الهمزة في كلمةٍ (أكفره)، فالمدّ هنا مدٌّ منفصلٌ.
المد اللازم
وهو أن يأتي بعد حرف المدّ سكونٌ لازمٌ في حال الوصل والوقف، ومقداره ست حركاتٍ لزومًا، وفي سورة عبس، جاء المد اللازم في آيةٍ واحدةٍ، وهي؛ قال -تعالى-: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ)، ففي كلمة (الصاخة) جاء حرف المد الألف، ثم أُتبع بالسكون في الحرف المشدّد وهو الخاء، فيمدّ مدًّا لازمًا، مقداره ستّ حركاتٍ.
مد الصلة
وهو مدٌّ خاصٌّ بهاء ضمير المفرد المذكر الغائب، وهو على نوعين: مدّ صلةٍ صغرى ، وهو أن تأتي هاء ضمير المذكر الغائب، لكن لا تتبعها همزةٌ، وهذا النوع من المدّ يُلحق بالمدّ الطبيعيّ؛ فيمد بمقدار حركتين، أمّا النوع الثاني: فهو مدّ الصلة الكبرى ، وهو أن تأتي هاء ضمير المذكر الغائب، وتتبعها الهمزة، وهذا النوع يلحق بالمد المنفصل، فيمدّ بمقدار، أربع إلى خمس حركاتٍ، ومن الأمثلة عليه، ما يأتي:
- قال -تعالى-: (لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّى)، فالمدّ هنا هو مد صلة صغرى، بمقدار حركتين.
- قال -تعالى-: (وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)، فالمد هنا هو مدّ صلةٍ صغرى، بمقدار حركتين.
- قال -تعالى-: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا)،فالمد هنا هو مدّ صلةٍ كبرى، يمدّ بمقدار أربع إلى خمس حركاتٍ، فهاء الضمير في كلمة (طعامه) جاء بعدها همزة قطعٍ.