بحث حول الموارد البشرية
تعريف الموارد البشرية
يمكن تعريف الموارد البشرية عموماً بأنّها أيّ شخص يؤدي دوراً ولو بسيطاً في الشركة ، ويساهم من خلال مهاراته الشخصية في إنجاح أعمالها في موقعه مهما كان، وبغض النظر عن طبيعة تعاقده مع الشركة، والمورد البشريّ هو ركن من أهم أركان الشركة يليه رأس المال والمعدّات وغيرها من الموارد الأخرى، وهو المورد الأكثر حاجةً للاهتمام، فالبشر لا يمكن التعامل معهم كجماعة دون وجود تنظيم وحوافز مستمرة، كما أنّ الشخص المسؤول عن هذا القسم يجب أن يتمتّع بمؤهلات على المستوى الشخصي تساعده على التعامل مع الآخرين وحتى مع خلافاتهم.
ظهر مصطلح الموارد البشرية (بالإنجليزية: Human Resources) لأوّل مرة في كتاب توزيع الثروة للاقتصادي الأمريكي جون كومونز، وبدأ الاهتمام به عمليًّا وإنشاء قسم خاص به في الشركات وأسواق العمل في القرن التاسع عشر، وهو القسم المسؤول عن التعامل مع المتقدّمين للوظائف مباشرةً، وتصنيفهم حسب الكفاءة والاستحقاق، ثمّ قبول الأجدر وتدريبه لاستلام وظيفته داخل الشركة، وزادت الحاجة لوجود هذا القسم في الشركات تماشياً مع حاجة الشركات للموظفين الأكفّاء باستمرار، ويُعدّ قسم الموارد البشريّة من أكثر الأقسام حيويةً في بيئات العمل المختلفة في الشركات، وأكثرها تمحوراً حول العلاقات المبنيّة على التنظيم والتشجيع بالإضافة إلى التقييم.
مسؤوليات قسم الموارد البشرية
تتضمن مسؤوليات ووظائف أقسام الموارد البشرية ما يأتي :
- إدارة عملية اختيار الموظفين الجدد وتحديد أسس الترفيعات والترقيات الوظيفية.
- مراقبة وتطوير أداء الموظفين لمعرفة كفاءة كل منهم ومقدار حاجة الشركة له.
- تطوير وتحسين السياسات والتشريعات المتعلّقة بشؤون الموظفين.
- الاهتمام بتدريب وتوجيه موظفي الشركة والموظفين الجدد وشحذ قدراتهم وربطها بالحصول على مكانة وظيفية أفضل.
- تنفيذ العقوبات كإجراءات تأديبية مع وجود توجيهات تقويميّة.
- المسؤولية المباشرة عند وجود إصابات عمل داخل الشركة.
- حل النزاعات بين الموظفين أنفسهم، أو النزاعات بين الموظفين ومدرائهم.
- الاهتمام بمطالب الموظفين الشخصيّة؛ كالأجور، والتدريب، والتطوير، والتقاعد.
- إدارة عملية توقيف الموظف عن العمل بإجراءات قانونية متكاملة، مع الحرص على عدم وصول الموظف إلى أيّ من موارد الشركة بعد إنهاء الإجراءات.
- تحسين بيئة العمل من خلال التشجيع والتحفيز المعنوي مع ضرورة وجود مكافآت ماديّة.
- تحديد الزي الموحّد للموظفين في حال وجوده.
- تحديد أوقات إجازات الموظفين.
- الاهتمام بالأخلاق والقِيم والحرص على التزام الموظفين بها.
- الالتزام بسياسات محددة لاستخدام الإنترنت.
وبالرغم من التطوّر الكبير في مجال الآلات إلّا أنّ الموارد البشرية لا زالت أساساً وركيزة مهمّة في بيئات العمل، فعملية التوظيف مثلاً تتمّ وفق خطة تتضمّن المراحل الآتية:
- وجود خطة توظيف لمعرفة عدد الموظفين حسب حاجة الشركة.
- دعم التعددية الثقافية في الشركة.
- توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب.
- إجراء المقابلات الوظيفية والتفاوض على الأجور، ثمّ تدريب ومتابعة الموظفين الجدد.
تتمركز وظيفة إدارة الموارد البشرية حول اختيار الأيدي العاملة في الشركات والمقابلات الشخصية؛ للمفاضلة بين المتقدّمين للوظائف المختلفة، كما تهتم بأمور تدريب الموظفين الذين تأهلوا للوظيفة، وتدريب الموظفين الحاليين للوصول إلى أقصى قدرات ممكنة بهدف تحقيق مصالح الشركة وزيادة إنتاجيتها، إلى جانب الاهتمام بشؤون الموظفين ومطالبهم، وحلّ المشكلات التي تواجههم في بيئة العمل.
تاريخ إدارة الموارد البشرية
أخذت إدارة الموارد البشرية أشكالاً مختلفة منذ القِدم، إلّا أنّ مُسمّاها كان دائم التغيّر كنتيجة للعديد من العوامل والظروف الاقتصادية والاجتماعية، فتمثّلت بدايةً في عصور الرفاهية الاقتصادية في وجود مُفتّشي المصانع عام 1833 م، ثمّ ظهرت تشريعات عام 1878 م تختصّ بعدد ساعات العمل الأسبوعية للنساء والأطفال، وتبِع ذلك تشكيل النقابات العُمّالية التي عملت بدورها على عقد المؤتمرات لمناقشة مطالبها والمفاوضة عليها.
كان لابدّ من إشراك النساء في العمل خلال الحرب العالمية الأولى، ولم يَعدّ هناك مفرّ من الحلّ المتمحور حول الاستخدام الأفضل للموارد البشريّة، فقد ظهرت بعض الأعمال الجديدة كلّيًا؛ كرعاية مصانع المتفجّرات، وبدأ الجيش بالتركيز على قدرات منتسبيه، ورافق ذلك ظهور المعهد الوطني لعلماء النفس لتحديد الاختبارات الضرورية، وطرق الاختيار الصحيحة، وأساليب التدريب اللاحقة للقبول، كما أثّرت الحرب العالمية الثانية على طرق اختيار المجنّدين وطرق التعامل معهم وتدريبهم ممّا يعني أهمية إيجاد قسم خاص بشؤونهم.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ التفاهم مع الأيدي العاملة في سنين الحرب هو أمرٌ لا يمكن إهماله؛ حيث جعل جسور التفاوض مفتوحة بين إدارات شؤون الموظفين، والنقابات العمّالية أو التجار لمناقشة شؤون ومطالب العمّال الجماعية، وفي عام 1970 م، ازدادت التشريعات الخاصّة بالعمل، وظهر مصطلح المستشار المتخصّص لمتابعة القضايا المتعلقة بالشؤون الصناعية دون انتهاكات، وفي التسعينيات ازدادت مرونة العمل وبدأ في أخذ منحىً غير المنحى التقليدي لساعات العمل والعقود، وأصبح بالإمكان إجراء خطوات التوظيف إلكترونيًّا عن بعد، كما أصبح بإمكان الموظف العمل في أيّ وقت من منزله.
ومنه يستخلص أنّ الكثير من التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية أثّرت في بلورة مفهوم الموارد البشرية عبر الزمن، ومن أشكال تغيّره ظهور النقابات العمّالية والتشريعات الخاصّة بالعمل والعمّال، وكان للحروب العالمية أيضاً دوراً كبيراً في تشكيل هذا المفهوم وتطويره، خاصةً مع وجود الحاجة لأفراد الجيش المجنّدين بكفاءة عالية، إلى جانب عدم القدرة على إهمال الجانب الاقتصادي.
أهداف إدارة الموارد البشرية
تعمل إدارة الموارد البشرية على تحقيق إنتاجية أفضل وتنظيم البنية التحتية للشركات، كما تهدف الموارد البشرية إلى تحقيق كل ممّا يأتي :
- المساهمة في تحقيق أهداف الشركة.
- استخدام الموارد البشرية بالشكل الأمثل وتطويرها كما يجب.
- تلبية حاجات موظفي الشركات.
- الحفاظ على معنويات الموظفين وإيجابيتهم.
- تدريب الموظفين، وتطوير قدراتهم، ودعمهم لتحقيق ما يلبّي حاجات الشركة.
- الحرص على العمل الجماعي وروح التعاون بين الأفراد.
أساسيات الموارد البشرية
ترتكز الموارد البشرية على عدد من الأساسيات والأركان، ومن ذلك ما يأتي:
- التوظيف والاختيار.
- إدارة أداء الموظفين.
- التعلّم والتطوير.
- التخطيط الناجح.
- الحوافز والتعويضات.
- نظم معلومات الموارد البشرية.
- تحليل بيانات الموارد البشرية.
خصائص إدارة الموارد البشرية
تتميّز الموارد البشرية بعدد من الخصائص، ومنها الآتي :
- الجمع بين الفن والعلم: فالإدارة تتطلّب فنًّا لتنفيذها بطرق جديدة مبتكرة، كما أنّ بعض أساسياتها صارمة تتطلّب دراسة وعناية لتُطبّق بالشكل الصحيح.
- الانتشار: تنتشر مهام إدارة الموارد البشرية بين الأقسام المختلفة لجميع الشركات بغض النظر عن الفئة والمستوى.
- عملية مستمرة: تتكوّن من عدد من الوظائف المترابطة المستمرّة بشكل لا ينتهي بتوظيف الأفراد بل تتعداه إلى التطوير والتقييم والتقويم.
- وظيفة خدميّة: تتمحور إدارة الموارد البشرية على خدمات الموظفين وطبيعة عملهم لا على الأرباح.
- أساسها التنظيم: لابدّ من التزام إدارة الموارد البشرية بالقوانين وحقوق الإنسان؛ كتكافؤ الفرص مثلًا.