النمو النفسي للطفل
النمو النّفسي للطفل
إنّ النمو النّفسي هو النمو المعرفي، والعاطفي، والفكري، والاجتماعي عند الإنسان ، وهو نموّ يبدأ منذ الطفولة وحتى التقدم بالعمر، ويتضمن النمو والتطور النفسي للطفل كلاً من الوعي الحسي، والمهارات الحركية، والقدرات الاجتماعية واللغوية، وهي تتأثر بحد كبير بجينات الطفل، وببيئته المحيطة، ومهاراته المعرفية.
عادةً ما تُستخدم مواصفات نمو الطفل النّفسي من قِبل الأهل والأخصائيين لمقارنته مع باقي أقرانه من الأطفال من نفس العمر، كتعلمه للكلام أو القراءة أو غيرها، وتُستخدم كذلك لتحري وجود مشاكل معرفية أو سلوكية عند الطفل، مثل صعوبات التعلم.
مراحل النمو النّفسي للطفل
يمر الإنسان منذ ولادته وحتى شبابه بمراحل مختلفة من النمو النّفسي، وقد رتبتها الأخصائية النّفسية للأطفال، جين بياجيت، كالتالي:
مرحلة النمو الحِسي الحركي
يبدأ النمو النّفسي عند الأطفال منذ الولادة وحتى عمر السنتين بالتعرف على الحياة من خلال الحواس والمهارات الحركية، ويتعلم من خلال الدلائل الحسية التي يراها، فعلى سبيل المثال يفهم الطفل في هذه المرحلة العمرية أن ما قام به أمر جيدٌ عندما يرى الابتسامة على وجه والدته، أو قد يهدأ عندما يسمع صوت أحد أحبائه الهادئ عندما يشعر بالخوف أو الانزعاج.
مرحلة ما قبل الانطلاق
يدخل الإنسان إلى مرحلة ما قبل الانطلاق من مراحل النمو النّفسي عندما يبدأ بالكلام، إذ يكون متأقلماً مع الحاضر فقط، ولم يتعلم بعد التفكير بالماضي أو المستقبل، ويتأثر الطفل كثيراً في هذه المرحلة بالخيال، أو بالطريقة التي يرغب أن يكون بها العالم، ولا يكون متمكناً بعد من رؤية العالم من وجهات نظر الآخرين.
مرحلة الانطلاق
يدخل الطفل إلى مرحلة الانطلاق عندما يصل إلى عمر التعليم الابتدائي، إذ يتعلم فيه على التفكير التجريدي، ويتعلم كذلك أن يفكر بطريقة منطقية بالأشياء التي يراها.
عوامل النمو النّفسي للطفل
يتأثر نفسية الطفل بالعديد من العوامل أثناء نموها، وهي لا تقتصر على العوامل الداخلية، مثل الجينات، أو الصفات الشخصية فقط كما يعتقد أغلب الناس، إذ تؤثر عليها عوامل خارجية أيضاً على النحو التالي:
عوامل اجتماعية
إنّ العوامل الاجتماعية من أهم العوامل الخارجية التي تؤثر على النمو النّفسي للطفل، مثل العائلة، أو المدرسة، أو الأصدقاء، إذ تَحمِل العلاقات الاجتماعية التي يمتلكها الطفل أثراً ملموساً على طريقة تفكيره، أو تعلمه، أو تطوره.
عوامل ثقافية
تلعب العوامل الثقافية دوراً كبيراً على النمو النّفسي للطفل، فهي تؤثر على طريقة تعامل الطفل مع أهله، ونوع التعليم الذي يحصل عليه، بالإضافة إلى نوع التربية المقدمة إليه، وذلك لأنّها تحدد مجموعة القيم، والعادات، والمعتقدات السائدة والتي يتعايش معها الطفل.
عوامل طبقية
تتفرع العوامل الطبقية لعدد من العوامل مثل مستوى التعليم، والثروة المالية، والوظيفة التي يمتلكها الشخص، وعادةً ما يتمتع الطفل الذي يعيش في بيئة طبقية عالية بفرص أكثر من غيره من الأطفال، والذي يؤثر بدوره على نفسيته.