المنهج البنيوي في تحليل النصوص
المنهج البنيوي في تحليل النصوص
يشير مفهوم المنهج البنيوي في التحليل الأدبي إلى المنهج الذي يقوم على إبعاد العناصر الخارجية كالتاريخ والإنسان وكل الواقع الخارجي عند دراسة العمل الأدبي، والاهتمام باللغة نفسها في دراسة النص والكشف عن خفاياه بعيدًا عن السياق الخارجي المتعلق بالنص والذي أدى إلى نشأته، ويعرف أيضًا بالبنائية أو التركيبية.
روافد ومصادر المنهج البنيوي
ظهرت البنيوية من خلال المصادر الآتية:
- حركة الشكلانيين الروس
التي ظهرت في الفترة ما بين (1915-1930م) اهتمت بقراءة العمل الأدبي من الداخل باعتبار الأدب نظامًا ألسنيًا ذا وسائط إشارية للواقع، وليس انعكاسًا للواقع، فرفضوا أن يكون للأدب علاقة وارتباط بالأفكار والمجتمع والتاريخ والفلسفة.
- النقد الجديد
ظهر في أمريكا منتصف القرن العشرين، واعتبر رواده أن الشعر رياضيات فنية لا حاجة للمضمون فيه والمهم هو القالب الشعري فقط، فهدف الشعر هو ذاته.
- الألسنية
وبشكل خاص ألسنية سوسير الذي مهد لاستقلال العمل الأدبي لاعتباره نظامًا لغويًا خاصًا، كما ميّز بين اللغة والكلام، فاللغة خاصة بالمجتمع أما الكلام فهو ظاهرة فردية لها علاقة بقدرة المتكلم وأدائه الفردي.
مبادئ المنهج البنيوي
يقوم المنهج البنيوي على المبادئ الآتية:
- الموضوعية في التحليل الأدبي
فلا يدخل الناقد أفكاره الشخصية أو وجهة نظره في دراسته للعمل الأدبي، ودون تدخل عوامل خارجية أيضًا مثل حياة الأديب.
- الدقة
من حيث الكشف والتقصي في دراسة العمل الأدبي وطغيانها على الفكر الإنساني.
- الشمولية
بحيث يملك القدرة على اكتناه بنيات أكثر شمولية من خلال المكونات لهذه البنى في الثقافة الإنسانية والعلاقات الجدلية.
- اللاتاريخية
وهي نزعة سيطرت على البنيوية، وتعتمد على ثنائية اللغة من خلال دراسة البنية الاجتماعية والعقلية للمجتمع وتجاهل البعد التاريخي بشكل مطلق، فاللغة هي من أوجد التاريخ لا العكس.
- موت المؤلف
تقوم البنيوية على دراسة اللغة في ذاتها دون العودة للتاريخ أو المؤلف، فألغت المؤلف وركزن على مفهوم الدال والمدلول، وأبعدت المرجع وكل شيء مادي بعيدًا عن اللغة، ورفضت البنيوية تدخل المؤلف وتأثير ظروف حياته على بنية النص.
أعلام المنهج البنيوي
من أهم أعلام المنهج البنيوي:
- دي فرديناند سوسير
عالم لغة من علماء العصر الحديث، قام بدراسة اللغة دراسة وصفية باعتبارها ظاهرة اجتماعية لا تاريخية، فاتخذ منهج البنيوية الوصفية ردًا على المنهج التاريخي في دراسة اللغة والأدب، وهو أول من اعتبر اللسانيات فرع من علم أشمل يدرس الإشارات الصوتية تحت اسم علم الإشارات.
- رومان جاكبسون
اتجه نحو البنيوية في الدراسة الأدبية، واعتمد على الألسنية في وصف اللغة والأدب وخصائصه، وينطلق من منطلق أن الأدب لغة وعلم اللغة أساسًا له، وهو مؤسس البنيوية الأدبية وواضع علم الأصوات التابع لعلم اللغة ونظرية الاتصال التي تضمنت عناصر الاتصال (المرسل والمرسل إليه والرسالة).
- كلود ليفي شتراوس
نشر كتاب "الأبنية الأولية للقرابة" عام 1948م هدف فيه إلى الكشف عن الاختلاف بين المجتمعات، أو بمعنى آخر القيم الأخلاقية، واعتمد على فكرة تقابل اللغة والكلام التي نادى بها سوسير.