التهاب الأعصاب

التهاب الأعصاب

يحدث التهاب الأعصاب (بالإنجليزيّة: Neuritis) في عصب واحد أو أكثر نتيجة عدد من الأسباب، كالعدوى، والإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة، أو الإصابات الرضيّة، ويتميَّز التهاب الأعصاب بأعراضه التي تتضمن الألم، واختلال الإحساس الذي قد يكون إمّا بفرط الحساسيّة، أو بالخدران، وتعطُّل ردود الأفعال، والقوى كذلك، ويضطرب نظام الجسم فتقلُّ كمِّية العرق المفرزة على طول مجرى العصب، أو الأعصاب الملتهبة، كما يُكمن التفريق بين التهاب الأعصاب، واعتلال الأعصاب (بالإنجليزيّة: Neuropathy)، إذ أنَّ اعتلال الأعصاب لا يرتبط فقط بالالتهاب، وإنَّما بتلف الأعصاب أيضاً وتعطُّل وظائفها، بالإضافة إلى انحلال الأعصاب (بالإنجليزيّة: Degeneration)، وعليه فإنَّ التهاب الأعصاب قد يتطوَّر لينتهي بالاعتلال، وقد يضرب الالتهاب عصباً واحداً، أو ضفيرة عصبيّة، وتتفاوت الأعراض بالاعتماد على نوع العصب المُتضرِّر على النحو الآتي:

• الأعصاب الحسِّية: يشعر المُصاب بالتهاب هذا النوع من الأعصاب بألم مُشابه للطعن، أو الحرق، أو التنميل، وعادةً ما يزداد الألم ليلاً، ويشتدُّ مع التغيُّرات الحراريّة، أو لمس منطقة الإصابة.
• الأعصاب الحركيّة: تتراوح المُضاعفات الناتجة عن التهاب الأعصاب الحركيّة بين ضعف العضلات إلى الشلل الكامل فيها، فتفقد العضلات التي تُغذِّيها الأعصاب المُتضرِّرة القُوَّة لتصبح مؤلمة، مع احتماليّة ضمورها.

التهاب العصب البصريّ

ينتج التهاب العصب البصريّ (بالإنجليزيّة: Optic Neuritis) عن تضرُّر حزمة الألياف العصبيّة الناقلة لمعلومات الرؤية من العين إلى الدماغ، ويرتبط التهاب هذا العصب بشكل أساسيّ مع مرض التصلُّب اللُّويحيّ المُتعدِّد الذي يُسبِّب التهاب أعصاب الدماغ، والحبل الشوكيّ، وتدميرها، فقد تكون أعراض وعلامات التهاب العصب البصريّ أوَّل الأعراض والعلامات الدالَّة على الإصابة بالتصلُّب اللُّويحيّ، أو قد يحدث في المراحل الأخيرة من المرض نفسه، كما قد يظهر التهاب العصب البصري مع أمراض مناعيّة أخرى، مثل: الذئبة الحماميّة (بالإنجليزيّة: Lupus)، ومن الأعراض المُصاحبة لالتهاب هذا العصب ما يأتي:

• الألم: والذي يزداد غالباً مع تحريك العين، ويصفه المُصاب على أنَّه ألم خفيف موجع يتركَّز خلف العين.
• الومضات الضوئيّة: فقد يُعاني بعض المُصابين من رؤية ومضات ضوئيّة مع حركة العين.
• فقدان الحقل البصريّ: يُقصَد بذلك تضيُّق الرؤية الجانبيّة على درجات متفاوتة.
• فقدان البصر في عين واحدة: يفقد معظم المُصابين الرؤية في عين واحدة بشكل مُؤقَّت، إلّا أنَّ درجة الضرر مختلفة من حالة إلى أخرى، ويتطوَّر فقدان الرؤية خلال فترة ساعات إلى أيّام، ويتماثل للشفاء بفترة أطول قد تصل حتى أشهر، وتجدر الإشارة إلى أنَّه في بعض الحالات قد تُصاب العين بالعمى الدائم.
• اعتلال رؤية الألوان: فلا يرى المُصاب الألوان بزهوها ولمعانها بالعين المُصابة.

التهاب العصب الدهليزيّ

يُعرَف التهاب العصب الدهليزيّ بأنَّه اضطراب يُصيب عصب الأذن الداخليّة الذي يُعرَف بالعصب الدهليزيّ القوقعيّ (بالإنجليزيّة: Vestibulocochlear Nerve)، حيث ينقل هذا العصب معلومات عن الاتزان، وموضع الرأس من الأذن الداخليّة إلى الدماغ، ويحدث الالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى فيروسيّة في الأذن الداخليّة، أو انتقال العدوى من جزء آخر في الجسم، كالحصبة، أو عدوى فيروس الهربس، ويُترجم هذا الخلل بالأعراض التي يشعر بها المُصاب، والتي تتضمَّن ما يأتي:

• الإصابة بالغثيان، والتقيُّؤ.
• الصعوبة في التركيز.
• فقدان التوازن.
• الشعور المُفاجئ بالدوار الشديد، والتأرجح.
• الإصابة بالدوخة.

التهاب الضفيرة العضديّة

تتعدَّد المصطلحات الطبِّية المُطلقة على التهاب الضفيرة العضديّة (بالإنجليزيّة: Brachial Neuritis)، كالاعتلال العضديّ، ويُعرَف بأنَّه نوع نادر من اعتلال الأعصاب الطرفيّة الذي يُفقد وظيفة الأعصاب بالصَّدر، والكتف، والذراع واليد الناقلة للسيالات العصبيّة من الجهاز العصبيّ المركزيّ المُتمثِّل بالدماغ والحبل الشوكيّ، ويُؤثِّر التهاب الضفيرة العضديّة في الأعصاب السفليّة للذراع واليد، وعادةً ما يكون الالتهاب في جزء واحد من الجسم، مع احتماليّة تزامن إصابة أعصاب أخرى معه، ويُمكن تلخيص أنواع التهاب الضفيرة العضديّة على النحو الآتي:

• التهاب الضفيرة الحادّ: لم يتوصَّل العلم إلى المُسبِّب حتى الآن، فيحدث الالتهاب هنا بشكل مُفاجئ من تلقاء ذاته، كما يكون الألم حادّاً شديداً، ويتبعه الضعف، أو التنميل.
• إصابة الضفيرة العضديّة: ويُقصَد بذلك الأذى الواقع على الضفيرة العصبيّة الذي يُفقدها وظائفها، فعند حديثي الولادة مثلاً قد تحدث الإصابة أثناء الولادة.