كيف تتخلص من البواسير بدون جراحة
التعديل على عادات الذهاب إلى المرحاض
تُعدّ البواسير (Hemorrhoid) أو البواسير الشرجيّة من الاضطرابات الشائعة التي تسبّب الشعور بالألم والانزعاج لدى العديد من الأشخاص، وقد يساهم تغيير بعض عادات الذهاب إلى المرحاض أو عادات التبرّز في التخفيف أو الوقاية من نوبات ظهور الأعراض، ومن النصائح والتغييرات التي يجدر اتباعها عند المعاناة من البواسير ما يأتي:
- تجنّب تأخير استخدام المرحاض: قد يؤدي التأخر في استخدام المرحاض عند الشعور بالحاجة إلى تجمّع البراز والحاجة إلى تطبيق المزيد من الجهد والضغط أثناء التبرّز؛ ممّا يؤدي بدوره إلى تفاقم مشكلة البواسير.
- اتخاذ وضعية جلوس صحيحة على المرحاض وتجنب الإطالة: يساهم الجلوس المطوّل على المرحاض في دفع البواسير إلى خارج فتحة الشرج وانتفاخها، ولتقليل مدّة الجلوس على المرحاض وتسريع التبرز يُنصح برفع القدمين باستخدام كرسي أو سلم متدرج؛ إذ قد يغير ذلك من وضعية المستقيم مما يسهل خروج البراز، كما يُنصح بوضع وسادة قبل الجلوس على الأسطح الصلبة؛ كالكرسيّ لتخفيف التورم الناجم عن البواسير.
- المحافظة على نظافة المنطقة: يُنصح بعد الانتهاء من استخدام المرحاض بمسح منطقة الشرج بقطعة قماش منقوعة بماء دافئ أو استخدام مناديل الأطفال الناعمة، وفي حال تهيّج المنطقة يُنصح بوضع الفازلين على المنطقة.
التغييرات على النظام الغذائي المتبع
يُنصح في حال تشخيص الإصابة بالبواسير إجراء بعض التغييرات على النظام الغذائيّ، مثل: تجنّب الأطعمة سريعة التحضير والمثلجات، وتقليل كمية اللحوم المتناولة والأطعمة المصنّعة والمعالجة، كما يجدر على المصاب أيضًا إضافة المزيد من الخضروات، والفواكه، والبقوليّات إلى النظام الغذائي لكونها غنية بالألياف، مما يساهم في تليين البراز وتسهيل عبوره عبر فتحة الشرج؛ مما يساهم في التخفيف من أعراض البواسير والوقاية من حدوثها، ويشار إلى ضرورة شرب كميّة كافية من السوائل، ويشمل ذلك الشوربات، والماء، وعصير الفواكه لتعزيز فاعليّة الألياف في تليين البراز.
ممارسة التمارين الرياضية
توجد مجموعة من التمارين الرياضيّة التي قد تساهم ممارستها في التخفيف من البواسير، وذلك من خلال قدرتها على تعزيز انتظام حركة الأمعاء، وتحسين الدورة الدموية، وتقوية العضلات في منطقة الحوض وأسفل الظهر، ولكن في المقابل توجد أيضًا بعض التمارين التي يجدر تجنّبها عند الإصابة بالبواسير؛ كركوب الدراجة والتمارين المشابهة، ورفع الأثقال، وذلك لما قد تسبّبه هذه التمارين من ضغط على منطقة الشرج، ويشار إلى وجود بعض الإرشادات التي يجدر اتباعها قبل ممارسة التمارين الرياضيّة لتقليل الانزعاج المرتبط بالبواسير، ومنها: شرب كميّة كافية من الماء، وارتداء الملابس الفضفاضة التي لا تسبّب الاحتكاك في منطقة البواسير، بالإضافة إلى تغيير الملابس فور الانتهاء من التمارين الرياضيّة والاستحمام بالماء الدافئ، وفيما يأتي مجموعة من التمارين الرياضيّة التي قد تساهم في علاج البواسير للرجال أو النساء:
- المشي.
- جهاز السير المتحرّك.
- السباحة.
- تمارين الحوض؛ كتمارين كيجل (Kegel exercise).
- اليوغا.
استخدام الملح الإنجليزي
قد يستخدم الملح الإنجليزي (Epsom salt) للتخفيف من التورم والألم في منطقة البواسير، وذلك عن طريق الجلوس في حوض الاستحمام بعد إضافة الملح الإنجليزي إلى الماء الدافىء في الحوض، ويمكن أيضًا استخدام حمَّام المِقعدة (بالإنجليزية: Sitz bath) والذي يتمّ وضعه على كرسيّ الحمّام ثم ملؤه بالماء الدافئ وإضافة الملح الإنجليزيّ إلى الماء، ونقع المنطقة المصابة فيهِ، ويشار إلى إمكانية تكرار هذه العملية عدّة مرات في اليوم للتخفيف من أعراض البواسير.
ومن الطرق الأخرى لاستخدام الملح الإنجليزي للتخفيف من ألم البواسير هي بمزج ملعقتين كبيرتين منه مع ملعقتين كبيرتين من الجلسيرين، ثم وضع المزيج على البواسير بضمادة شاش وتركه لمدة 15 دقيقة تقريبًا، وتكرار العملية كل 4-6 ساعات حسب الحاجة، وفي هذا السياق يشار إلى عدم وجود دراسات كافية تدعم استخدام الملح الإنجليزي لعلاج البواسير.
استخدام الكمادات الباردة
تساهم الكمّادات الباردة في التخفيف من انتفاخ أو تورّم البواسير ويمكن تطبيقها على منطقة الشرج عدّة مرات يوميًّا ولمدّة 15 دقيقة تقريبًا في المرة الواحدة للتخفيف من أعراض البواسير بما في ذلك البواسير الكبيرة والمؤلمة منها، ويمكن في هذه الحالة وضع بعض قطع الثلج في قطعة قماش وتطبيقها على منطقة الشرج، والحرص على تجنّب وضع الثلج بشكلٍ مباشر على المنطقة المصابة، وتُعدّ الكمّادات الباردة إحدى الطرق التي تساهم في علاج البواسير الخارجية بدون جراحة.
استخدام المكملات الغذائية
قد تساهم بعض المكمّلات الغذائيّة في التخفيف أو السيطرة على أعراض البواسير الخارجية أو الداخلية والوقاية من ظهورها في المستقبل، وبالتالي يمكن من خلال أخذ بعض أنواع الفيتامينات أو المكملات الغذائية المساهمة في علاج البواسير الداخلية في المنزل دون جراحة، ومن هذه المكمّلات ما يأتي:
- الألياف: كما هو الحال بالنسبة لتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف فإنّ المكمّلات الغذائية التي تحتوي على الألياف تساهم في تليين البراز وتسهيل خروجه؛ ممّا يساهم في التخفيف من أعراض البواسير والوقاية منها، ويتمّ اللجوء لمكمّلات الألياف في حال عدم الحصول على كميّة كافية منها في الوجبات الغذائيّة.
- الفلافونويد: توجد مركبات الفلافونويد (Flavonoid) بشكلٍ طبيعيّ في بعض أنواع الفواكه، والخضروات، والشاي، والقهوة، وقد وجد أن لها فوائد عديدة كونها أحد مضادّات الأكسدة، بالإضافة إلى فاعليّة بعض أنواعها في التخفيف من الالتهاب وتعزيز قوّة الأوردة الدمويّة؛ ممّا قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالبواسير، وقد أظهرت نتائج دراسة سريرية أُجريت على 154 شخص ونشرت عام 2018 م في المجلة الدولية لأمراض القولون والمستقيم (International Journal of Colorectal Disease) أن مركبات الفلافونويد تعد آمنة وفعالة في السيطرة على النزيف الناجم عن البواسير وتمتاز بانخفاض آثارها الجانبية المُحتملة.
- التانين: (Tannins) المعروف أيضًا بالعفص، وهي إحدى المركبات الموجودة في بعض النباتات، وتمتاز بخواص مضادّة للالتهاب وخواص قابضة للأوعية الدمويّة؛ ممّا يساهم في التخفيف من أعراض البواسير، وقد بينت ذلك مراجعة منهجية نشرت عام 2014 م في المجلة الهندية للصيدلانيات (Indian Journal of Pharmaceutics).
استخدام الزيوت العطرية
تمتلك بعض الزيوت العطريّة (Essential oils) خواص مضادّة للالتهاب ممّا يجعلها أحد الخيارات العلاجيّة التي قد تساعد على علاج البواسير المتدلية بدون جراحة، ويجدر التنويه إلى ضرورة تجنّب التطبيق المباشر للزيوت العطريّة على البواسير أو أخذها عن طريق الفم، وإنّما الاكتفاء باستنشاق القليل من أبخرتها، أو تخفيفها بزيت ناقل آخر قبل تطبيقها ووضعها على البواسير.
وفي دراسة أجريت عام 2017 م ونشرت في مجلة الطب التكاملي (Journal of Integrative Medicine) وتم إجراؤها على الزيت العطري المستخرج من نبتة الآس أو المرسين (Myrtus communis) الذي يعد من الزيوت الأساسية؛ فقد وجد أن التطبيق الموضعي للزيت سواءً كغسول أو مرهم يمكن أن يحسن بشكل كبير من أعراض البواسير المتمثلة بالنزيف، والألم المستمر، والألم أثناء التبرز، وتهيج الشرج، والحكة الشرجية، ومن أفضل الزيوت لعلاج البواسير بدون جراحة ما يأتي:
- زيت اللبان (Frankincense oil).
- زيت كستناء الحصان (Horse chestnut oil).
- زيت لحاء القرفة (Cinnamon bark oil).
- زيت القرنفل (Clove oil).
- زيت النعناع (Peppermint oil).
- زيت شجرة الشاي (Tea tree oil).
- زيت الشبت أو السذاب البريّ (Dill oil).
- زيت شجرة السرو (Cypress oil).
علاج البواسير بطرق طبيعية أخرى
قد يفضل بعض الأشخاص اللجوء لبعض الطرق الطبيعية لعلاج البواسير ، ويجدر التنبيه إلى استشارة الطبيب قبل استخدام أي منها، إذ قد يؤدي استخدامها في بعض الحالات إلى ظهور بعص الآثار الجانبية، ويمكن بيانها كما يأتي:
- الثوم: قد يُساعد استخدام الثوم في التخفيف من الحكة والألم المرافق للبواسير .
- الألوفيرا: استخدم جل الألوفيرا منذ الأزل لعلاج العديد من الحالات الصحية، ومن ضمنها علاج البواسير والتخفيف من الأعراض المرافقة له، ويُعزى السبب في ذلك لاحتواء ل الألوفيرا على خواص مضادة للالتهاب.
الإجراءات الطبية خفيفة التوغل
قد يفضل الطبيب إجراء بعض الإجراءات البسيطة وطفيفة التوغل للمصاب بهدف التخلص من النزيف المستمر والألم المصاحب للبواسير، ويشار إلى أن هذه الإجراءات لا تحتاج إلى تخدير الشخص المصاب في الغالب، كما تتمّ عادةً في عيادة الطبيب، ونبيّن فيما يأتي مجموعة من هذه الإجراءات:
الربط باستخدام الشريط المطاطي
يقوم مبدأ الربط باستخدام الشريط المطاطيّ (Rubber band ligation) على حصر البواسير الداخليّة بشريط أو شريطين من الأربطة المطاطيّة الصغيرة؛ إذ يربط الطبيب الشريط حول قاعدة البواسير باستخدام جهاز خاص، وذلك بهدف قطع التروية الدمويّة عن البواسير؛ مما يؤدي إلى سقوطها عبر الشرج خلال أسبوع تقريبًا من وضع الرباط المطاطيّ، ويشار إلى أن هذه الطريقة قد تسبّب حدوث النزيف لدى بعض الأشخاص وقد يبدأ ذلك بعد يومين إلى أربعة أيام من الخضوع للإجراء، ولكنه نادرًا ما يكون حادًا.
المعالجة بالتصليب
تعتمد طريقة العلاج بالتصليب (Sclerotherapy) على حقن أنسجة البواسير من قِبَل الطبيب بمادّة كيميائيّة خاصّة تعمل على تقليص حجم البواسير، وهي من الطرق التي لا تسبّب الألم أو قد تقتصر على ألم بسيط؛ إلّا أنّها قد تكون ذات فاعليّة أقل من بعض الطرق الأخرى؛ كالربط.
التخثير بالأشعة تحت الحمراء
تهدف عمليّة التخثير بالأشعة تحت الحمراء (Infrared coagulation) إلى علاج البواسير الداخليّة من خلال توجيه شعاع مكثف من ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى داخل القناة الشرجية لتدمير الأنسجة الموجودة فيها بهدف وقف تدفق الدم إلى البواسير الداخلية.
التخثير الكهربائي
تتشابه طريقة التخثير الكهربائيّ (Electrocoagulation) مع طريقة التخثير بالأشعة تحت الحمراء ولكن في هذه الحالة يتمّ قطع التروية الدمويّة عن البواسير باستخدام التيار الكهربائيّ لتوليد الحرارة وتكوين نسيج ندبيّ حول البواسير ممّا يساهم في التخلّص منها، ويشار إلى وجود طرق أخرى للتخثير وذلك بعلاج البواسير بدون جراحة بالليزر.
استخدام الأدوية
توجد مجموعة من الأدوية التي تساهم في علاج البواسير والتخفيف من أعراضها، ونذكر بعضًا منها فيما يأتي:
مسكنات الألم
يمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبيّة للتخفيف من الألم والالتهاب المصاحب للبواسير، ويتمّ استخدام هذه الأدوية عند الحاجة وبحسب إرشادات الطبيب أو الصيدلانيّ، ومنها ما يأتي:
- دواء الأسبرين (Aspirin).
- دواء الأيبوبروفين (Ibuprofen).
- دواء الباراسيتامول (Paracetamol).
المراهم الموضعية
توجد مجموعة من المراهم والكريمات الموضعيّة التي تساهم في علاج البواسير الخارجية، وتحتوي هذه المراهم في العادة على سائل يعرف ببندق الساحرة (Witch hazel)، أو على دواء هايدروكورتيزون (Hydrocortisone)، ويشار إلى أنها تساعد على التخفيف من الألم، والتورّم، والحكّة المصاحبة للبواسير، ويُشار إلى ضرورة تجنّب استخدام المراهم لمدّة تزيد عن أسبوع لما قد يكون لها من آثار جانبية تتمثل بترقّق وضعف الجلد في منطقة التطبيق، كما يجدر استشارة الطبيب في حال تسبّب المرهم بجفاف الجلد أو ظهور الطفح الجلدي حول منطقة التطبيق، وأيضًا تجدر مراجعة الطبيب لتحديد العلاج المناسب بحسب الحالة في حال استمرار أعراض البواسير بعد استخدام المرهم لمدّة أسبوع.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الكريمات تُستخدم للتطبيق الخارجيّ فقط ويجب الحذر من إدخالها عبر فتحة الشرج، أمّا بالنسبة للفازلين فيمكن وضع كمية قليلة منه داخل فتحة الشرج لتسهيل التبرّز وتخفيف الألم، ويمكن القول أنّه مرهم لعلاج البواسير بدون جراحة.
تحاميل البواسير
يمكن اللجوء لتحاميل البواسير في حالات المعاناة من البواسير الخارجية، إذ يُساعد استخدامها في التخفيف من الألم الناتج عن البواسير، ومن الجدير ذكره أنّ تحاميل البواسير تُستخدم يوميًا من مرتين إلى ثلاث مرات ولمدة قد تصل إلى أسبوع، ويجب على المصاب وضع التحاميل بعد حركة الأمعاء.
الأدوية التي تعالج الإمساك
تساهم الأدوية التي تعالج الإمساك؛ كملينات البراز (Stool Softeners) في التخفيف من الإمساك وتسهيل خروج البراز دون المعاناة من أعراض البواسير، ويقوم مبدأ المليّنات على تقليل امتصاص الماء من الأمعاء، وبالتالي زيادة حجم الماء في البراز ممّا يساهم في تليين البراز وسهولة خروجه أثناء التبرّز، ويشار إلى أنّ هذه الأدوية تحتاج إلى يومين على الأقل من بدء استخدامها حتى تظهر فعاليتها.
ملخص المقال
توجد العديد من الطرق المختلفة للتخلّص من البواسير دون جراحة ويتضمّن ذلك إجراء تغييرات على عادات استخدام المرحاض، واتّباع نظام غذائيّ صحيّ غنيّ بالألياف، وممارسة التمارين الرياضيّة المناسبة، بالإضافة إلى بعض العلاجات الدوائيّة والإجراءات الطبية خفيفة التوغل التي يمكن إجراؤها في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى زيارة المستشفى أو الخضوع للتخدير، وذلك مع الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال عدم تحسّن الأعراض أو استمراها بعد اتّباع التدابير والطرق العلاجيّة السابقة.