مفهوم القراءة الخلدونية
مفهوم القراءة الخلدونية
يشير مفهوم القراءة الخلدونية إلى طريقة القراءة التي وردت في كتاب يحمل الاسم نفسه، وهو كتاب القراءة الخلدونية الذي ما يزال ضمن مناهج الصف الأول الابتدائي في العراق، وهو من تأليف الأستاذ ساطع الحصري، إذ اعتمدَ فيه طريقة جديدة وسمَّاها خلدون على اسم ابنه، وقد وردت في الكتاب عبارة: "زيزي ناري داري"، وقد اعتمدَ الكاتب أسلوبًا فريدًا في تهجئة الحروف.
حيث لم يكن ذلك الأسلوب معروفًا في اللغة العربية وهو طريقة القراءة الصوتية، وفي هذه الطريقة يتم ذكر أصوات الحروف أولًا ثمَّ الكلمات التي تتشكل منها، فهي تناسب اللغة العربية أكثر من غيرها لأنَّ معظم الكلمات يوافق النطق مع الكتابة فيها، واضطرَّ الكاتب بسبب اعتماد تلك الطريقة الجديدة أن ينشر كتابًا آخرًا كمرشد للكتاب الأول يشرح فيه طريقة القراءة الخلدونية.
أوقفَ العمل بالتدريس بهذا الكتاب في ثلاثينيات القرن الماضي، بسبب العديد من الاعتراضات عليه، منها أنَّه لم يتضمَّن نصوص دينية فيه، واعتمَد كتاب القراءة للمؤلف متى عقراوي، وكان قد كتب بالطريقة الجُمليَّة، ولكنّ استخدامه لم يطل، فألغيَ استخدامه وأعيد كتاب القراءة الخلدوينة للتدريس مرة أخرى، وأهدى ساطع الحصري حقوق الكتاب لوزارة المعارف.
مؤلف كتاب القراءة الخلدونية
ولد ساطع بن محمد بن هلال الحصري في عام 1879م في صنعاء، وقد كان والده يعمل في محكمة استئناف هناك، وانتقل مع والده في طفولته بين العديد من المدن العربية مثل طرابلس و قونيا وأنقرة وإسطنبول، ودرس في المدارس العثمانية، وتخرج عام 1900م من المعهد الملكي في إسطنبول، وعمل مدرسًا في المدارس العثمانية في اليونان قبل الانتقال للسلك الدبلوماسي.
يعدُّ ساطع الحصري أحد أشهر الكتاب العرب والمفكرين في القرن العشرين ، وهو أحد رموز القومية العربية آنذاك، وضع مناهج التربية في سوريا والعراق وأسس وزارة المعارف في سوريا عام 1919م، وشارك في تأسيس كلية الحقوق في العراق، وشغل منصب مستشار في جامعة الدول العربية ، وقد توفي عام 1968م عن عمر يناهز 89 عامًا.
منهج القراءة الخلدونية في القراءة
تعتمد القراءة الخلدونية على الطريقة الصوتية والتي تعرف بتوافقية الحروف أو ارتباطها مع أصواتها المناسبة لها في الكلام، وتضمُّ فهم المبادئ التي تنظم عمل واستخدام الحروف في الكلمات، وتهدف الطريقة الصوتية إلى فهم أصوات الكلمات التي عادةً ما تكون غير مألوفة خلال الهجاء، وتساعد الطفل على كتابة الحرف المناسب للصوت الذي يسمعه فقط، ويمكن تدريسها وفق طريقة التحليل أو التركيب.
حيثُ أنَّه في المنهج التركيبي يتعلم الأطفال أولًا أصوات الحروف كل على حدة، ثمَّ أصوات تركيباتها وذلك قبل تعلم القراءة، وفي المنهج التحليلي يتعلم الأطفال مجموعة من الكلمات ويتعرفون عليها بالمشاهدة، وخلال القراءة يحلل الطفل الكلمات وفق الأصوات، أمَّا بالطريقة الصوتية، فإنَّ الطفل يتعلم صوت كل حرف وأسباب استخدام الحروف بدلًا من الآخر ويتعلم إدراك الأصوات أيضًا.
ويتعلم أيضًا أسباب استخدام هذا الحرف في ذلك المحل دون غيره، وبعد تطبيق تلك القواعد والخبرات يستطيع معرفة أصوات كلمات جديدة، ويميل معظم المدرسين والمعلمين إلى استخدام المنهج التحليلي.
إيجابيات وسلبيات الطريقة الخلدونية في القراءة
توجد العديد من الإيجابيات للقراءة الخلدونية التي تعتمد الطريقة الصوتية في تعلم القراءة للأطفال ، حيثُ أنَّه يمكن من خلال معرفة أصوات الحروف من خلالها إعادة استخدام الأصوات وتركيبها من أجل الخروج بالعديد من الكلمات غير المعروفة بالنظر مثلًا، وهذا المبدأ يصح في اللغات التي يمثِّل فيها الحرف صوتًا معينًا، وكل حرف فيها يكون له رمز صوتي خاص به.
وهذه الخاصية تنطبق على اللغة العربية إلى حد كبير، أمَّا في اللغة الإنجليزية، فإنَّه العلاقة بين الحروف والأصوات غير متوافقة غالبًا نطقًا وكتابةً، لذلك تكون هذه الطريقة قاصرة في تعلم اللغة الإنجليزية إذا كانت الطريقة الوحيدة لتعلم كلمات غير شائعة، وهذا لأنَّ العديد من الحروف المختلفة قد يكون لها نفس الصوت.
لذلك يعتقد الباحثون والمدرسون أنَّ الطريقة الصوتية جزء أساسي من برامج القراءة التعليمية الفعالة، ولكن بسبب الكثير من التناقضات في حروف اللغة الإنجليزية، يؤكدون على ضرورة وجود طرق أخرى إضافية من أجل المساعدة على تعلم نطق الكلمات الإنجليزية غير الشائعة، والتي لا يمكن تعلمها بهذه الطريقة بشكل جيد، وحتى يتعلم القارئ بدايات ونهايات وجذور ومقاطع الكلمات.