فوائد التبكير إلى الصلاة
فضل وفوائد التبكير إلى الصلاة
إنّ للتبكير إلى الصلاة فضائل وفوائد عديدة، فيما يأتي بيانها:
- الإعادة خلف المُؤذن في الأذان، والدُّعاء بعد الأذان.
- التواجد أثناء وقت تكبيرة الإحرام والمُحافظة عليها، وحضور صلاة الجماعةِ كاملة من غير نُقصان، وكسب التأمين خلف الإمام في حال كانت الصلاة جهرية، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قالَ الإمامُ: "غيرِ المغضوبِ عليْهم ولاَ الضَّالِّين"، فقولوا: "آمينَ"، فإنَّهُ من وافقَ قولُهُ قولَ الملائِكةِ غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).
- الصّلاة في الصّفِ الأول من صُفوف المُصلِّين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِّ الأوَّلِ ثمَّ لم يجِدوا إلَّا أن يستَهِموا عليهِ لاستَهموا).
- الحرص على الصلاة في الجانب الأيمن من الصفوف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّون على ميامنِ الصُّفوفِ).
- أداء ما شرعه الله من النّوافل بين الأذان والإقامة؛ كقراءة القرآن، والدُّعاء ، وقراءة الأذكار، والاستغفار.
- التظلّل بظلّ الله -تعالى- يوم القيامة ؛ بسبب تعلّق قلب المسلم بالمسجد، قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَدْلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ...).
- حصول الخشوع والسكينة أثناء الصلاة؛ وذلك لأن القيام بالعبادة أثناء تواجد المسلم في المسجد يُنسيه ما مُلهيات الدنيا في الخارج وانشغالاتها، فيُقبل بصلاته على الله -تعالى- بقلبه، ويُحصِّل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-.
- استغفار الملائكة للعبد طوال انتظاره للصلاة، وحصول الأجر والثواب أثناء ذلك، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ).
- التواجد في مكان قريبٍ من الإمام، وهذا له فضلٌ جليل، فقد روى سمرة بن جندب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (احضُروا الذِّكرَ وادنوا منَ الإمامِ فإنَّ الرَّجلَ لا يزالُ يتباعدُ حتَّى يؤخَّرَ في الجنَّةِ وإن دخلَها).
- أداء السنن القبلية المشروعة قبل أداء الفروض.
- حضور صلاة الجمعةِ مُبكّراً له فضلٌ كبيرٌ وعظيم، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من غسّلَ واغتَسلَ يومَ الجمعةِ، وبكّرَ وابتكَرَ، ومشَى ولم يركبْ، ودنا من الإمامِ، واستَمعَ، ولم يلغُ كان لهُ بكلّ خطوةٍ أجرُ عملِ سنةٍ، صيامِها وقيامِها).
- مضاعفة الأجر في صلاة الجماعة عن صلاةِ المسلم منفرداً، بالإضافة لنيْل الأجر أثناء انتظار الصلاة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صَلَاةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وفي سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ ضِعْفًا، وذلكَ أنَّهُ: إذَا تَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إلَّا رُفِعَتْ له بهَا دَرَجَةٌ، وحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عليه، ما دَامَ في مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عليه، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ).
تعريف التبكير إلى الصلاة
يُراد بلفظ التهجير إلى الصلاة: التبكير إليها وحضورها في أول وقتها، ويُطلق التبكير على المُبادرة أيضاً، ويتحقّق التبكير إلى الصلاة بالتأهُّب والاستعداد لها قبل الانشغال بغيرها عنها، وإنْ كان لفظ التبكير مُخفّفاً فمعناه التعجيل بالحضور، واللفظُ بالتشديد -أي بَكَّر- فمعناه المبادرة للصلاةِ في أول الوقت، ويحصل التبكير لمن هو في المسجد بتجهيز نفسه للصلاة والاستعداد لها.
حكم التبكير إلى الصلاة وحكمة تشريعه
يُسنّ التبكير في الحضور إلى المسجد إن كان مأموماً، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)، أمّا الإمام فالسنة في حقّه التأخير، وذلك اتّباعاً لرسول الله ومن بعده من الخلفاء الراشدين ، ويتحصّل في حضور المُصلّي مبكّراً الاقتراب من الإمام، وبالتبكير ينال فضل وأجر انتظار الصلاة فتزداد بهذا حسناته وتتضاعف.
الصلاة بأول الوقت
تعدُّ الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم، حيث سأل ابن مسعود -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال، فأجابه -عليه الصلاة والسلام- بأن الصلاة على وقتها من أفضل الأعمال، وفي روايات للحديث يُجيبه بقول: "الصلاة على أول وقتها"؛ لِما في ذلك من تفضيل أداء الصلاة في أول وقتها، حيث يكون العبد مُتأهبّاً ومُستعداً، فيقوم بأدائها بمجرد دخول وقتها.
وقد جاءت النصوص القرآنية بلفظ "إقامة الصلاة"، ولم ترد الصلاة بلفظٍ مُجردٍ وحدها، كقول الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ)، وأوّل معاني الإقامة أن تُؤدّى الصلاة في وقتها، ولمّا قال -تعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا)، لم يكن المقصود أنّهم تركوها؛ وإنما أخرّوها عن وقتها، وفي المقابل من ذلك لا حرج إن أدّاها المسلم في وقتها المُختار، حيث إنّ جبريل -عليه السّلام- جاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلّمه الصلاة، فصلّى به في اليوم الأول في أولِ الوقتِ، وفي اليوم التالي صلّى به في آخرِ الوقتِ، وأعلمه أنّ ما بين بداية الوقت ونهايته يعدُّ وقتاً جائزاً للصلاة، لكنّ الأفضل صلاتها في أول وقتها.