أين يقع قوم عاد
أين سكن قوم عاد؟
سكن قوم عاد في وادي يسمى وادي الأحقاف، قال -تعالى-: (واذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ)، ويُقصد بالأحقاف لغةً: الرمل العظيم المستدير، وقد ذكر العلماء أن الأحقاف منطقة تقع بين عمان وحضرموت.
وقوم عاد هم قوم سيدنا هود -عليه السلام-، وقد وصف الله -تعالى- مدينتهم بذات العماد في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)؛ أي ذات الأعمدة الرفيعة، فقد كانت مدينة عظيمة مليئة بالأعمدة.
و مدينة قوم عاد مدينة عظيمة؛ فقد دلت الآثار على وجود قصور شاهقة وعظيمة كانت موجودة في منطقة جنوب الجزيرة العربية، في منطقة الربع الخالي بينها وبين مدينة حضرموت، وكان قوم عاد ينحتون من الجبال القصور الشاهقة العظيمة.
نسب قوم عاد
يرجع نسب قوم عاد إلى عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام-، فالمدة التي تفصل بين قوم عاد ودعوة سينا نوح -عليه السلام- قليلة جداً، وعلم قوم عاد بما حصل مع قوم نوح -عليه السلام- عندما كذبوا نبيهم فأهلكهم الله بالطوفان العظيم.
وقد أرسل الله -تعالى- سيدنا هود -عليه السلام- إلى قوم عاد؛ لدعوتهم لعبادة الله -تعالى- وحده، وأنعم الله -تعالى- عليهم بمجموعة من النعم، ومنها ما يأتي:
- الاستقرار الأمني لقوم عاد
مكّن الله -تعالى- لقوم عاد في الأرض وجعلهم خلفاء، ورزقهم الأمن والقوة والمنعة السياسية، وأنعم عليهم بالقوة الجسدية الكبيرة، قال -تعالى-: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ).
- التقدم العمراني والصناعي
أنعم الله -تعالى- على قوم عاد بالقدرة العمرانية والصناعية الكبيرة، فاتخذوا القصور العظيمة وسكنوا بها، ونحتوا من الجبال قصوراً فوق الأرض وتحتها.
- القوة الزراعية لقوم عاد
أنعم الله -تعالى- على قوم عاد بالجنات والنخيل والزروع العظيم، فكانوا يكتفون بما لديهم من قدرة زراعية من طلب المساعدة ممن حولهم من القبائل، وأنعم الله -تعالى- عليهم بالأنعام والبنين والرزق الوفير.
هلاك قوم عاد
كذبت قوم عاد برسالة التوحيد التي أرسلها الله -تعالى- لهم على يد نبيهم هود -عليه السلام-، وطغوا في الأرض، واستغنوا بقوتهم ومنعتهم وقدرتهم المادية والجسدية عن سواهم، فاستكبروا واستعلوا في الأرض وغفلوا عن وقوع العذاب عليهم.
وقام سيدنا هود -عليه السلام- بتذكيرهم بعبادة الله -تعالى- والرجوع إليه، وترك ما يعبدون من أصنام؛ لكنهم استكبروا وأصروا على طغيانهم؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم الريح الشديدة التي دمرتهم واستمرت لعدّة لأيام.
قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ* تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ* فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)،فدمرت هذه الريح كل من كذب برسالة هود -عليه السلام-.