أين يقع قبر النبي يوسف
قبر النبي يوسف
تعدّدت الروايات والأخبار حول موقع قبر نبي الله يوسف -عليه السلام- ومكان دفنه ؛ فمن الروايات ما تنقل أنّه بعد وفاته -عليه السلام- في مصر، وضعه أهلها في تابوتٍ محكمٍ من الرخام، وألقوه في نهر النيل، وقيل قربه، وكان -عليه السلام- قد أوصى إخوته أن ينقلوه إذا خرجوا من مصر إلى الشام حيث قبر أبيه يعقوب -عليه السلام- وأجداده: إساحق وإبراهيم -عليهما السلام-.
وتنقل بعض الروايات أنّ يوسف -عليه السلام- ظلّ في مصر إلى أن حمله نبيّ الله موسى -عليه السلام- ونقله إلى بلاد الشام، ودفنه هناك، وقيل عن موضع قبره أنّه في نابلس، وقيل هو في الخليل، وهما مدينتان من مدن فلسطين، وعلى ذلك فإنّه لا يُجزم بمكان قبر نبي الله يوسف -عليه السلام- وأين دفن على وجه التحديد.
النبي يوسف بعد لقاء أهله
أتمّ الله -سبحانه وتعالى- على نبيّه يوسف نعمه؛ فآتاه الملك بعد أن كان سجينًا، وجمعه بأهله بعد أن فارقهم صغيرًا، وتحقّقت روؤياه التي رآها في المنام من سجود إخوته وأهله له، ومكث إخوته وأبوه يعقوب -عليه السلام- عنده في مصر، وقبل أن يتوفّى الله -تعالى- يعقوب -عليه السلام-؛ جمع أبناءه وأوصاهم كما في قوله تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
وقيل إنّ يعقوب -عليه السلام- عاش بعد لقاء يوسف -عليه السلام- سبع عشرة سنةً، وأنّه أوصى يوسف بأن يدفنه عند قبر أبيه إسحاق وجدّه إبراهيم -عليهما السلام- في بلاد الشام؛ فأخذه بعد وفاته ودفنه عندهم، وأمّا يوسف -عليه السلام- فتمنّى لقاء الله -تعالى- بعد أن أكرمه بالملك ولقاء أهله، وأن يُميته على الإسلام، كما جاء في قول الله -تعالى- على لسانه: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ).
وتذكر الروايات أنّ يوسف -عليه السلام- قبل وفاته عهد لأخيه يهوذا بالملك، وطلب من إخوته أن يُخرجوه من مصر إذا خرجوا منها ويدفنوه قرب آبائه، وقيل إنّه -عليه السلام- توفّي وعمره مئةٌ وعشرون سنةً.
قبور الأنبياء عليهم السلام
لم يثبت على وجه اليقين موضع قبرٍ من قبور الأنبياء -عليهم السلام- إلّا قبر النبيّ محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- في المسجد النبويّ في المدينة المنوّرة، أمّا قبور الأنبياء الآخرين؛ فلم يثبت مكان أحدها إلّا ما تتردّد فيه الروايات التي لا تثبت صحّتها، ومن العلماء من ذكر أنّ الحكمة من عدم معرفة موضع قبرٍ من قبور الأنبياء سوى النبي محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-؛ سدّ الباب أمام ما قد يقوم به بعض الناس من اتخاذ قبور الأنبياء مزاراتٍ، أو قصدها دون الله -تعالى- في طلب حوائجهم.