جهاد عبد الرحمن بن عوف
جهاد عبد الرحمن بن عوف
جهاد عبد الرحمن مع الرسول وسريّته
شهد عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- معركة بدر ، وكان من المُبايعين تحت الشجرة، كما أنه شهد غزوة أُحد وجميع المشاهد مع النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-. وقد بعث النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- إلى دومة الجندل، وقال له: "سِر بسم الله"، وأوصاه كما كان يوصي أُمرائه، وقال له إن فتح الله -تعالى- عليه أن يتزوج بنت الملك أو الشريف، فتزوّج بنت شريفهم تماضر، وهو الأصبغ بن ثعلبة بن ضمضم الكلبيّ.
وكانت هذه السرية في شهر شعبان ومعه سبعمئة رجل؛ وذلك ليدعوهم إلى الإسلام، وأمره النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بعدم الغدر أو الغل أو قتل الأطفال، وكانت هذه السرية في السنة السادسة من الهِجرة، ومكث فيها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، حتى أسلم شريفٌ منهم يُسمّى الأصبغ بن عمرو الكلبيّ، وتزوج ابنته تماضر، وأحضرها معه إلى المدينة، وأسلم الكثير من قومه، وأقام الجزية على من لم يُسلم.
جهاد عبد الرحمن بن عوف زمن الخلفاء الراشدين
شهد عبد الرحمن بن عوف معركة القادسيّة، والتي وقعت في السنة الرابعة عشر للهجرة، حيثُ كانت بدايةً لفتح المدائن، ثُمّ شارك في جلولاء في السنة السادسة عشرة للهجرة، ولما رجع عُمر بن الخطاب بالغنائم جعل عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن أرقم على حراستها، كما أنه شارك مع عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في فتح القُدس ومُصالحة أهلها وكتابته للعُهدة العُمريّة في السنة الخامسة عشر من الهِجرة، وبقي عبد الرحمن بن عوف علماً من أعلام الإسلام كما كان على زمن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وقد تولّى إمارة الحج في خلافة عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، كما ولّاه العناية بأُمهات المؤمنين في الحج، وكان مُستشاراً للدولة، وحلّالاً للأزمات.
مناقب عبد الرحمن بن عوف
توجد الكثير من المناقب والفضائل لعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-، ومنها ما يأتي:
- أحد العشرة المُبشرين بالجنة، وشهد له النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في بعض المواقف أنّه من أهل الجنة، وكان من السابقين إلى الإسلام، فقد كان من الثمانية الأوائل دُخولاً فيه، ومن أهل بدر، وروى العديد من الأحاديث عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
- أحد الستة الذين اختارهم عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليكونوا من أهل الشورى؛ ليختاروا واحداً منهم ليكون خليفةً للمُسلمين من بعده، فقام بعزل نفسه، ووافق على من يختاره أهل الحل والعقد.
- أحد سادات المُسلمين، وأخبره النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنه أمينٌ في الأرض وفي السماء.
- أحد الصحابة الذين اختصّهم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بِالدُّعاء لهم، والصلاة خلفهم، فقد صلّى النبي خلفه في غزوة تبوك ، كما أخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عنه أنه وكيلٌ لله -تعالى- في الأرض، واختصه الله -تعالى- بنزول بعض الآيات في مدحه، كقوله: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، فقد نزلت فيه وفي عُثمان.
- أحد الصحابة الذين توفي النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وهو عنهم راضٍ، وكان ممن يثق بإيمانهم.
- أحد الصحابة المشهود لهم بالشهادة، وزكّاهُ عُثمان بالصدق، سواءً كان الحق له أو عليه.
- كثرة خوفه من الله -تعالى-، وبُكائه من بسط الدُنيا عليه، فقد بكى عندما تذكّر وفاة مُصعب بن عُمير، ومقتل حمزة، حيثُ لم يجدا ما يُكفنان به.
- كثير التواضع، فقد كان لا يُعرف من بين عبيده، كما أنه كان عفيفاً حتى أغناه الله -تعالى-، وقد رفض أخذ شيءٍ من سعد بن الربيع الذي آخى الرسول -عليه الصلاةُ والسلام- بينهما بعد الهجرة وذهب للسوق ليتكسّب.