ما هي مرحلة الشباب
مرحلة الشباب
مرحلة الشباب هي المرحلة التي تتبع الطفولة، وتصل بها القوة، والنشاط، والحيوية إلى ذروتها، وتُعتبر من أهم المراحل التي يمر بها الفرد، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، والتطور من كافة النواحي، فيكتسب المهارات، والمعارف وغيرها من الأمور، وعُرفت هذه المرحلة باسم (مرحلة التطلع إلى المستقبل)، لذا سنتحدث في هذا المقال عن مميزات مرحلة الشباب.
مميزات مرحلة الشباب
الناحية الجسمية
يصل الجسم في هذه المرحلة إلى النضج والكمال، إذ يأخذ هيكله الخاص به، ويُصبح قوياً، ورشيقاً، وجميلاً، وقد ورد في القرآن الكريم تعبير عن مرحلة الشباب بأنّها مرحلة القوة والنشاط، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]، ففي هذه الآية شرح عن المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث يأتي إلى الحياة طفلاً ضعيفاً لا يستطيع القيام بنفسه، ثم تنتهي هذه المرحلة لينتقل إلى مرحلة الشباب التي تتميز بالقوة والحيوية، والإنجازات، ثمّ ينتقل إلى مرحلة الشيخوخة، فيُصاب بالضعف مرة أخرى.
الناحية الاجتماعية
في هذه المرحلة يتخلص الفرد من أوامر الكبار التي كان يتلقاها في طفولته، ويُبدي آراءه دون أي اعتراض، حيث يمتلؤ بالثقة، ويُصبح له دوراً فعالاً في المجتمع، ويسعى إلى تحقيق أهدافه.
الناحية النفسية
هنا يتولد في روح الشاب نوع من الرفض، والتمرد على الأمور المحيطة به، وهذا أمر طبيعي، فهو ردة فعل عن مرحلة الطفولة التي كان يُلبي بها أوامر أبويه، وينصاع لعادات مُجتمعه دون أن يقدر على مخالفتها، فهو يُريد أن يعيش باستقلالية دونما قيود من أحد، كما ويزداد حبه للمغامرة، وتجربة كل ما هو جديد وغريب.
الناحية الفكرية
يتغير تفكير الفرد عندما يدخل في مرحلة الشباب، فينفتح عقله، وتتفجر مواهبه، ويُفكر بصورة دقيقة، ويتساءل عن كافة أمور الحياة والمجتمع، ويسعى إلى إيجاد حقيقتها، ولا يهتم إلى أفكار أهله، ولا يُلزم نفسه بالانقياد لها، فهو له فكره الخاص، وتجاربه الخاصة به، ويُصبح مُستعداً لتبني أية فكرة جديدة مهما كانت نتائجها، لذا تتمتع هذه الشريحة من المجتمع بالاهتمام الكبير، فهي الأقدر على حمل الرسالات، والمبادئ، والإيمان بها وتحقيقها، فعندما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الإيمان برسالته، وترك الجهل والمعصية، وكان من أوائل من سارعوا إلى الإيمان به هم الشباب، كبلال بن رباح، وعلي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وقد اتهم شيوخ قريش رسول الله بأنه أفسد شبابهم، وشوه أفكارهم.