أهمية الصدق في العمل
أهمية الصدق في العمل
يُطلق الصدق على ما يكون من موافقة الكلام لما هو على أرض الواقع، ولو كان ذلك بحسب اعتقاد المتكلم فقط فهو من الصادقين، ولقد مدح الله عباده الصادقين وأثنى عليهم، فقال -تعالى-: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ) ، ثمّ نهاية الآية قال: (أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
ثمّ أمر الله به عباده، فقال: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ) ، ومن مجالات الصدق؛ أن يكون العبد صادقاً في عمله، والمراد من ذلك أن يكون القصد من العمل متوافقاً في الظاهر مع الباطن، في السرّ والعلن، ويجب أن تتوفر بالعمل مجموعة من الشروط ليقع ضمن دائرة الصدق، وهذه الشروط على النحو الآتي:
العمل وفق معايير الشريعة الإسلامية
وهذا هو دأب الأنبياء في دعوة أقوامهم، فقال الله على لسان شعيب -عليه السلام- حين دعا قومه: (وَما أُريدُ أَن أُخالِفَكُم إِلى ما أَنهاكُم عَنهُ) ، فينبغي على الصادق أن يقوم بفعل الأعمال الصالحة ثمّ يدعو إليها غيره، ولا يكون ممن قال فيهم -تعالى-: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) ، فإن مناقضة القول للعمل يعد من نواقض الإيمان .
التوافق بين الباطن والظاهر
فإن الدافع الداخلي والغاية من القيام بالفعل متوافق مع الظاهر، ثمّ إن ما يقوم به المسلم من الأعمال الصالحة والطاعات والقربات إنما هي طريقة للتعبير عمّا في داخله، وفي المقابل من ذلك أن يحرص على أن تكون طاعاته التي يراها الناس منه أقل من الطاعات التي يقوم بها سرّاً، وهذا دليل على صدقة ومدى انقياده لأوامر الله -تعالى-.
القيام بالعمل على أحسن وجه
وهو من الإحسان الذي أمر الله به عباده في قوله: (إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ) ، فليس الإحسان بحقّ الله وعباده فحسب؛ بل الإحسان أيضاً في حق ما يقوم به العبد من الطاعات.
وقد بيّنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)، ومن الإحسان بالمأمورات أن يقوم بها بأحسن صورة، وفي المنهيات أن يبتعد عنها كمال الاجتناب.
ثمرات الصدق في العمل
للصدق في العمل العديد من النتائج التي تعود على الفرد بالخير في الدنيا والآخرة، منها ما يأتي:
- اتباع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- والاقتداء به، وتحقيق العبودية لله -تعالى-.
- حسن الخاتمة في الدنيا، والمصير الخيّر في الآخرة، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ).
- استشعار مراقبة الله في السر والعلن.
- الثناء على الصادق في الملأ الأعلى.
- زيادة الإيمان ، وظهوره على وجه صاحبه.
- الحصول على الأجر والثواب على الفعل حال عدم القدرة على القيام به.
- تحول العادات إلى عبادات.
- تيسير الأمور، وإصلاح الأحوال، وحصول البركة.
- حسن السيرة، والسمعة الطيبة بين الناس، وعلوّ مكانة الصادق فيما بينهم.
- طمأنينة القلب وراحة النفس.