معنى اسم الله المنان
معنى اسم الله المنان
قال الله -تعالى- في محكم التنزيل: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فقد بين سبحانه بأنَّ أسماءه كلّها حُسنى، وليس فيها نقصٌ ولا ضعفٌ بوجهٍ من الوجوه، ووضّحَ ما يَجبُ علينا نحوها؛ بأن ندعوه ونتضرع ونلتجئ إليه بها، وإنّ معرفة أسماء الله الحسنى يبنى عليها معرفة الله -جلّ وعلا-.وأمّا عن اسم الله المنان؛ فيعني كثير العطاء والإنعام، والمنَّة بمعنى النعمة أو النعمة الثقيلة؛ فهو الذي يعطي بلا حصرٍ، وبإغداقٍ واستمرارٍ، دون طلبِ عوضٍ ولا غرضٍ، وهو المعطي ابتداءً، فهو -سبحانه وتعالى- منَّانٌ على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم.
اسم الله المنان في القرآن والسنة النبوية
لم يرد اسم الله المنّان في القرآن الكريم بهذه الصيغة ولكن ورد "المن" في قوله -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)؛ فالله -عزّ وجلّ- هو الذي يمنّ على العباد، وهو الذي يُسبغ عليهم نعمه، وفي قوله -تعالى-: (كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
وفي السنة النبوية فهو واردٌ وثابتٌ؛ فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذا الاسم، وممّا رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح أنّه قال: (كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى).
مظاهر منّ الله على عباده
الله -عز وجل- هو المنان وذلك يشمل رحمة الله بعباده ، ومن مظاهر تفضّله ومنّته على عباده ما يأتي:
- من أعظم ما منّ الله به على عباده هو إرسال الرسل -عليهم السلام-، قال -تعالى-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه)، وقوله -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، فبعثته -عليه الصلاة والسلام- هي النعمةُ العظمى والمنَّة الكبرى؛ لأنّ في بعثته تخليصًا لهم من عذاب النار بسبب إيمانهم وابتعادهم عن الشرك.
- منّة الهداية للإيمان فقد قال الله -تعالى-: (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).