أقوى معارك الدولة الإسلامية
معركة بدر الكبرى ومواطن قوتها
تعدّ غزوة بدر حدثاً هامّاً في السّيرة النبوية، فهى أقوى الغزوات التي خاضها المسلمون، وقد وقعت في السّنة الثانية للهجرة بعد أن أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التّصدّي لقافلة من قوافل قريش يترأسّها معاوية بن أبي سفيان قادمة من الشّام، وتكمن مظاهر القوّة والمنعة في هذه الغزوة في كونها:
- أوّل غزوة وقعت في الإسلام، وأوّل مواجهة بين الحقّ والباطل، فكانت أوّل حدث هامّ بعد الهجرة وتأسيس الدّولة الجديدة.
- قيادة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لهذه المعركة، وظهرت بها قدرة النبي على القيادة الحكيمة، فقد أدار المعركة ونظّمها واختار لها مكاناً ووقتاً مناسبين.
- الطّاعة المطلقة من الصّحابة لوليّ أمرهم وتنفيذ أوامره.
- إضعاف هيبة مكّة وقريش أمام العرب، وقطع طريق التّجارة عليهم، وتعزيز قوّة الإسلام أمام سائر القبائل.
- تشريع أحكام القتال على إثر هذه الغزوة؛ من أحكام الغنائم وتوزيعها، وما يتعلّق بالأسرى.
- تأييد الله تعالى للمسلمين، وذلك حين أمطرهم قبل بدء الغزو، ثمّ أيّدهم بملائكة تقاتل معهم.
معركة مؤتة ومواطن قوتها
وقعت غزوة مؤتة في السّنة الثّامنة للهجرة، وهي من أهمّ الوقائع التي دارت بين المسلمين والرّوم في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك بعد قتلهم لرسول رسول الله، وامتازت هذه المعركة بما يأتي:
- كانت هذه الغزوة تمهيداً لفتح بلاد النّصارى في بلاد الشّام، وذلك بمقاتلة أكبر القوى التي كانت سائدة آنذاك وهي الرّوم.
- أصبحت هذه الغزوة بمثابة حامية للرّسل من غدر أي قبيلة.
- حشدَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهذه الغزوة أكبر عدد من المقاتلين، وهم ثلاثة آلاف مقاتل.
- تبدّلت قادة هذه المعركة بعد موت القادة الثّلاثة الذين عيّنهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ قيادة خالد بن الوليد لها بتكنيك مدروس بالانسحاب جزيئاً وتغيير شكل الجيش، ثمّ العودة من جديد لتتغيّر موازين القتال بين المسلمين والرّوم وينتصر المسلمون.
- اكتسب المسلمون معارف جديدة إثر قتالهم مع الرّوم، وتعلّموا منهم أساليب جديدة في القتال.
معركة اليرموك ومواطن قوتها
وقعت غزوة اليرموك بين المسلمين والرّوم في السّنة الثالثة عشرة للهجرة، في مكان يسمّى اليرموك شمال الأردن، وكانت معركة فاصلة تمتاز بما يأتي:
- أوّل معركة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- حكمة القائد الفذّ خالد بن الوليد فى إدارة المعركة.
- هزيمة الرّوم هزيمة نكراء، وقتل ستة آلاف رجل منهم.
معركة حطين ومواطن قوتها
لا بدّ عند ذكر معارك المسلمين العظيمة في تاريخ الإسلام من ذكر معركة حطّين، فهي من أشدّ الحروب التي خاضها المسلمون من أجل حماية بيت المقدس، وكانت هذه الغزوة بقيادة القائد الفذّ صلاح الدّين الأيوبيّ، فقد أعدّ للجهاد عدّة، وحشد جيشاً وتوجّه نحو بيت المقدس لقتال البيزنطيين ، فهزمهم هزيمة نكراء، وذلك في عام خمسمئة وثلاثة وثمانين للهجرة.
وكان من أهم نتائج هذه الغزوة طرد كافّة الصليبيين من بيت المقدس ومن سائر بلاد الشام وتطيهرها منهم، وتظهر قوّة هذه المعركة لوقوعها في زمنٍ تفشّى فيه الفساد وساد ظلم السّلاطين، إلّا أنّ صلاح الدّين أسّس جيلاً مؤمناً قادراً على مواجهة الأعداء.
الخلاصة: خاض المسلمون معارك وغزوات كثيرة، من أهمّ هذه المعارك التي غيرت مجرى كبير في الدعوة الإسلامية: غزوة بدر الكبرى، وهي أولى معارك المسلمين، وغزوة مؤتة، وغزوة اليرموك، ومعركة حطين، وغيرها الكثير.