هل يجوز تقديم صلاة العشاء
حكم تقديم صلاة العشاء
لا يجوز بأي حال من الأحوال تقديم صلاة العشاء عن وقتها دون وجود عذر لذلك، وحكمها في هذا كحم سائر الصلوات الأخرى الخمس المفروضة؛ حيث يحرم تقديم صلاة من الصلوات الخمس المفروضة قبل دخول وقتها المحدد إن لم يوجد العذر المبيح لهذا التقديم.
وعلة عدم جواز تقديم الصلاة العشاء عن وقتها بشكل خاص، والصلوات الخمس المفروضة بشكل عام أن وقت الصلوات الخمس المفروضة شرط من شروطها؛ أي أن الصوات الخمس المفروضة لا تصح دون تحقق هذا الشرط وقبل دخول وقتها؛ ويستدل ذلك من قول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
وقد روي عن ابن مسعود وابن عباس قول: "إن للصلاة وقتًا كوقت الحج"، أي في ذلك دلالة على أن للصلاة وقتاً لا تصح قبل دخوله، كما للحج وقتاً لا يصح قبل دخوله، وكما لصوم رمضان وقتاً محدداً لا يصح قبل دخوله، فكذلك الصوات المفروضة لا تصح دون دخول وقتها إن لم يصاحب ذلك عذراً.
الأعذار المبيحة لتقديم صلاة العشاء
إن الحكم الأصلي لتقديم صلاة العشاء عن وقتها هو عدم الجواز، إلا أن هناك العديد من الأعذار التي تجعل هذا التقديم جائزاً، وفيما يأتي بيان لحالات جواز تقديم صلاة العشاء.
السفر
فقد أجمع الفقهاء على جواز الجمع بين الصلاة في حال السفر، وخالف في ذلك الحنفية؛ حيث قالوا بجواز الجمع في الصلاة في حالة واحدة فقط وهي يوم عرفة بحيث يتم جمع العصر مع الظهر جمع تقديم في وقت الظهر بعرفة، ويجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير في وقت العشاء بمزدلفة.
أما الجمهور فقد أجازوا الجمع بين الظهر والعصر، والجمع بين المغرب والعشاء في حالة السفر، لذا فيجوز في حالة السفر أن يجمع المسافر بين المغرب والعشاء جمع تقديم، ويكون بذلك قد قدم وقت صلاة العشاء وأداها قبل دخول وقتها.
المطر
يجوز الجمع في المسجد بين صلاتي الظهر والعصر، وبين صلاتي المغرب والعشاء عند نزول المطر، وفي حال صلى الإمام جمع تقديم لصلاتي المغرب والعشاء فتكون هذه واحدة من حالات جواز تقديم صلاة العشاء عن وقتها وأدائها قبل دخول الوقت.
تأخر غياب الشفق
يوجد في بعض الدول الإسلامية -مثل دول القطب الشمالي- ظاهرة تعرف بتأخر غياب الشفق؛ بحيث يكون فيها وقت الليل قصيراً جداً ويطول النهار كثيراً، وفي بعضها لا يغيب الشفق أصلاً، ففي هذه البلاد يجوز لهم أن يقدروا للعشاء قدره بناءً على أقرب مدينة من هذه الدول يغيب فيها الشفق.
وفي حالة أخرى قد يغيب الشفق ولكنه يتأخر كثيراً بحيب يكون وقت العشاء متأخراً جداً وقريباً من وقت صلاة الفجر، ففي هذه الحالة يجوز من باب دفع المشقة تقديم صلاة العشاء عن وقتها وجمعها مع المغرب جمع تقديم.
حالات أخرى طارئة
قد توجد بعض الحالات الأخرى الطارئة والتي تستدعي جواز تقديم صلاة العشاء وجمعها جمع تقديم مع صلاة المغرب؛ ومن ذلك مثلاً الاحتياج لإجراء عملية جراحية قد يطول وقتها؛ بحيث يخشى خروج وقت صلاة العشاء قبل انتهائها، ففي هذه الحالة يجوز من باب الضرورة أن يقدم المريض صلاة العشاء ويؤديها جمع تقديم مع صلاة المغرب، وبذلك يكون قد أداها قبل دخول وقتها.