هل هناك بشر قبل آدم عليه السلام
هل هناك بشر قبل آدم عليه السلام؟
لم يكن على الأرض بشر قبل آدم -عليه السلام- ؛ حيث كان آدم -عليه السلام- أول المخلوقات من البشر؛ وذلك للأدلة الصريحة التي جاءت في كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه الكريم ومن هذه الأدلة ما يأتي:
- من القرآن الكريم قوله تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِين).
- من السنة النبوية قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الناسُ كلُّهُمْ بَنُو آدمَ وآدَمُ خُلِقَ من تُرَابٍ).
أول من سكن الأرض
اختلف أهل العلم في أول من سكن الأرض على روايتين، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
الرواية الأولى: الجن أول من سكن الأرض
إن أوّل من سكن الأرض هم الجن ، وهم الذين أفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا، حتى أرسل الله إليهم إبليس ومن معه؛ فقتلهم وألقاهم في أطراف الجبال وجزائر البحور، ثمّ خلق الله آدم -عليه السلام- وجعله يسكن الأرض، وهذا القول مروي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-.
وهذا القول مستنبط من قول الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، فدلت الآية على أن هناك من سكن الأرض قبل البشر، وهم الجن.
ويؤيد هذا القول ما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّه قال: "وكان الجن بنو الجان في الأرض، قبل أن يخلق آدم بألفي سنة، فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء فيها، فبعث الله جندًا من الملائكة، فضربوهم حتى ألحقوا بجزائر البحور".
الرواية الثانية: آدم أول من سكن الأرض
أمّا الرواية الثانية فتقول بأنّ آدم -عليه السلام- أول من سكن الأرض؛ وذلك لأنّ آدم -عليه السلام- هو خليفة الله في الأرض ، واستدلوا على ذلك بقوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، والخليفة هو الذي يقوم مكان غيره.
والذي يخلف أحدًا أي يحلّ مكانه، والأنبياء خلفاء لله -تعالى- في الأرض للقيام بتبليغ شرعِه، وأول خليفة هو آدم -عليه السلام-؛ فهو من استخلفه الله -تعالى- في الأرض من بعده، ولم يكن قبل آدم -عليه السلام- أحداً مستخلفاً في الأرض.
واختلف أهل العلم في معنى خلافة آدم -عليه السلام-؛ حيث قيل إن الله -تعالى- استخلفه في الأرض ليُقيم شرعه، وهذا القول مروي عن ابن عباس وابن مسعود -رضي الله عنهما-، وقيل إنّ معنى خلافة آدم -عليه السلام- هو أنّه خلف عمن سبقه في الأرض، وهو قول مروي عن ابن عباس -رضي الله عنه-.