كيفية علاج نقص الصفائح الدموية
علاج نقص الصفائح الدموية
يعتمد علاج نقص الصفائح الدمويَّة أو ما يُعرف بقلة الصفيحات (Thrombocytopenia) على شِدة الحالة وسبب حدوثها، فربما يكون نقص الصفائح خفيفًا ولا يشكّل مصدرًا للقلق في بعض الحالات وعندها قد لا يكون العلاج ضروريًّا، ولكنْ قد تستدعي بعض حالات نقص الصفائح الدموية اللجوء للعلاج، ومن الجدير بالذكر أنّه يُمكن علاج نقص الصفائح الدموية بعلاج المُسبّب، فعلى سبيل المثال، في الحالات التي يكون فيها استخدام دواء هيبارين (Heparin) سببًا في نقص الصفائح الدموية، قد يُوصِي الطبيب بتغيير نوع الدواء واستخدام دواء آخر لمنع تخثر الدم، وفي سياق الحديث نبين أنّه تجدر مراجعة الطبيب عندما يكون نقص الصفائح الدموية شديدًا لتحديد العلاج الطبي المناسب للحالة، ونبين فيما يأتي كيفية علاج نقص الصفائح الدموية بشيءٍ من التفصيل:
نقل الدم أو نقل الصفائح الدموية
يلجأ الطبيب لعملية نقل الصفائح الدمويّة أو كريات الدم الحمراء المكدّسة (Packed red blood cells) في الحالات التي يكون فيها مستوى الصفائح الدموية منخفضًا إلى حدٍّ كبير، علمًا أنّ نقل الدم يساهم في رفع مستوى صفائح الدم بصورة مؤقتة، إذْ لا تتجاوز فترة استمرار وجود الصفائح الدمويَّة المنقولة في مجرى الدم مدّة 3 أيام، وإلى جانب اللجوء لاستخدام هذه الطريقة في علاج حالات نقص الصفائح الشديد، تُعدّ عمليات نقل الدم أو الصفائح الدموية خيارًا مرجَّحًا أيضًا لعلاج الأشخاص الذين ترتفع لديهم فرص حدوث النزيف، أو من يعانون من حالات النزيف النَّشِطة، ويُشار إلى أنَّه يتم نقل الدم أو الصفائح الدموية من خلال إدخال مقدم الرعاية الصحية لإبرة في الوريد بهدف نقل الدم أو الصفائح الدمويَّة السليمة إلى جسم الشخص المعنيّ.
العلاج الدوائيّ
قد يلجأ الطبيب إلى وصف أنواع معينة من الأدوية لرفع مستوى الصفائح الدمويَّة، ويحدث ذلك عندما ترتبط حالة نقص الصفائح الدموية باضطرابٍ في الجهاز المناعي، ونبين فيما يأتي بعض الأدوية التي قد يوصي بها الطبيب لعلاج نقص الصفائح الدموية:
- الكورتيكوستيرويدات: تُعدّ الستيرويدات أو الكورتيكوستيرويدات الخيار الأول لعلاج نقص الصفائح الدموية، إذ تُساعد هذه الأدوية على إبطاء تلف الصفائح الدمويَّة مما يسهم في رفع مستوى الصفائح الدموية، ومن أشهر الأمثلة عليها دواء الديكساميثازون (Dexamethasone) والبريدنيزون (Prednisone)، التي قد تُعطى على صورة أقراص أو حبوب لمرة واحدة يوميًّا، وغالبًا ما تَظهر فعاليَّة الأدوية وأثرها في رفع كمية الصفائح الدموية أو ضبطها ضمن المعدل الطبيعيّ خلال أسبوعين من العلاج عند استخدام جرعات عالية من الديكساميثازون بشكلٍ خاص، وعند الوصول للمستوى الطبيعي يبدأ الطبيب بتقليل الجرعة تدريجيًّا خلال فترة تتراوح بين 4-8 أسابيع من بدء العلاج، علمًا أنّ بعض الحالات قد تستدعي إعادة استخدام العلاج مرّة أخرى.
- الغلوبولين المناعي الوريدي: (Intravenous immunoglobulin) واختصارًا IVIG؛ قد يقترح الطبيب المُعالِج اللجوء لاستخدام الغلوبولين المناعي الوريدي للحالات التي لا يناسبها استخدام الستيرويدات، أو التي لم يُحقِّق فيها العلاج بالبريدنيزون الفعاليّة المطلوبة، أو في حال بدأت مستويات الصفائح الدمويَّة بالانخفاض بعد انتهاء مدة العلاج بالستيرويدات، إذْ تساعد هذه الحقن على رفع مستوى الصفائح الدمويَّة بسرعة، لذا فهي تعدّ أيضًا خيارًا ملائمًا للحالات التي تحتاج إلى رفع مستوى الصفائح الدمويّة بشكلٍ سريع، إلَّا أنّ الزيادة في مستوى الصفائح الدموية يكون مؤقتًا، ويُشار إلى أنَّ الغلوبولين المناعي يُعطَى عن طريق الوريد لعِدة ساعات في اليوم ولفترة تتراوح بين 1-5 أيام.
- الأدوية المثبطة للمناعة: إذ تساهم هذه الأدوية في السيطرة على عمل الجهاز المناعي في الجسم، ومن الأمثلة عليها دواء سيكلوسبورين (Cyclosporine)، وأزاثيوبرين (Azathioprine)، وميكوفينوليت موفيتيل (Mycophenolate mofetil).
- روميبلوستيم: (بالإنجليزية: Romiplostim) قد يصف الأطباء حقن دواء روميبلوستيم في حالات انخفاض إنتاج الصفائح الدمويَّة، إذ يساهم هذه الدواء في تحفيز نخاع العظم حتى يقوم بإنتاج كمية أكبر من الصفائح الدمويّة.
العلاج الجراحي
يكون العلاج الجراحي من الخيارات المطروحة التي يوصي بها الأطباء في حالات نقص الصفائح الدمويّة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، إذْ ينطوي العلاج الجراحي على إزالة أو استئصال الطحال (Splenectomy)، وفي سياق الحديث نبين أنّ الاستجابة للعلاج باستئصال الطحال تظهر عند حوالي أكثر من نصف عدد المصابين بحالة نقص الصفائح الدمويَّة، ومع ذلك، قد لا يستجيب البعض للعلاج الجراحي، مما يستدعي إعطائهم الأدوية المثبطة للمناعة.
تبادل البلازما
يمكن تعريف تبادل البلازما (Plasma exchange) على أنَّها أحد طرق العلاج الطارئة التي قد يلجأ إليها الطبيب في حالات الإصابة بمشكلة فرفرية نقص الصفيحات التخثرية (بالإنجليزية: Thrombotic thrombocytopenic purpura)، ويتم ذلك بهدف تنظيف الدم؛ إذْ تُستبدل البلازما في هذه العملية بكمية من سائل بديل للبلازما أو بالبلازما المأخوذة من متبرِّع معيّن، ويُطلق على هذه العملية مصطلح فِصادة البلازما أو استخراج البلازما (Plasmapheresis)، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تبادل البلازما يتم في المستشفى أو في العيادات الخارجية، دون الحاجة للتخدير كوْن العملية لا تُسبّب الشعور بالألم، وتستمر مدة العلاج غالبًا بين 2-4 ساعات، وذلك بالاعتماد على كميَّة البلازما المُستبدَلة وعلى حجم الجسم، ويُذكر بأنَّ عملية تبادل البلازما تتضمن الخطوات الآتية:
- الاستلقاء على السرير أو الكرسي القابل للانحناء.
- قيام المُمرِّض أو الأخصائي بإدخال إبرة متصلة بأنبوب رفيع يسمى القثطار (Catheter) في داخل الوريد بذراع المصاب، ويتم تركيب إبرة أخرى في الذراع الأخرى، وفي بعض الحالات التي تكون فيها أوردة الذراع صغيرة وغير واضحة يلجأ مقدّم الرعاية إلى إدخال الإبرة في الوريد الموجود في الكتف، أو منطقة أصل الفخذ.
- ملاحظة خروج الدم ومروره خلال أحد الأنبوبين، وانتقاله إلى جهاز مخصَّص لفصل خلايا الدم الحمراء عن البلازما.
- امتزاج خلايا الدم الحمراء بالبلازما المأخوذة من متبرِّع أو بمادّة بديل البلازما، وبعد ذلك ينتقل هذا الخليط إلى الجسم عبر الأنبوب الآخر.
نصائح للمصابين بنقص الصفائح الدموية
توجد بعض النصائح والإرشادات التي قد تحدّ من مشكلة نقص الصفائح الدموية ومضاعفاتها، وفيما يأتي بيانها:
- تجنب ممارسة الألعاب الرياضية التي قد تسبب التعرّض للإصابة أو النزيف؛ مثل الملاكمة، والألعاب الرياضية التي تعتمد على الاحتكاك الجسدي، وفنون القتال، وكرة القدم، إذْ يُوصَى في هذه الحالة باستشارة الطبيب للتحقق من طبيعة الألعاب الرياضية التي يُمكن ممارستها.
- التعامل بحذر مع الأدوية التي يُمكن صرفها دون وصفة طبية، فبعضها قد يُعيق عمل الصفائح الدموية، ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تؤثر في عمل الصفائح الدموية دواء الأسبرين (Aspirin)، والآيبوبروفين (Ibuprofen).
- الامتناع عن شرب الكحول.
- التأكد من إعلام الطبيب أو العاملين في قطاع الرعاية الصحيّة حول وجود مشكلة نقص الصفائح الدمويَّة لدى الشخص المعنيّ، إذ قد يؤثر وجود نقص الصفائح الدموية في القرارت المُتخذَة بشأن العلاج.
- تجنب الإصابة بالعدوى قدر الإمكان، خاصةً في الحالات التي يتم فيها استئصال الطحال.
ملخص المقال
إنّ بعض حالات نقص الصفائح الدموية تكون بسيطة ولا حاجة لعلاجها، بينما تستدعي بعض الحالات الأخرى اللجوء للعلاج الطبيّ، وقد ذُكِر في المقال مجموعة من الطرق المتبعة في علاج حالات نقص الصفائح الدموية؛ ويتضمن ذلك العلاج بالأدوية، وعلاج مسبِّب المشكلة، ونقل الدم أو الصفائح الدموية، وتبادل البلازما، واستئصال الطحال، إلى جانب اتباع بعض النصائح والإرشادات المهمة لتجنب المضاعفات.