هل التوتر يرفع الضغط
هل التوتر يرفع الضغط؟
قد ينشأ التوتر نتيجة عوامل وأسبابٍ عديدة، إذ ترتفع نسبة انتشاره في العالم الحديث الذي يشهد تغيُّراتٍ اجتماعيةٍ، وثقافيةٍ، وتكنولوجيةٍ كبيرة، وعلى الرغم من وجود استجابات فسيولوجية مشتركةٍ بين الأفراد، إلّا أنّ تجربة التوتر تخلتف من شخصٍ إلى آخر، لا تزال العلاقة بين التوتر وارتفاع ضغط الدّم قيد الدراسة، فقد يتسبّب التعرُّض للتوتر بارتفاع ضغط الدّم بشكلٍ عابر ومؤقت، إلا أنّه لا يوجد دليلٌ علميّ على أن التوتر بحدّ ذاته يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، ولكنْ من المعروف أنّ التوتر يساهم باتّباع الفرد لأنماط غذائية سيئة، أو استهلاك الكحول بشكلٍ مفرط؛ واللذان يعدّان من عوامل الخطورة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما يؤدي التفاعل مع التوتر بطريقةٍ غير صحيّة إلى ارتفاع فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، لذا لا بدَّ من اتخاذ بعض الإجراءات لتقليل التوتر وذلك لتحسين الصحة العامة بما في ذلك ضغط الدم.
كيف يرفع التوتر الضغط؟
لا يقتصر تفاعل الجسم مع التوتر على الشعور بالانزعاج النفسي فحسب، بل يُفرز الجسم كذلك ما يعرف بهرمونات الإجهاد كالأدرينالين والكورتيزول في الدم، وتُهيّئ هذه الهرمونات الجسم لاستجابة الكر أو الفر (بالإنجليزية: Fight or flight response) عن طريق زيادة معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية بهدف توجيه الدم إلى مركز الجسم بدلًا من الأطراف، كما تؤدي زيادة معدل ضربات القلب وتضيّق الأوعية الدموية إلى ارتفاع ضغط الدم ولكن بشكلٍ مؤقت؛ إذ ينتهي هذا التأثير بزوال الحدث المُسبب فيعود ضغط الدم كما كان قبل استجابة الكر أو الفر، كما أنّ التوتر المستمر أو ما يُعرف بالتوتر المُزمن (بالإنجليزية: Chronic stress) يجعل الجسم في حالة تأهبٍ لفتراتٍ قد تمتد لأيام أو أسابيع متواصلة، إلّا أنّه كما ذكرنا سابقًا فإن العلاقة بين التوتر المزمن وضغط الدم لا تزال غير واضحة.
هل ارتفاع الضغط يؤدي إلى التوتر والقلق؟
يعاني بعض الأشخاص الذين تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم من القلق حول صحتهم ومستقبلهم مما يؤدي إلى التوتر النفسي، كما أنّ أعراض ارتفاع ضغط الدم والتي تشمل الصداع، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفّس قد تسبب القلق في بعض الأحيان.
نصائح وإرشادات لتخفيف التوتر
قد لا يؤدي تقليل مستوى التوتر لدى الشخص إلى تقليل ضغط الدم على المدى الطويل بشكلٍ مباشرٍ، ولكن يُوصى باتباع بعض الإرشادات للتعامل مع التوتر لما لذلك من تأثير ايجابيّ على الصحة بطرق مختلفة:
- النوم لفتراتٍ كافية: حيث قد تؤثر قلة النوم بشكلٍ سلبيّ في المزاج، ومستوى الطاقة، والصحة الجسدية.
- تعلّم تقنيّات الاسترخاء: يُوصى بتعلّم واتباع بعض التقنيات الفعّالة للاسترخاء وتخفيف التوتر، ومن هذه التقنيات ما يأتي:
- التأمُّل (بالإنجليزية: Meditation).
- استرخاء العضلات التدريجي (بالإنجليزية: Progressive muscle relaxation) واختصارًا PMR.
- التصوّر الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery).
- تمارين التنفس العميق.
- اليوغا.
- تعزيز التواصل الاجتماعي: إذ يُنصح بالتواصل مع الاخرين، ويمكن ذلك من خلال الانضمام إلى منظمة أو إحدى مجموعات الدعم (بالإنجليزية: Support group).
- تطوير مهارات إدارة الوقت: حيث إنّ القدرة على الموازنة بين متطلبات العمل والمتطلبات العائلية بشكلٍ فاعلٍ لها دورٌ في التقليل من مستوى التوتر.
- حل المشاكل المسببة للتوتر: وذلك بعقد جلساتٍ لحلّ المشاكل العائلية، واستخدام مهارات التفاوض في المنزل والعمل، لما لذلك من دورٍ في منع تفاقم المواقف المسببة للتوتر النفسي.
- الاستمتاع بأوقات الفراغ: كممارسة المشي، أو أخذ قيلولة، أو الاستماع إلى لموسيقى، أو الحصول على تدليك، كذلك يُنصح بإعطاء الأنشطة اليومية وقتها؛ كالأكل ببطئ للاستمتاع به.
- طلب المساعدة: يُنصح بطلب المساعدة والدّعم من المقربين كالزوج، أو الزوجة، والأصدقاء، والجيران، وفي حال استمرار التوتر والقلق، يُنصح باللجوء إلى الطبيب.
- التنفس والاسترخاء: وذلك لدور التنفس الهادئ والعميق في المساعدة على الاسترخاء.
- ممارسة التمارين الرياضية: إذ يُعدُّ النشاط البدنيّ وسيلة طبيعية لتخفيف التوتر، ولكن تجدر استشارة الطبيب قبل البدء بأي نشاطٍ غير معتادٍ، خاصةً إذا كان قد تم تشخيص الشخص بارتفاع ضغط الدم.