نيقولاي غوغول (كاتب روسي)
مولد ونشأة نيقولاي غوغول
اسمه نيكولاي فاسيليفيتش غوغول، ولد في أوكرانيا بالقرب من منطقة بولتافا، في 19 آذار سنة 1809م، وتوفي في موسكو في روسيا، عام 1852م، وهو كاتب مسرحي وفكاهي وروائي، أصله أوكراني.
عاش غوغول طفولته بالريف الأوكراني الغني بالفلكلور بين الفلاحين القوزاق (الجنود الفلاحيين)، وكان لاذع اللسان، ولغوغول مساهمات عدة في النثر والشعر، كما ساهم في مجال التمثيل لتصوير كبار السن في المسارح.
مسيرة نيقولاي غوغول التعليمية
ًكان غوغول طفلًا كان غوغول طفلًا حالماً ومنطويًا وتأثر بشدة بوفاة أخيه الأصغر منه سنًا، في بداية الأمر درس غوغول في منزله، و في سن الثانية عشر ذهب إلى المدرسة، وتلقى تعليمه هناك، وقضى عامين في كلية مقاطعة بولتافا، ودرس بعد ذلك في جامعة نيزين التربوية، وظهرت موهبته في الرسم والكتابة، وتعلم العزف على الكمان .
حياة نيقولاي غوغول المهنية
ذهب غوغول إلى سان بطرسبرج - روسيا بعد التخرج، ثم ذهب للمكان المناسب للحصول على وظيفة جيدة في الخدمة المدنية، ولكنّه لم ينجح في ذلك ولم ينجح كذلك في اختبار أُجري له بشأن التمثيل، يئس غوغول من النجاح فقام بتمويل نشر كتاباته المبكرة ولكنه فشل أيضًا، إذ نفد المال الذي بحوزته، فقرر بعد ذلك أن يبدأ مسيرته المهنية، والتي تمثلت بما يأتي:
- حصل على وظيفة حكومية منخفضة الأجر في وزارة الشؤون الداخلية.
- بدأ غوغول في نشر بعض كتاباته التي تلقَّى عليها الثناء والإشادة، فكان معجبوه من الأدباء المشهورين مثل، ألكسندر بوشكين، وفاسيلي جوكوفسكي.
- عمل غوغول أستاذًا مساعدًا لتاريخ العصور الوسطى وكان ذلك في جامعة سانت بطرسبرغ، عام 1934م، وغادر هذه الوظيفة بعد عام تقريبًا.
- استمر بالكتابة ونشر العديد من أعماله الشهيرة.
- نشر عملًا حاز على نجاح كبير، وهو (المفتش الحكومي)، كان ذلك عام 1936م، إذ قام بانتقاد البيروقراطية في ظل النظام الملكي، غادر غوغول روسيا واستقر في روما.
- عاد غوغول إلى روسيا في أربعينيات القرن التاسع عشر، وكتب ونشر العديد من أعماله.
- حصل غوغول على منصب في قسم التاريخ في جامعة سانت بطرسبرغ، لكنه لم يلتزم في مسؤولياته الأمر الذي دفعه للاستقالة.
المكانة الأدبية لنيقولاي غوغول
أثبتت مؤلفات غوغول أنه شخصية محورية في الأدب الروسي، إذ اكتسب شهرة فورية بعد أعماله، فاستحقها عن جدارة، وتميز غوغول بدمج شخصيته ما بين مصمم مبدع ومتفرج بريء يتمتع بأحاسيس إنسانية خالصة، وتتميز أعماله في الأدب الروسي بالربط بين الرومنسية والواقعية، ويعتمد الأمر على تقدير بعض النقاد، وكذلك فإن للمتخيل خلفية ينشأ عنها تخيله للروايات، وتلعب المصادفة الخارقة للطبيعة دورًا بارزًا في أعماله، وكذلك المصادفة المربكة.
تميز غوغول بصنع أبطالٍ لأعماله يستطيعون ترك انطباع جيد في الجمهور والنقاد، على اختلاف مكانتهم الاجتماعية، وتُبرز هذه الأعمال السمات الشخصية لأبرز الأبطال في الأدب، وتستكشف مدى عمق روح البشرية.
عادةً يركز غوغول على آداب الشخصيات، كما تتصف طاقته الإبداعية بالتهذيب الذي يتجلى واضحًا في أعماله، وفي النصف الأخير من القرن تميزت بعض أعمال لمؤلفين آخرين بالإسهاب في الحورات الفلسفية، أو القصص الرمزية، أو المنولوج الداخلي، إلا أن أعمال غوغول تفردت بالابتعاد عن هذا الأسلوب.
إنجازات ومؤلفات نيقولاي غوغول
مرَّ غوغول بعدة ظروف خانقة في حياته المهنية، إلا أنه ترك إرثا رائعًا من الأعمال التي ورَّثها للجيل القادم، والتي تمثلت بما يأتي:
قصص قصيرة
كانت بدايات غوغول في كتابة القصص القصيرة المتناثرة في المجلات، لكنّه اشتهر بالعديد من الروايات القصيرة والتي تمثل بعضها فيما يأتي:
- ليلة ما قبل الميلاد تحدثت الرواية
عن قصة الحداد فاكولا مع الشيطان، إذ قام بسرقة القمر وأخفاه في جيبه، مما أحدث الكثير من الفوضى في قرية ديكانكا.
- أمسيات في مزرعة بالقرب من ديكانك
نشر غوغول أول مجلدين عام 1831م، بعنوان (أمسيات في مزرعة بالقرب من ديكانكا).
- المعطف
وهي قصة قصيرة عن موظف حكومي سُرق معطفه الجديد الثمين، ولم يجد من يساعده بالعثور عليه، وهذه من القصص المؤثرة على الأدب الروسي، إذ إن جميع الكتاب الواقعيين الروس، واشتهرت كثيرًا بين الكُتاب كهذا الاقتباس من أقوال فيودور دستويفسكي "خرجوا من معطف غوغول".
- ميرغورد وأرابيسك
نشر4 مجلدات عام 1835م، تضمنت جوانب من الثقافة الأوكرانية، وهما مجموعتان من القصص تدعى ميرغورود، ومجلدين من النثر بعنوان أرابيسك.
- تارا بولبا
وهذه القصة ضمن مجلدي (أمسيات في مزرعة بالقرب من ديكانكا)، التي استندت على الفلكلور الأوكراني.
- يوميات رجل مجنون
تحكي القصة عن فنان يعيش بشارع نيفسكي بروسبكت، وهو مغرم بفتاة، وتتضمن القصة استكشافًا مثيرًا للجنون ولكنه مثير للقلق أيضًا.
روايات
تفردت روايات نقولاي غوغول بسرد الكثير من الموضوعات منها: السحر والشيطان، والخيال والرشوة، وهدفت هذه الأعمال لفهم روسيا بشكل عميق، وفيما يلي أبرز رواياته:
- النفوس الميتة
كانت هذه الرواية من الروايات المعقدة للغاية، وتتحدث عن مسؤول من الطبقة الوسطى ويسمى تشيتشيكوف، هدفه الرئيس هو الثراء السريع، إذ وصل لبلدة ريفية مجهولة الهوية وقام بزيارة أصحاب الأراضي المحليين مطالبًا إياهم ببيع "أرواح القتلى"، إذ إن مخططه هو شراء أكبر عدد ممكن من هذه الأرواح، والذي سوف يمكنه من الوصول إلى وضع اجتماعي مميز.
- أمسيات في مزرعة بالقرب من ديكانكا
كانت من إحدى الروايات التي تحدثت عن موطن غوغول في روسيا، وهي عبارة عن مجموعة من الحكايات التي يسودها الرعب ، ومن أبرزها، "ليلة مايو"، أو" الغارقة البكر"، و"انتقام رهيب"، وتلقت هذه الروايات الكثير من الثناء، واعتبرت بأنها منعشة بالنسبة للأدب الروسي، وأظهرت هوس غوغول بالتصوف والأرواح الشريرة.
مسرحيات
ألّف غوغول العديد من المسرحيات ومنها ما يلي:
- المفتش الحكومي
هي عبارة عن سلسلةٍ الدراما الروسية الكلاسيكية، ونوعٍ من الدرما الهزلية، وتُسمى هذه المسرحية أيضًا باسم المفتش العام، ونشرت وتم تأديتها عام 1836م، في هذه المسرحية تم تصوير بلدة إقليمية غامضة على أنها عبارة عن نموذج مصغر من روسيا، وكانت مثالًا على نوع من أنواع المسارح وهو المسرحية الساخرة من المسؤولين الفاسدين.
- حكايات بطرسبورغ
اشترك في هذا العمل نقولاي غوغول مع بعض المؤلفين وهما: كريستوفر إنجليش، وريتشارد آرثر بيس، تنقلك هذه المسرحية عبر شوارع بطرسبورغ، وهي المدينة المقامة على مصب مستنقعات نهر نيفا، إذ شكل سحر هذه المدينة القوة والإبداع.
كما تشير المسرحية إلى أن ثمة نوع من العنف والخداع حدث أثناء إنشاء هذه المدينة، إذ يُربك هذه المدينة من خلال بعض الأحلام الكاذبة والرؤى العبثية، تميزت هذه المسرحية بحس الفكاهة الفريدة، والحيوية المفعمة.
- مسرحيات وكتابات مختارة
وهي كلاسيكيات الدراما الأوروبية، واجهت العبقرية المسرحية لغوغول العديد من المشاكل، بسبب الترجمة الحرفية لأعماله، والتي جعلتها في الغالب مستحيلة الأداء، ولِتأدية أعمال غوغول وإعادة روح الدعابة، لجأ البعض إلى الترجمة الحيوية لأعماله ليتم تأديتها على المسرح، ومحاكاة الجمهور.
- المفتش الحكومي
عام 1836م كتب هجاءً فكاهيًا بعنوان "المفتش الحكومي"، يسخر فيه من البيروقراطية في روسيا، وقدِّم هذا العمل على المسرح، ونال نجاحا كبيرًا، الأمر الذي دفع غوغول إلى تكريس نفسه بالكامل لإكمال مسيرته الأدبية.
وفاة نيقولاي غوغول
توفي غوغول عام 1852م، في موسكو، حيث واجه أزمةً شخصيةً في معتقداته الدينية، فكان يشعر باقتراب أجله، فأحرق إحدى مخطوطات أعماله في تلك الفترة الزمنية، وكان بحالة سيئة جدًّا قبل وفاته، ويقال بأنه كان قريبًا من أن يصاب بالجنون، وربما مات بسبب الجوع.
اقتباسات من مؤلفات نيقولاي غوغول
يوجد العديد من الاقتباسات للمؤلف نيقولا غوغول، وفيما يلي نصها:
- "كلما نظرنا إلى قصة مضحكة لفترة أطول وبعناية أكبر، أصبحت أكثر حزنًا".
- "مهما كانت كلمات الأحمق غبية، فإنها تكفي أحيانًا لإرباك رجل ذكي".
- "فكر دائمًا في ما هو مفيد وليس ما هو جميل. سيأتي الجمال من تلقاء نفسه ".
- "لا شيء يمكن أن يكون أكثر إمتاعًا من العيش في عزلة، والاستمتاع بمشهد الطبيعة، وقراءة بعض الكتب من حين لآخر".
- " بغض النظر عن مدى ضعف المرأة وعجزها الشخصي مقارنة بالرجل، فإنها في مناسبات معينة تصبح فجأةً ليس فقط أصعب من أي رجل، بل أصعب من أي شيء وكل شيء في العالم".
نيقولاي غوغول (كاتب روسي)، اسمه نيكولاي فاسيليفيتش غوغول، وهو روائي وكاتب مسرحي، أثرت كتاباته على الأدب الروسي، ولد في أوكرانيا في قرية بولتافا، وعاش طفولته بالريف الأكوراني، كان غوغول يدرس في منزله، وقضى عامين في كلية مقاطعة بولتافا، درس في جامعة نيزين التربوية، شغل وظيفة حكومية وعمل أستاذًا، له العديد من الروايات، والمسرحيات، والقصص القصيرة، قبل وفاته قام بإحراق أحد مخطوطاته، ويقال إنه مات من الجوع.