موضوع عن العلم
تعريف العلم
كلمة العِلم في اللغة العربيّة هي مُفرد عُلوم، ومصدر عَلِمَ، وتعني: المعرفة، وإدراك الشيء بحقيقته، ويُطلَق هذا المصطلح على مجموعة مسائل، وأصول كُلّية تجمعُها جهة واحدة، حيث يُقال: العِلم بأحكام الزكاة؛ أي معرفة أحكامها، وكلّ ما يتعلَّق بها. وبالنظر إلى المفهوم الاصطلاحيّ؛ فإنّه لم يتمّ وضع مفهوم مُحدَّد للعلم، إلّا أنّ البعض يُعرِّف ويعبرِّ عن العلم على أنّه: البناء المَعرفيّ الذي يشتمل على معظم المعارف لنظام مُعيَّن، وبذلك فإنّ المعلومات الواردة في المناهج تُمثِّل كلّ الحقائق، والنظريّات، والمفاهيم التي توصَّل إليها العلماء ، والباحثون، علماً بأنّ من المفاهيم التي تنظرُ إلى العلم كمادّة، وتُبرز الجانب المَعرفيّ فيه، هو ذلك التعريف الذي يرى أنّ العلم هو كُلٌّ مُنظَّمٌ من المعرفة التي تشتمل في محتوياتها على الحقائق ، والقوانين، والنظريّات، والمبادئ. ويؤكِّد العلم أيضاً على أساليب الملاحظة، وذلك من خلال التفكير، والتقصِّي، والبحث، وفرض الفروض، والتأكُّد من مدى صحّتها عن طريق إجراء التجربة، ممّا يؤدّي إلى الاستنتاج -من خلال التعريفات السابقة بأنّ العلم هو: مُنشِّط إنسانيّ يشتمل على مجموعة من المعارف القابلة للتعديل، وِفق المُلاحظات الخبراتيّة الجديدة.
فضل العلم
للعلم فضائل عديدة، من أهمّها ما يلي:
- يُعَدُّ العِلم أساس العبادات جميعها؛ فامتلاك الإنسان للعلم الكافي، والصحيح، سيُمكِّنه مِن أداء فرائض الله ، وعباداته على الوجه الأمثل.
- يُجنِّب العِلم صاحبَه الخِصالَ القبيحة، والسيِّئة، ويدلُّه على محاسن الآداب، وشريف الخِصال، وفَضلِها، وآثارها.
- يُمكِّن العِلم الإنسان من التعرُّف على ما يدفعُ به كَيد الشيطان ، وما ينجو به من الفِتَن، وما يُخطِّط له الأعداء، والحاقدين، كما يُعرِّف الأُمَّة بما يُحقِّق لها رِفعتها، وعِزَّتها، وما تفعله؛ لتنجو من مَكْر الأعدَاء.
- يدُّل العِلم على محبَّة الله -تعالى-، ورضاه؛ فقد رَفع الله من شأن، وقَدر العُلماء، وأثنى عليهم، وأوجب احترامهم.
- يُعتبَر العِلم الطريقة التي يُمكن من خلالها التمييز بين الهُدى، والضلال، حيث يستطيع الإنسان من خلاله التعرُّف على أسباب نيل رِضوان الله -تعالى-، وثوابه العظيم الذي أعدَّه في الحياة الدُّنيا، والآخرة، بالإضافة إلى مَعرفة الأفعال التي تُنجيه مِن عذاب الله -تعالى-، وسَخطه.
- يُمثّل العِلم إحدى أفضل القُرُبات إِلى الله -تعالى-؛ فاكتسابه يُعتبَر من الأُجور العظيمة، والفضائل الجَليلة عِند الله -تعالى-.
- يزيد العِلم من معرفة الإنسان بخالقه، وبصِفاته، وبأسمائه الحُسنى ، وبأحكامه، وهذه المعرفة لا تتحقَّق إلّا بالعِلم النافع ، وبذلك تكون من أعظم المعارِف، وأعزّها، وأعْلاها.
أهداف العلم
للعِلم ثلاثة أهداف رئيسيّة، من أهمّها ما يلي:
- الوصف والتفسير: يهدف العِلم إلى ملاحظة الظواهر، ووصفها، ومعرفة أسباب هذه الظواهر، ومحاولة تفسيرها؛ فالوصف وحده غير كافٍ؛ لأنّه مهما بلغت الدقّة في وصف ظاهرة ما، فلا يُمكن فهمها، ومعرفة أسبابها.
- التنبُّؤ: يهدف العلم -بالإضافة إلى الوصف، والتفسير- إلى الاستفادة من إدراك علاقات مُعيَّنة، ويستخدمها؛ للتنبُّؤ بما قد يحصل في المُستقبل؛ للاستعداد، والاستفادة، ومثال ذلك، تنبُّؤ العالِم مندليف بأنّ هناك عنصراً في الجدول الدوريّ لم يتمّ اكتشافه بعد، حيث تحقَّق اكتشافه بعد 15 عاماً من تنبُّؤ مندليف، فكان عنصر الجرمانيوم.
- الضبط والتحكُّم: يهدف العلم -بالإضافة إلى ما سبق- إلى التحكُّم في الظروف، أو العوامل التي تُؤدّي إلى حدوث ظاهرة ما بصورة مُعيَّنة، أو عدم حدوث هذه الظاهرة، حيث إنّه كلّما زادت المقدرة على التفسير، والتنبُّؤ، فإنّ المقدرة على التحكُّم في الظواهر، وضَبطها، تزداد.
خصائص العلم
للعلم خصائص عدّة، ومن أهمّها ما يلي:
- يُصحِّح العلم نفسه بنفسه، وهو ينمو، ويتطوَّر باستمرار.
- يهتمُّ العلم بترابُط القضايا العلميّة، ولا يكتفي بالحقائق المُفكَّكة، والنظريّات، وهو بذلك يُنظِّم طريقة تفكير الإنسان، ومُمارساته العقليّة.
- يبحث العلم باستمرار عن الأسباب، وفَهم الظواهر، وتفسيرها؛ حيث إنّه لا يُمكن فَهم الظاهرة إلّا إذا عُرِفت أسبابها.
- يتَّصف العلم بالتراكُميّة، وهو أشبه بالبناء؛ حيث إنّ كلّ نظريّة عِلميّة جديدة تحلُّ مكان النظريّة العلميّة القديمة، ممّا يُساهم في تسارُع عجلة الحضارة، والتطوُّر.
- تُعتبَر طبيعة العِلم، والمعرفة العِلميّة شاملةً؛ فقضايا العلم تنطبق على كافّة الظواهر التي يبحثُ فيها.
- يُعَدُّ العلم نشاطاً إنسانيّاً عالَميّاً؛ فهو نتاج جهود الإنسان، حيث تنتشرُ حقائقه، ونظريّاته عالَميّاً، بحيث لا تختصُّ بفرد، أو فئة مُعيَّنة؛ ولذلك فإنّه بمُجرَّد ظهور المعرفة، فإنّها تُصبح مُلكاً، ومَشاعاً للجميع.
- يُؤثِّر العلم في المجتمع ، ويتأثَّر به؛ فهو يتطوّر، وينمو وِفق الاتِّجاهات، والظروف المُحيطة في المجتمع.
- يمتلك العلم أدواته، وأجهزته الخاصّة به، والتي تلزمه؛ لقياس، وجَمع المعلومات، والبيانات.
تطوُّر أساليب التعلُّم والتعليم
كان الأبناء في العصور القديمة يمارسون مهنة ما، ويتقنونها بواسطة الآباء، بأسلوب غير مباشر؛ حيث قلَّد الأبناء ممارسة الآباء لمهنة، أو حِرفة ما، وتطوَّرت العلوم بظهور المعلومات المَبنيّة على المبادئ، والحقائق، والمفاهيم التي توصَّل إليها أشخاص يمتلكون قدرات خاصّة، من خلال تفسير الظواهر الطبيعيّة ، ودراسة تفاعُل الأفراد فيما بينهم، واستنتجَ هؤلاء الأشخاص أنّه من الممكن إيصال هذه المعلومات إلى أشخاص آخرين، من خلال أسلوب التلقين، والحفظ؛ ولذلك بدأ المُعلِّم بتحفيظ المعلومات للطلبة، وذلك عن طريق جلوسهم حول مُعلِّمهم ضمن حلقات، ومجموعات.
ومع ظهور الحضارات القديمة، أَخَذ المُعلِّمون بتطوير طُرُق علميّة بأسلوب مُشوِّق؛ لتسهيل حفظ العلوم المختلفة، ومع تتابُع الحضارات القديمة، سادَت العديد من الطرق المختلفة في عمليّة التعليم، فعلى سبيل المثال، اعتمدَ كلّ فيلسوف من الفلاسفة في الحضارة الإغريقيّة على أسلوب، ومنهج خاصّ في نَقْل المعلومة إلى الطالب، وبظهور الدين الإسلاميّ، تطوَّرت أساليب التعليم تطوُّراً كبيراً؛ حيث أصبحت تعتمد على منهج الحفظ، والتلقين، مع وجود الخبرة، كما تمّ التأكيد على أهمّية الأخلاق الحميدة ، والتربية الدينيّة السليمة، أمّا في العصر الحديث، فقد تطوَّرت أساليب التعليم، وأصبحت تعتمد على أُسُس علميّة دقيقة، تستندُ إلى عِلم النفس، بالإضافة إلى أنّه تمّ الاعتماد على التقنيات الحديثة التي تقود المُعلِّم إلى أداء مهمّته بنجاح.