أول من دفن في البقيع من المسلمين
أول من دفن في البقيع
تقع مقبرة البقيع خارج باب الجمعة لحصن المدينة المنورة، وتسمى ببقيع الغرقد؛ لأنّه ينبت فيها شجر الغرقد، وهي من المقابر التي يسن زيارتها عند زيارة المدينة المنورة، ودُفن فيها عدد من الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين -رضي الله عنهم-.
وأما عن أول من دفن في البقيع من المسلمين، تفصيله فيما يأتي:
عثمان بن مظعون
هو عثمان بن مظعون ابن حبيب بن وهب بن حذافة الجحمي، يُكنّى بأبي السائب، كان من أوائل الذينَ دخلوا في الإسلام ومِن أوائل المُهاجرينَ في سبيل الله -تعالى-.
وتوفي -رضي الله عنه- في شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة، ودُفنَ -رضيَ الله عنه- في البقيع، فكانَ أوّل المُسلمين الذين دُفنوا في مقبرة البقيع أو بقيع الغرقد؛ فقد قالَ في ذلك عبيد الله بن أبي رافع: "أوّل من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون".
وهو من أولياء الله المتقين الذين فازوا بأن كانت وفاتهم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد صلى النبي عليه صلاة الجنازة، وفي الحديث عن أم العلاء أنها رأته في المنام : (رَأَيْتُ لِعُثْمَانَ في النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي، فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذلكَ له، فَقالَ: ذَاكِ عَمَلُهُ يَجْرِي له).
أسعد بن زرارة
هو أَبُو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأَنْصَارِيّ الخزرجي، ومات في شهر شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل غزوة بدر ودفن في البقيع، وتقول الأنصار أنّه أول من دفن في البقيع.
وقال البغوي عن وفاة أسعد بن زرارة -رضي الله عنه-: "بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد الهجرة، وأول ميت صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأول من دفن بالبقيع وذلك قبل بدر".
فضل أموات المؤمنين المدفونين في البقيع
ورد فضل للأموات المؤمنين المدفونين في البقيع، كما يأتي بيانه:
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنه كلما كانت ليلتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان يخرج في آخر الليل إلى البقيع، فيقول: (السَّلَامُ علَيْكُم دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ ما تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وإنَّا، إنْ شَاءَ اللَّهُ، بكُمْ لَاحِقُونَ، اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ).
- في حديث طويل رواه مسلم، قال فيه جبريل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ البَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لهمْ).
- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- علّم عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن تدعو لأهل البقيع فقال: (قُولِي: السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا -إنْ شَاءَ اللَّهُ- بكُمْ لَلَاحِقُونَ).
- وفي الحديث الضعيف أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنا أوَّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ ثمَّ أبو بكرٍ ثمَّ عُمَرُ ثمَّ آتي أهلَ البَقيعِ فيُحشَرونَ معي ثمَّ أنتظِرُ أهلَ مكَّةَ حتَّى يُحشَروا بيْنَ الحرَمَيْنِ).