نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
التعريف بكتاب: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
يُعدّ كتاب الإمام البقاعيّ "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور" أول كتاب شاملٍ في فن التناسب بين سور القُرآن، كما أنّه يُعدّ أوسع الكُتب والمراجع في علم المُناسبات، فقد ذكر فيه التناسب بين آيات القُرآن سورةً سورة، وطُبع في الهند في اثنين وعشرين جُزءاً، وذكر مؤلفه البقاعي في مُقدمته أنه سيذكرُ فيه مُناسبات ترتيب سور القرآن الكريم وآياته ، وأطلق فيه التفكير اتباعاً لقولهِ -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ).
كما أنَّه قام باختصار كتابه في كتابٍ آخر أصغر منه، سمّاهُ "أَدِلَّة الْبُرْهَان القويم على تناسب آي الْقُرْآن الْعَظِيم"، ولا يزالُ مخطوطاً إلى الآن، ويُعدُّ كتاب البِقاعي في تناسب الآيات والسور من أوسع الكُتب وأغزره في هذا المجال بلا مُنازع، وأشمله وأكثره استيعاباً.
مؤلف كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
هو إبراهيم بن عُمر بن حسن الرُباط، ويُكنى أبو الحسن الدين البقاعيّ، وُلد سنة ثمانُ مئة وتسع للهجرة، في قرية "خربة روها" في لبنان ونشأ بها، ثُمّ انتقل إلى دمشق مع جده من جهة أُمّه، ورحل في طلبه للعلم إلى حلب، وبيت المقدس، والقاهرة، والإسكندريّة، ودمياط، وذهب إلى مكة، والمدينة، والطائف، ودرس الحديث، والتفسير، وقراءات القرآن الكريم ، والتاريخ، والفقه، وبرع في العديد من العُلوم.
عاش البقاعي في كنف أبوين فقيرين، وحفظ القُرآن، وتعلّم مبادئ العلم الأساسيّة، وبعد أن نزل بأهله كارثة انتقل مع والدته إلى دمشق، واستقر في القاهرة والتقى بابن حجر العسقلانيّ، ووصفه بالعلّامة، وأثنى على مؤلفاته، وبعد أن حسده أهلُها انتقل إلى دمشق، وشارك في العديد من حُروب الفرنجة، كغزوة رودس وقُبرص.
توفيّ -رحمه الله في دمشق، سنة ثمانُ مئة وخمسةٌ وثمانون للهجرة، وُصُلّي عليه في الجامع الأُمويّ، ودُفن بالتُربة الحمرة جهة قبر عاتكة، واشتغل البقاعيّ بالنحو، والفقه، وعددٍ من العُلوم، وأّلف العديد من المؤلفات وأجلّها في المُناسبات القُرآنيّة، وكان عُمره عندما توفي ستٍ وسبعين سنة.
ما هو علم التناسب بين السور وأهميته
يُعرّف علم المُناسبات على أنّه العلم الذي يربُط أجزاء الكلام ببعضها، ويُعرف من خلاله ترتيب القُرآن، وهو العلم الذي يُفهم منه ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة متسعة المعاني، ويُفهم منه الإعجاز البيانيّ في ترتيب آيات وسور القُرآن، ولأهميّة هذا العلم فقد قام العُلماء في تصنيف فيه الكثير من المُصنفات، ومنها ما يأتي:
- رِيُّ الظَّمآنِ في تفسيرِ القرآنِ، لمؤلفه مُحمد بن عبد الله السُلمّيّ.
- البرهانُ في تناسبِ سورِ القرآنِ، لمؤلفه أحمد بن إبراهيم الغرناطيّ.
- تناسق الدُّررِ في تناسبِ السُّورِ، لمؤلفه جلال الدين السيوطيّ .
كما يعرف علم المُناسبات أيضاً على أنّه العلم الذي يُبين وجه الإرتباط بين اللفظة، أو الآية، أو السورة، وعرّفه ابن العربيّ بقوله: "ارتباطُ آي القرآنِ بعضِها ببعضٍ، حتى تكونَ كالكلمة الواحدة، متَّسقة المعاني، منتظمة المباني"، وعرفه البقاعيّ بقوله: "أنّه العلم الذي يُعرف منه علل الترتيب، وأمّا موضوعه فهو أجزاء الشيء المطلوب علم مناسبته من حيث الترتيب".
كتب البقاعي ومؤلفاته الأخرى
ألّف الإمام البقاعي العديد من المؤلفات، ومنها ما هو مطبع، ومنها ما هو مخطوط، ومنها ما يأتي:
- النكت الوفية بما في شرح الألفية.
- مصرع التصوّف، وهو عبارةٌ عن كتابان؛ أولهُما: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، وثانيهُما: تحذير العباد من أهل العناد ببدعة الاتحاد.
- مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور.
- سر الروح.
- عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ والتلامذة والأقران.
- إتمام إيساغوجي ، والجودة السرية عن الألغاز الجزرية، وإخبار الجلاد في فتح البلاد، وغيرها من كُتبه المخطوطة.