نبذة عن كتاب الجواب الكافي لابن القيم
نبذة عن كتاب الجواب الكافي لابن القيم
يعد هذا الكتاب من أفضل الكتب التي عنيت بتهذيب النفوس ومعالجة أمراضها وتقوية صلتها بالله -تعالى-،ألّفه الإمام محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي، ولد عام 691هـ، وتوفي عام 751هـ.
وكان عالماً إذ طبقت شهرته الآفاق، وأَمّ في المدرسة الجوزية في دمشق التي كان والده قيماً عليها، أي مديراً لها، ومن هنا جاءت شهرته بابن قيم الجوزية،وكان عالماً بأحوال النفس الإنسانية وتهذيبها، وله عدة مؤلفات في هذا العلم.
اسم الكتاب
اشتهر الكتاب باسم الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، وللكتاب اسم آخر هو الداء والدواء، وقد رجّحه محقق الكتاب محمد أجمل الإصلاحي.
سبب تأليف الكتاب
أصل الكتاب سؤال وجّهه أحد المستفتين للمؤلف، وقد ذكره المؤلف في بداية الكتاب، ثم أجاب عنه بتفصيل مفيد استغرق الكتاب كله، وهذا نص السؤال: " ما تقول السادة العلماء، أئمة الدين - رضي الله عنهم أجمعين - في رجل ابتلي ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق، فما تزداد إلا توقدا وشدة، فما الحيلة في دفعها؟ وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلى، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، أفتونا مأجورين".
الموضوع الرئيس للكتاب
لا يظهر نوع البليّة التي سأل عنها المُستفتي، ولكن من خلال جواب ابن القيم يتضّح أنها بلية العشق المحرّم، فالعشق الحلال دواؤه الزواج، أما العشق المحرّم فقد عالجه ابن القيم بأمرين: الوقاية منها قبل حصولها، ومعالجتها إذا وقعت.
موضوعات الكتاب الفرعية
قسّم المؤلف كتابه إلى خمسة موضوعات توضح جواب السؤال، وهي:
- الدعاء وحسن الظن بالله
بيّن أنّ من أهم علاجات النفس والهوى اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع وتيقّن الإجابة، وأن من أهم موانع استجابة الدعاء عدم يقين الداعي وقلة ثقته بربه.
- أضرار المعاصي
فصّل المؤلف في أضرار المعاصي التي تصيب الإنسان في دينه وبدنه ودنياه آخرته.
- العقوبات الشرعية على المعاصي
تكلّم المؤلف عن أنواع العقوبات الشرعية وأنواع الذنوب، والحكمة من هذه العقوبات، وأطال في الكلام على معصية الفاحشة.
- دواء داء العشق
هذا الموضوع هو المقصود الأصلي للسؤال، وقد فصّل فيه المؤلف فذكر أنّ علاج العشق المحرم أمران: الأمر الأول: منع وقوع الداء، وذلك ب غض البصر ، وشغل القلب بما يمنعه من الوقوع في العشق، والأمر الثاني: معالجة الداء مع وقوعه، وقد فصّل في مقامات العشق وما يناسب كل مقام من علاج، وأصل العلاج التعلق بالله تعالى؛ لأن التعلق بالمخلوق يضاد هذا الأصل.
- الرد على شبهات أهل العشق
بيّن المؤلف الفرق بين العشق الحلال والعشق الحرام، أن كل ما يذكر من فوائد العشق فإنما هو العشق الحلال.