موضوع عن العيد
التعريف بالعيد
شرع الله -تعالى- للأمة الإسلامية عيدين؛ عيد الفطر ، وعيد الأضحى لنشر السعادة بين الناس وإظهار شعائر الإسلام بالفرح والسعادة، فقد أهدانا الله -تعالى- هذه الأيام المباركة بعد قيام المسلمين بالطاعات والخيرات، وبهذه الأعياد تتجدد روابط المجتمع المسلم، وتتوحّد القلوب والمشاعر بين المسلمين، وينتشر الحب والإخاء، وتظهر فيهما مبادئ وآداب الدين الإسلامي.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقدْ أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحَى)، وأيام العيد يظهر فيها التعبد لله -تعالى- بالفرح والسعادة والتراحم بين الناس.
يُطلق العيد في اللغة على ما يعود على الناس بفرح وسرور جديد، ويُقال إنّه سُمّي بذلك لعوائد الله -تعالى- الكثيرة في أيام العيد على المسلمين، كما أنه يطلق على الاحتفال والسرور والابتهاج بذكرى سعيدة.
وللمسلمين أيام عديدة يُطلقون عليها مسمّى العيد، وهي كالآتي:
- يوم الجمعة.
- أيام التشريق الثلاثة.
- يوم عرفة.
- عيد الفطر؛ ويُطلق على أول يوم من أيام شهر شوال.
- عيد الأضحى؛ ويُطلق على اليوم العاشر من ذي الحجة ويأتي بعد يوم عرفة .
أهمية العيد ومظاهره
العيد عند المسلمين له أهمية كبيرة، نذكر أسباب هذه الأهمية على النحو الآتي:
- العيد يُدخل الفرح والسرور على قلوب المؤمنين، فيُقبلون على طاعة الله -تعالى- بكل عزم وقوة، فيكون الفرح دافعاً للتقرب إلى الله بالطاعات بنفس سليمة مطمئنة.
- يظهر المسلم في العيد بمظهر حسن ورائحة جميلة؛ فيرتدي المسلمون أجمل ما لديهم ويتعطرون في العيد.
- يأتي بالتوسعة على المسلمين بالطعام والشراب بعيداً عن الإسراف والتبذير.
- فرصةٌ للترفيه عن النفس والعائلة واللّهو معاً بالأمور التي أباحها الله -تعالى-.
- تقوية العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام ، والعفو والتسامح، والبعد عن الخلافات والمنازعات.
- تحقيق الأخوّة الإسلامية بين المسلمين، وتوحيد كلمتهم، وإظهار العقيدة الإسلامية، وتفريج الهم عن بعض المسلمين بالمال، والدعاء لهم بالخير والبركة.
- العيد عند المسلمين يأتي بعد أيامٍ فضيلة وعظيمة من العبادة والتقرب من الله؛ فعيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان ، وعيد الأضحى يأتي بعد القيام بفريضة الحج ويوم عرفة.
- يُعدّ عيد الفطر شكراً لنعمة الله تعالى على المسلمين بنزول القرآن الكريم، وعيد الأضحى شكراً لتمام النعمة بنزول آخر آية على النبي - صلى الله عليه وسلم- في يوم عرفة.
- العيد يُذكّر المسلمين بالنعم التي أنعمها الله -تعالى- عليهم، ويدعو المسلمين لشكر الله -تعالى- على هذه النعم العظيمة.
الابتهاج بالعيد
العيد من الأيام العظيمة المباركة التي أمر الله -تعالى- فيه المسلمين بالفرح والسرور والابتهاج مع المحافظة على الآداب والأخلاق الإسلامية، ونهى عن الحزن والاكتئاب والعزلة.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم ويفرح عندما يُشاهد الأطفال يلعبون ويفرحون في هذه الأيام، قال الله -تعالى-: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
ويُسنّ التعبير عن العيد بإظهار الفرح والسرور من خلال الآتي:
- الضرب على الدفوف.
- الرقص بالسلاح.
- الغناء الإسلامي الذي يُظهر معاني وقِيَم الدين الإسلامي بكل وضوح وسرور من خلال الكلمات الجميلة التي تحمل آداب الدين الإسلامي وأخلاقه الرّفيعة، قد ثبت عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (جَاءَ حَبَشٌ يَزْفِنُونَ في يَومِ عِيدٍ في المَسْجِدِ، فَدَعَانِي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُ رَأْسِي علَى مَنْكِبِهِ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إلى لَعِبِهِمْ، حتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إليهِم).
- خروج النساء إلى صلاة العيد متحجّبات بعيداً عن استخدام العطر.
- خروج الأطفال والشباب ليشهدوا دعوة المسلمين.
- التزيّن بأحسن اللّباس وأجملها؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلبس أجمل ثيابه بالعيدين.
آداب العيد
العيد عند المسلمين له آداب كثيرة يستحب القيام بها، نذكرها فيما يأتي:
- الغسل يوم العيد قبل الذهاب إلى صلاة العيد؛ فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يغتسلون قبل الذهاب إليها.
- التطيّب والتطهّر والتزيّن، واستخدام السواك ولبس أحسن اللّباس.
- الأكل قبل الذهاب إلى صلاة عيد الفطر ويُسن أكل التمر بعدد فرديّ، والأكل من الذبيحة بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى.
- الذهاب لأداء الصلاة من طريق، وعند انتهاء الصلاة العودة من طريق آخر غير الطريق الذي ذهبوا فيه إلى الصلاة.
- الذهاب إلى صلاة العيد سيراً على الأقدام بسكينة ووقار.
- ارتداء أحسن اللّباس وأجملها لديهم.
- إقامة صلاة العيد في المصليات، وعدم صلاتها في المسجد إلا عند الحاجة لذلك.
- تبادل التهنئة بالعيد؛ مثل أن يقول المسلم لأخيه المسلم: تقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير، وعيدكم مبارك.
- الالتقاء في العيد، والتبسّم عند رؤية المسلم لأخيه المسلم؛ فتبسّم المسلم في وجه أخيه المسلم يُعتبر صدقة، وعليه الأجر والثواب العظيم من الله -تعالى-.
- التصافح عند الالتقاء؛ فالسلام سبب لتساقط الذنوب والخطايا.
- التصدق في العيد وزيادة الطاعات، والتقرب إلى الله -تعالى- بالخيرات.
- ذبح الأضحية بعد صلاة عيد الأضحى، والأكل منها والتصدق منها.
- التكبير في العيدين؛ أثناء الصلاة، وقبل الصلاة عند الذهاب إليها، وبعد الانتهاء من الصلاة، ويُستحب التكبير في الأسواق والبيوت والمساجد قبل صلاة العيد.
- قيام ليلتي العيدين بالطاعات والصلاة والتسبيح والاستغفار والتّهليل والتكبير.
- التزاور في العيد وصلة الأرحام وتقوية العلاقات الاجتماعية.