طريقة النوم الصحيحة في الإسلام
طريقة النوم الصحيحة في الإسلام
اشتمل الإسلام على جميع تفاصيل حياة المسلم وحيثياتها، فدله على طريقة العبادة وكذلك على التعامل مع العادة؛ كالأكل والنوم وغير ذلك، وما أعظم شعور المسلم بهذه الأحكام، فهو حيث يدير وجهه يجد أن الشرع شمل جوانب حياته كلها، من أدقها وأصغرها، وحتى أكبرها وأعقدها، وقد وردت العديد من الأحاديث في أذكار وهيئات اليوم والليلة، وصُنفت في ذلك الكتب والمجلدات، وهذا من عظم هذا الدين وشموليته.
هيئات وأفعال تُستحب قبل النوم
كما أنّ للنوم أذكاراً مستحبة، فله كذلك أفعال تُستحب قبل النوم ، منها:
- نفض الفراش ثلاث مرات قبل النوم.
- النوم على الجنب الأيمن.
- النوم على وضوء، والمحافظة على ذلك تُفضّل في كل أوقات المسلم.
- غسل اليدين من الدسم قبل النوم، لحديثه -صلى الله عليه وسلم-: (من نام وفي يدهِ غمرٌ ولم يغسلْهُ فأصابه شيءٌ ، فلا يلومنَّ إلَّا نفسَه).
بعض أذكار ما قبل النوم
قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ...)، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذكار عديدة قبل النوم ، ومن ذلك:
- التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والحمد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير أربعا وثلاثين.
- توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء: (باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ).
- قراءة المعوذات بالكفين والمسح على الجسد، يُكرر ذلك ثلاثاً.
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فإنهما يكفيان العبد -بإذن الله- من الآفات والأمراض.
- قراءة آية الكرسي، فهي وقاية للعبد من الشيطان حتى استيقاظه.
- قراءة سورة الكافرون، وما في معانيها من براءة العبد من الشرك.
ماذا يفعل العبد إذا رأى كابوساً في نومه
عند قيامه من النوم وفزعه من الكابوس (الحلم المزعج أو المرعب)، فعليه بالنفث ثلاثاً عن شماله؛ لحديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فمَن رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ عن شِمالِهِ ثَلاثًا ولْيَتَعَوَّذْ مِنَ الشَّيْطانِ، فإنَّها لا تَضُرُّهُ وإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَراءَى بي).
النية وتحصيل الأجر بالنوم
إنّ للنية أثراً طيباً، وهي الركن الأساسي لأعمال المسلم، ومن عظيم سعة هذا الدين أنّ الله -عز وجل- جعل للأعمال المباحة أجراً إذا نوى العبد نية سليمة، فمن ذلك أن ينوي العبد -مثلاّ- بأكله أخذَ الطاقة ليعمل فيعيل أهله، ونفسه، ويرضي الله بذلك.
وكذلك يستطيع العبد تحصيل الأجر بمجرد نومه؛ كأن ينوي العبد أن ينام ليعطي جسده حقه ويقوى على العبادة، أو ينام باكراً على نية الاستيقاظ على صلاة الفجر أو ليقوم الليل بصلاة أو عبادة، فهذا يحول النوم الذي أصله مباح إلى عمل خيّر ينال العبد عليه الأجر من الله عز وجل.