نشأة الطاقة النووية وتاريخها
نشأة الطاقة النووية وتاريخها
يعود تاريخ إنتاج الطاقة النووية لثلاثينات من القرن الماضي، وذلك عندما رصد العالم الفيزيائي إنريكو فيرمي أن النيترونات قد أن تنفصل عن الذرات، وكانت أول مرة تسجل هذه الملاحظة في عام 1942م، بينما توصل في منتصف القرن الماضي إلى استخدام الطاقة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في مفاعل إيداهو، وفي وقت لاحق تم إنشاء أول محطة للطاقة النووية عام 1945م في الاتحاد السوفيتي.
تعريف الطاقة النووية
تعرف الطّاقة النّوويّة بأنها عبارة عن الطاقة الناتجة عن الانشطار النووي عن طريق انفصال الذرات عن بعضها البعض، مما يتسبب في انطلاق الطّاقة، وتستعمل جميع محطات الطاقة النووية الانشطار النووي، كما تستخدم محطات الطاقة النووية ذرات عنصر اليورانيوم، وعندما تحدث عملية الانشطار النووي، تصطدم ذرة اليورانيوم بالنيوترون ويقسمها، ونتيجة هذا الاصطدام تنتج كمية كبيرة من الطاقة تكون على شكل إشعاع وطاقة حرارية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العملية تكون مستمرة، إذ إنه عندما تنفصل ذرة اليورانيوم فإن النيوترونات تصطدم مع ذرات اليورانيوم الناتجة عن الانفصال السابق، وهكذا تكرر العملية باستمرار مرارًا وتكرارًا، ويطلق على هذه العملية ما يعرف باسم سلسلة من ردود الفعل النووية، كما يجدر التنويه إلى أنه يمكن التحكم بهذا العملية في مفاعلات الطاقة النووية لإنتاج كمية من الطاقة الحرارية ، وإطلاق الطاقة النووية من خلال الاندماج النووي، حيث تندمج الذّرات مع بعضها البعض لتكوين ذرة ذات حجم أكبر.
استخدامات الطاقة النووية
هناك العديد من الاستخدامات التي تدخل فيها الطاقة النووية كعنصر رئيسي، كما ساهم اكتشاف الانشطار النووي في تطوير الصناعات الطبية، وغيرها من التطبيقات الأخرى للطاقة النووية؛ وفيما يلي نذكر أهم استخدامات هذه الطاقة بالتفصيل :
اكتشاف الفضاء
استفاد العلماء من الطاقة النووية في اكتشاف الفضاء من خلال استعمال الطاقة النووية في السفن الفضائية، وقد أثبتت هذه الطاقة نجاحها، وأمانها وفعاليتها، بالإضافة إلى أنّها لا تحتاج إلى أعمال صيانة وتكاليف مادية باهظة على مدى فترة طويلة من الزمن .
توليد الطاقة الكهربائية
تتميز الطاقة النووية بأنها من أكبر مصادر الطاقة النظيفة لتوليد الطاقة الكهربائية، إذ إنها لا تتسبب في أي انبعاثات غازية، وتجدر الإشارة إلى أن أمريكا تعد من أول الدول التي استخدمت الطاقة النووية لإنتاج ما يقارب 20% من الطاقة الكهربائية .
المجال الطبي
تلعب الطاقة النووية دور مهم في المجال الطبي، إذ تستخدم أحد تطبيقات النظائر المشعة الآمنة في التصوير التشخيصي الطبي الذي يساعد الأطباء في تقصي الكتل الورمية وغيرها من المشاكل الصحية المشابهة، بالإضافة إلى أنه تم استخدام النظائر المشعة في التقليل من الألم، وتدمير الأنسجة السرطانية، وأيضًا تقليص حجم الورم .
التحليل الجنائي
يعتمد التحقيق والتحليل الجنائي في الكثير من الحالات على استخدام النظائر المشعة وفحصها بهدف الوصول إلى أدلة مادية تثبت علاقة المتهمين بجريمة الواقعة، إذ تتبع الأثر الكيميائي لعدة مواد مختلفة، مثل: السموم، والزجاج، البارود وغيرها .
القطاع الزراعي
يلجأ بعض المزارعين إلى استخدام تطبيقات النظائر المشعة بديلًا عن استعمال المبيدات الحشرية للتخلص من الحشرات التي تضر بالمحاصيل الزراعية، إذ تساعد تطبيقات النظائر المشعة إلى عقم ذكور الحشرات لمنع تكاثرها، وبالتالي تلعب الطاقة النووية دور كبير في المحافظة على الأمن الغذائي .
عيوب الطاقة النووية
بالرغم من اعتبار الطاقة النووية مصدر كطاقة نظيفة، إلا أن لها العديد من العيوب وتسببت في إحداث توتر على المستوى الدولي في العالم؛ ولعل من أهم عيوب الطاقة النووية ما يأتي:
مصدر كسلاح ودمار شامل في الحوادث
تعد حادثة فو كوشيما في اليابان دليل قاطع على خطورة الحوادث المرتبطة بالطاقة النووية، ولعل أشهر الحوادث النووية وأكثرها خطورة هي كا رثة محطة تشيرنوبيل التي حدثت في أوكرانيا، وتسببت في 10 آلاف حالة وفاة تم إحصاءهم، بالإضافة إلى الآثار الضارة للإشعاع على المدى الطويل الذي أثر على سكان المناطق المجاورة، وغيرها من الأضرار الاقتصادية التي خلفتها هذه الحادثة، بغض النظر عن مدى أمان محطات الطاقة النووية إلى أن تواجدها كسلاح هو خطر كبير، قد يتسبب بكوارث يصعب السيطرة عليها نتيجة أخطاء وحوادث غير متوقعة.
النفايات الإشعاعية
تنتج عن عملية إنتاج الطاقة النووية نفايات إشاعية خطيرة، ويتم تخزينها تخزينًا آمنًا حتى لا تتسبب في أي تلوث، إلا أنه في حال تسربت هذه النفايات فإنها يمكن أن تتسبب في إحداث أضرار جسيمة.
التأثير على النظام البيئي
تسببت الطاقة النووية في أضرار كبيرة على النظام البيئي بسبب عمليات تعدين اليورانيوم، والتي تعرف بأنها عبارة عن عملية استخراج اليورانيوم من باطن الأرض، وتتسبب في ترك ورائها جزيئات مشعة، مما يؤدي إلى تآكل العناصر البيئية، بالإضافة إلى أنه قد يتسبب في التلوث الإشعاعي للمياه القريبة من مكان استخراجه.