نبذة عن كتاب التنبيه للشيرازي
نبذة عن كتاب التنبيه للشيرازي
اسم الكتاب وموضوعه
اسم الكتاب التنبيه في فقه الإمام الشافعي، وهو متن متوسط ليس بالمطول ولا بالمختصر جداً يذكر اختيارات المذهب الشافعي في الفروع الفقهية سرداً حسب الأبواب الفقهية دون البحث في الأدلة الشرعية على ما ذهب إليه من أحكام ولا ما اختارته المذاهب الفقهية الأخرى، وهذه عادة المؤلفين في المتون الفقهية؛ لأن المقصد من التأليف ضبط المذهب للمتعلمين والمفتين، أما الاستدلال والفقه المقارن فمقصد اختصت به مؤلفات أخرى في المذهب.
التعريف بالمؤلف
هو أبو إسحق إبراهيم بن علي الشيرازي، توفي عام 476هـ، وهو من أهم علماء المذهب الشافعي الذي اجتهدوا في ضبطه ونشره وتعليمه والتصنيف فيه، حتى كتب الله -عز وجل- القبول لمؤلفاته في مختلف العلوم الشرعية بين طلبة العلم والعلماء، فاهتموا بشرحها واختصارها ونقدها.
أهمية الكتاب
يُعدّ هذا الكتاب من أهم المتون الفقهية المعتمدة في المذهب الشافعي، فهو أحد الكتب المهمة الخمسة التي اعتمدها الشافعية المتقدمون؛ لذلك اهتم علماء الشافعية بهذا الكتاب، فألفوا كُتباً في شرحه واختصاره ونقده وتهذيبه، ومن علماء الشافعية الذين اهتموا به الإمام النووي، فقد اعتنى به من حيث اللغة فألف كتاباً سماه تحرير ألفاظ التنبيه، وألف كتابا آخر اسمه العمدة في تصحيح التنبيه تكلم فيه عن الاختيارات الفقهية التي نسبها للمذهب الشافعي.
منهج الكتاب
لخّص الشيرازي مقصد كتابه ومنهجه فيه فقال في مقدمته: "هذا كتاب مختصر في أصول مذهب الشافعي -رضي الله عنه-، إذا قرأه المبتدي وتصوره تنبه به على أكثر المسائل، وإذا نظر فيه المنتهي تذكر به جميع الحوادث إن شاء الله -تعالى-". وبتحليل عبارة المؤلف والرجوع إلى عبارات الكتاب يمكن الخروج بمعالم منهج في الكتاب، وهي كما يأتي:
- ذكر أنه كتاب مختصر، وقد بلغ 290 صفحة، وهذا يعني أنه مختصر متوسط ليس بالطويل.
- عباراته سهلة واضحة المعاني، وليست مثل المتون المتأخرة التي يصعب على طالب العلم فك عباراتها من شدّة الاختصار.
- الكتاب خاص ببيان المسائل الفقهية على مذهب الإمام الشافعي دون ذكر المذاهب الأخرى، وقصد بقوله "أصول مذهب الشافعي" أهم المسائل الفقهية في كل باب من الأبواب، وليس المقصود أصول الفقه الذي هو منهج الاستنباط وشروطه، وهذه المسائل المذكورة في الكتاب تنبه إلى المسائل الأخرى غير المذكورة؛ لأنها تشملها وتتصل بها.
- الكتاب مفيد لطلبة العلم المبتدئين، وهو مذكرة للعلماء المتخصصين أيضاً.
- ذكر العلماء أن الشيرازي اعتمد في الاختيارات الفقهية التي في الكتاب على تعليقات أبي حامد الإسفرائيني شيخ الشافعية في بغداد المتوفي عام 344هـ، ومما يميز تعليقة الإسفرائيني في كتب المذهب الشافعي أنه عراقي، ونقل العراقيين للمذهب أصح من نقل أهل مرو وخراسان الذين برعوا في الاستدلال للمذهب.
موضوعات الكتاب
تضمن الكتاب أهم الموضوعات الفقهية الرئيسة التي أطلق عليها لفظ كتاب، وأدرج تحتها الموضوعات الفقهية الفرعية التي أطلق عليها لفظ باب، وهو التقسيم المعروف في كتب الفقه والحديث، وتم ترتيب هذه الموضوعات حسب الترتيب الفقهي المعروف من حيث البدء بكتاب الطهارة والصلاة والانتهاء إلى كتاب الأقضية والشهادات.
وتوزعت الكتب الفقهية على مقاصد الفقه الأربعة بالترتيب: ربع العبادات، وربع المعاملات، وربع النكاح، وربع الجنايات والقضاء، واحتوت هذه الأقسام الأربعة على الموضوعات التالية:
- ربع العبادات
احتوى ربع العبادات على ستة كتب حسب الترتيب المعروف لدى الفقهاء، وهي: كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وكتاب الجنائز، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الحج، واحتوى كل كتاب على أهم الأبواب الفقهية.
- ربع المعاملات
احتوى على كتابين هما كتاب البيوع، وقد ذكر فيه كل ما يتعلق بعقود المعاوضات والتبرعات، وأحكام التفليس والغصب والصلح والشفعة وإحياء الموات واللقطة والوصية، وأما كتاب الفرائض فقد ذكر فيه أحكام المواريث في ثلاثة أبواب، هي: أصحاب الفروض، والعصبات، والجد والإخوة.
- ربع النكاح
بحث فيه أحكام الزواج والطلاق والإيلاء والظهار واللعان وضم إليه كتاب الأيمان والكفارات، وضم إليها أحكام العدة والاستبراء والرضاع، وكتاب النفقات الذي بيّن فيه أحكام نفقة الزوجة ونفقة الأقارب وختم ببيان أحكام الحضانة.
- ربع الجنايات والقضاء
أورد فيه أحكام الجنايات والقصاص والحدود والتعزير، وبيّن أحكام القضاء والقاضي والبيّنات والدعاوى، وختم بكتاب الشهادات والإقرار.