موضوع تعبير عن دلائل قدرة الله
المقدمة: خلق الله الكون في سبعة أيام
قدرة الله تعالى لا يمكن أن تُحيطها الكلمات ولا أن تكفيها الحروف، فقدرته تعالى تفوق الوصف ولا يمكن لأي عقلٍ أن يستوعب كلّ هذا الإبداع الذي صاغته يد الخالق الذي خلق الكون في سبعة أيامٍ بكلّ ما فيه من كواكب وأقمار ونجوم وحياة، وبكلّ ما في هذا الكون من صخبٍ وهدوء، وجعل فيه نظامًا دقيقًا يسير عليه ولا يستطيع أحدٌ أن يضع هذا النظام الدقيق للمجرات والكواكب والأفلاك إلّا ربّ العزة الذي لا يبلغ قدرته أحد، ورغم أنّه قادرٌ على خلق كلّ شيء بكلمة كُن، لكن حكمته أرادت خلق الكون بسبعة أيام.
العرض: مظاهر عظمة الخالق عديدة
تتجلى قدرة الله تعالى في الكثير من المظاهر التي يعجز أي مخلوقٍ عن الإتيان بمثلها، ومظاهر عظمة الله تعالى في خلقه لا تُعدّ ولا تحصى ومنها خلق الإنسان الذي جعله في أحسن تقويم، إذ يخلقه الله من نطفة فقط وتتطوّر هذه النطفة عبر مراحل عديدة ليصبح جنينًا كاملًا في بطن الأم، وعندما تحين ولادته يكون إنسانًا كاملًا.
ومن عظيم قدرته أيضًا خلق الحيوانات وتهيئتها لظروف العيش إذ تتأقلم وتتكيف معها، مثل خلق الإبل الذي يتناسب مع العيش في الصحراء، وخلق الدب القطبي الذي يعيش في البرد الشديد في الأماكن القطبية، وخلق الطيور وكيف أنها تحلق لمسافاتٍ شاسعة، وتجد طعامها بكلّ سهولة رغم ضعفها، فالله تعالى يسّر لجميع المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات الرزق الذي يكفيها.
من دلائل عظمة الله سبحانه وتعالى تعاقب الليل والنهار وكيف أنّ الأرض تكمل دورة كامل حول نفسها ليأتي الليل في وقته والنهار في وقته دون أن يحصل أي خطأ أو تأخير في هذا المدار، وكذلك تعاقب الفصول الأربعة بعد أن تكمل الأرض دورتها حول الشمس، ومن عظيم قدرته الشروق والغروب وكيف أن الشمس تشرق يوميًا من الشرق وتغرب من الغرب دون أن يحصل أي خطأ في هذا.
ومن أعظم دلائل قدرة الله هي أن يسوق الغيم والسحاب المحمل بالمطر لمسافاتٍ بعيدة ليهطل المطر على الزرع الميت والبذور الجافة لتحيا بأمر الله تعالى وتتحول الصحراء إلى جنة خضراء بأمره، وكذلك حركة الرياح وكيف أنها قد تمرّ كالنسيم العليل وقد تتحوّل إلى إعصارٍ مدمر.
تتجلى قدرة الله تعالى بأن وهب الإنسان عقلًا مفكرًا فاستطاع اختراع الآلات، والاكتشافات المختلفة التي سهلت الحياة على الأرض، وهو وحده من يخلق الأمراض والعلاج ويجعل البحر يحمل السفينة العملاقة لتصل إلى برّ الأمان، كما جعل في الأرض الجبال لتكون رواسيًا تحفظ توازن الأرض.
ومن عظيم خلق الله تعالى خلق النحل الذي يخرج من بطنه عسل رغم أنه مجرد حشرة صغيرة، كما أنّ الله تعالى جعل في الأرض النبات الذي يُنتج الأكسجين ليخلص الأرض من ثاني أكسيد الكربون ويكون منتجًا للغذاء لتكتمل السلسلة الغذائية، فخلق الله تعالى موجودٌ في أكبر الأشياء وفي أصغرها، حتى أنّ تحلل الجثث ومخلفات النباتات والحيوانات من عظيم لطف الله تعالى كي تتخلص الأرض من هذه البقايا.
لو كان في السماوات والأرض إلهٌ غير الله لما كان هذا التناغم والانسجام موجودًا أبدًا، ولحصل اختلاف كثير وخطأ في مسار الحياة، فالله تعالى وحده لا شريك له هو الوحيد الذي تتجلّى قدرته في جميع أمور الكون، ومن يتأمل في الطبيعة من حوله سيرى ويُدرك عظيم خلق الله في كلّ شيء وحتى في ذرات التراب وكيف أنّ النبات ينمو مجاورًا لبعضه بعضًا في نفس التربة ويُسقى بماءٍ واحد لكن طعم الثمر مختلف ونوعه مختلف.
وكذلك الماء الذي يوجد منه الماء العذب المخصص للشرب والماء المالح الموجود في البحار وتعيش فيه الأسماك والكائنات البحرية والماء شديد الملوحة الذي لا تعيش فيه أي كائنات، وهذا الاختلاف أيضًا دليل على قدرة الله تعالى وحكمته من خلق كلّ شيء.
أمّا الحيوانات في الطبيعية فتختلف في حجمها وشكلها وألوانها وفائدتها، منها ما يمشي على رجلين ومنها ما يزحف ومنها ما يطير ومنها ما يمشي على أربعة، ومنها يُؤكل لحمه ومنها ما هو محرّم على الإنسان، وهذا كلّه لحفظ التوازن الذي خلقه الله تعالى في الأرض، فالله لم يخلق شيئًا عبثُا وسخّر كلّ ما في الأرض للإنسان كي يستفيد منه وفي هذا تكريمٌ كبير لبني البشر.
ومن عظيم قدرته أن جعل في الأرض ثرواتٌ طبيعية كي يستفيد منها الإنسان، وجعل بعضها في أعماق البحار أيضا كالذهب والفضة والحديد والنحاس واللؤلؤ والمرجان، وقد منّ الله تعالى على عباده بأن وهبهم عقلًا مفكرًا كي يعرفوا الطريقة الأمثل للاستفادة من هذه الثروات الطبيعية التي خلقها الله بقدرته.
الحديث عن دلائل عظمة الله وإعجازه في خلقه لا يمكن أن ينتهي في بضع كلمات لأنّه حديثٌ عن إبداع الله الخالق المبدع المصوّر، ولو تأمل الإنسان في زهرة أو شجرة لجلس لسنواتٍ كثيرة وهو لم يدرك إلا القليل من جمال الإعجاز الكبير الذي أودعه الله تعالى فيها، وهذا كلّه من كرم الله وعطائه اللامحدود.
الخاتمة: إعجاز الله في كل شيء
إعجاز الله تعالى يظهر في كلّ شيء في الكون بدءًا من حياة الإنسان وطريقته في العيش، ومرورًا بالسماء والأرض وما بينهما من نجومٍ وكواكب وأقمار ومجرّات، وكيف أنّ الله تعالى جعل لكلّ ذرة في هذا الكون مسارًا ثابتًا يمضي بحكمته وقدرته وعلمه كما يعلم البذرة التي تنبت في الأرض ويعلم عدد قطرات المطر وعدد قطرات الماء في البحار، كما يعلم السرّ والجهر، ويظهر إعجاز الله تعالى في الحياة والموت، فهو الوحيد القادر على أن يحيي ويميت ويجعل الشمس تشرق من مشرقها إلى أجلٍ مسمى.