من هي سيدة نساء العالمين
سيدة نساء العالمين
إنّ السيدة مريم -عليها السلام- أفضل نساء العالمين على الإطلاق؛ أي من حواء إلى آخر امرأة في هذه الدنيا، وهذا ما يدلّ عليه ظاهر القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وسبب ذلك ما اختصّت به من نزول الملائكة عليها وتكليمها وتبشيرها من قِبَلهم.
إذاً فمريم -عليها السلام- هي أفضل نساء العالمين، ثمّ السيدة فاطمة، والسيدة خديجة، والسيدة آسية -رضوان الله عليهنّ-، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حُسْبُكَ من نساءِ العالمينَ مَرْيَمُ ابنةُ عِمْرانَ وخديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ وفاطمةُ بنتُ مُحَمَّدٍ وآسِيَةُ امرأةُ فِرْعَوْنَ)، وفي رواية: (سيدةُ نساءِ العالمينَ مريمُ ثم فاطمةُ ثم خديجةُ ثم آسيةُ).
مريم عليها السلام
السيدة مريم -عليها السلام- هي مريم ابنة عمران وأمّ النبي عيسى -عليه السلام-، وممّا يدلّ على خيريّتها وأفضليّتها على نساء العالمين قول الله -عزّ وجلّ-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ).
والاصطفاء يعني الاختيار والاجتباء والتكريم، وهي مأخوذة من الصّفوة، واصطفاؤها على نساء العالمين بمعنى أنّه لا يوجد امرأة تُشاركها هذا الاجتباء، فهي من النساء الكُمّل كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أهمّ أسباب هذه الميزة وهذا الاصطفاء ما يأتي:
- لأنها تربّت في بيت نبيٍّ من الأنبياء، وهو نبيّ الله زكريا -عليه السلام-.
- لأنّ الله -سبحانه- تقبّلها بقبولٍ حسن حينما نذرتها أمّها لخدمة بيت الله.
- لأنّ الله -سبحانه- أنبتها نباتاً حسناً، فكانت من أكمل النساء تربيةً وأخلاقاً.
- لِما تميّزت به من ولادة نبيٍّ من أنبياء الله دون زوج، وعمّ بسببه الخير على أمّته، ولم يُشاركها في هذه الميّزة أي امرأة.
فاطمة رضي الله عنها
فاطمة -رضي الله عنها- هي فاطمة بنت محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّها السيّدة خديجة -رضي الله عنها-، وممّا يدلّ على خيريّتها وفضيلتها على النساء قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها: (أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ؟).
وفي روايةٍ أخرى: (... ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي سَيِّدَةُ نِساءِ أهلِ الجنةِ إِلَّا مريمَ بنتَ عِمْرَانَ فَضَحِكْتُ)، وفي هذا الحديث سارّها وأخبرها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بدنوّ أجله، فبكت رضي الله عنها، ثمّ جبر خاطرها وأخبرها أنّها سيدة نساء أهل الجنة، فضحكت لهذه البشارة.
خديجة رضي الله عنها
هي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وهي سيدة من سيدات أهل الجنّة؛ أي من أفضل النساء وأعلاهنّ نسباً وأصلاً ودرجة في الجنة، ومن أسباب اختصاصها بهذه الميّزة مساندتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعونها له، فقد كانت -رضي الله عنها- أوّل مَن آمن برسالته، ودافعت عنه بنفسها ومالها، وظلّت صابرة مع رسول الله إلى أنْ تُوفّيت.
السيّدة آسية
هي امرأة فرعون ، ذكرها الله -عز وجل- في القرآن الكريم، وكانت خير مثال على المرأة المؤمنة الثابتة، حيث آمنت برسالة موسى -عليه السلام-، وثبتت وضحّت بنفسها من أجل ذلك، قال -سبحانه-: (وَضَرَبَ اللَهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).