طرق الوقاية من فيروس الكبد A
طرق الوقاية من فيروس الكبد A
فيروس الكبد A، أو التهاب الكبد أ، أو فيروس الكبد أ، أو التهاب الكبد الوبائي أ، أو التهاب الكبد الفيروسي أ، أو مرض الوباء الكبدي أ، أو مرض الكبد الوبائيّ أ (بالإنجليزية: Hepatitis A) يمكن الوقاية منه باتباع عدد من النصائح؛ حيث تساهم في منع انتشاره، ومن هذه النصائح ما يأتي:
لقاح فيروس الكبد الوبائي أ
يوفر لقاح فيروس الكبد الوبائي أ (بالإنجليزية: Hepatitis A vaccine) حماية من الإصابة بهذا الفيروس ، حيث يعتبر هذا اللقاح آمنًا وفعّالًا، ويُعطى لقاح فيروس الكبد الوبائي على جرعتين يفصل بينهما 6-12 شهرًا، وتبدأ فعالية هذا اللقاح بعد أسبوع أو أسبوعين من تلقي الجرعة الأولى وتستمر حتى 20 سنة بعد تلقي الجرعة الثانية، ويجب التنويه إلى أنه بعد مرور شهر واحد على إعطاء الجرعة الأولى من لقاح فيروس الكبد الوبائي أ تتكون أجسام مضادة (بالإنجليزية: Antibodies) للفيروس توفر الوقاية لدى ما يُقارب 100% من الأفراد الذين تلقّوا اللقاح، وحتى بعد التعرض للفيروس فإنّ إعطاء جرعة واحدة من اللقاح في غضون أسبوعين بعد التعرض له يؤدي إلى الوقاية من تطور عدوى الفيروس، ومع ذلك، فإنّ الجهات المصنعة لهذا اللقاح توصي بإعطاء جرعتين منه ضماناً لتوفير مدة أطول من الوقاية.
الأشخاص الذين يتوجب عليهم أخذ اللقاح
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: The American Academy of Pediatrics) بأن يأخذ جميع الأطفال مطعوم الكبد الوبائي أ على عمر السنة، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: The Centers for Disease Control and Prevention) التي يرمز لها بـ (CDC) بأن يأخذ الأشخاص الآتية ذكرهم مطعوم الكبد الوبائي أ:
- الأشخاص الذين يسافرون إلى بلدان تنتشر فيها الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة أخذ المطعوم الخاص بالتهاب الكبد الوبائي أ قبل شهر من السفر إلى هذه البلدان، وذلك لأنّ اللقاح يحتاج فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع من أخذه حتى يبدأ مفعوله، وفي حال الرغبة في الحصول على حماية لفترة أطول ضد هذا الفيروس، فإنه يجب أخذ جرعة أخرى بعد 6-12 شهر من أخذ الجرعة الأولى، وفي الحالات التي يرغب فيها الشخص بالسفر إلى الدول التي تنتشر فيها الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ ولكنه لم يأخذ المطعوم قبل شهر من موعد السفر، فيمكنه أن يأخذ حقنة من الغلوبين المناعي الخاص بالتهاب الكبد أ (بالإنجليزية: Hepatitis A immune globulin)، حيث يمكن أن تقي هذه الحقنة من الإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي أ خلال أسبوعين قبل أو بعد التعرض للفيروس المسبب لهذا الالتهاب.
- الرضع الذين يسافرون دولياً، حيث يجب أن يأخذ هؤلاء الأطفال جرعة مبكرة من اللقاح على عمر 6-11 شهر.
- الأطفال على عمر سنة أو الأطفال الأكبر في حال عدم أخذهم للمطعوم سابقاً.
- الأطفال المُشرّدون الذين يبلغون من العمر سنة فأكثر.
- الذين يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- العاملون في المختبرات الطبية الذين يتعاملون بشكل مباشر مع عينات يُحتمل أن تكون ملوثة بفيروس الكبد الوبائي أ.
- الذين يتعاطون أي نوع من أنواع المخدرات ، سواء كان ذلك عن طريق الحقن أو بأي طريقة أخرى، وهنا يجب التحذير من تعاطي المخدرات لما تسببه من أضرار وخيمة على صحة الجسم.
- المصابون باضطرابات عوامل تجلط الدم (بالإنجليزية: Clotting-factor disorders).
- المصابون بأمراض الكبد المزمنة (بالإنجليزية: Chronic liver disease)، ويشمل ذلك الإصابة بمرض التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، أو التهاب الكبد ج (بالإنجليزية: Hepatitis C).
- الذين يرغبون بالحصول على مناعة ضد هذا الفيروس حتى وإن لم تتحقق فيهم أي من الشروط أعلاه.
- مقدمو الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية (بالإنجليزية: Intellectual disabilities).
- الذين يعانون من الإعاقات الذهنية.
- عمال الصرف الصحي.
- الذين لديهم نظام حياة يجعلهم عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- العاملون بالجيش.
- مقدمو الرعاية الطبية، والعاملون في مراكز الرعاية الصحية وفي دور المسنين.
- المرضى الذين يتلقون منتجات الدم لعلاج بعض الأمراض مثل مرض نزف الدم الوراثي (بالإنجليزية: Hemophilia).
- الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، حيث يجب على هؤلاء الأشخاص أخذ مطعوم التهاب الكبد الوبائي أ بالإضافة إلى الغلوبين المناعي الخاص بالتهاب الكبد الوبائي أ بحسب خطر الإصابة بهذا المرض، وذلك لأنه لا تتوفر معلومات كافية عن فعالية المطعوم عند هؤلاء الأشخاص ولأنّ المرض يُسبب أعراضًا شديدة عند هذه الفئة العمرية.
- الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 12 شهرًا فأكثر ممن يعانون من نقص المناعة (بالإنجليزية: Immunocompromised) أو المصابون بأمراض الكبد المزمنة، إذ يجب أن يأخذ هؤلاء الأشخاص مطعوم التهاب الكبد الوبائي أ بالإضافة إلى الغلوبين المناعي الخاص بالتهاب الكبد الوبائي أ، بشرط أن يُعطى كل واحد منهما في جلسة، ويجب التنويه إلى أنه هناك بعض الحالات التي يُعطى فيها الغلوبين المناعي وحده دون المطعوم مثل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا والأشخاص الذين لا يمكنهم أخذ المطعوم كالمصابين بحساسية تجاه هذا المطعوم.
الآثار الجانبية لمطعوم التهاب الكبد الوبائي أ
تمّ إدراج هذا اللقاح في إطار البرامج المنتظمة لمطاعيم الأطفال في عدد من الدول أو في برامج المطاعيم التي تُعطى للمسافرين، وحقيقة يوجد ملايين من الأشخاص الذين حصلوا على مطعوم التهاب الكبد الوبائي أ (المُحضر من الفيروس غير النشط) عن طريق الحقن دون أن تظهر عليهم أي آثار جانبية خطيرة، وهناك بعض الأشخاص الذين قد يعانون من بعض الآثار المؤقتة بعد أخذهم لمطعوم التهاب الكبد الوبائي أ مثل الاحمرار والشعور بالألم والتورم مكان أخذ المطعوم، وعادةً ما تتلاشى هذه الآثار بشكل سريع، ونادراً ما يؤدي أخذ هذا اللقاح إلى حدوث رد فعل تحسسي (بالإنجليزية: Allergic reaction)، ولكن إذا ظهر على الشخص بعد أخذه لهذا اللقاح أي أعراض تشير إلى حدوث رد فعل تحسسي خلال دقائق أو ساعات مثل الأعراض التي تشبه أعراض الإنفلونزا بشكل فجائي، فيجب عليه التوجه إلى الطبيب على الفور، وفيما يأتي بعض الآثار الجانبية الأقل شيوعاً التي قد تحدث بعد أخذ مطعوم التهاب الكبد الوبائي أ:
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم .
- الشعور بالتوعك والمرض.
- الشعور بالتعب .
- صداع الرأس .
- فقدان الشهية .
اتباع الممارسات الصحية السليمة
ينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ عن طريق الاحتكاك المباشر مع الشخص المصاب أو عند تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ببراز شخص مصاب بالعدوى؛ إذ يمكن حدوث ذلك في المناطق التي يقل فيها مستوى النظافة، لذلك فإنّ الحرص على النظافة وتجنب التعامل مع الأجسام الملوثة أو مع سوائل الجسم قد يحمي الأشخاص من الإصابة بأي نوع من أنواع التهاب الكبد، وهناك بعض الممارسات الصحية التي يمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، نذكر منها ما يأتي:
- تجنب شرب مياه الصنبور أو تناول الأطعمة النيئة في المناطق التي تعاني من سوء نظام الصرف الصحي.
- الحرص على طهو الطعام جيداً، حيث إنّ تسخين الطعام على درجة حرارة أعلى من 85 درجة مئوية لمدة دقيقة قد يساعد على قتل الفيروس، ويجب التنويه إلى أنه يمكن للأطعمة المطبوخة أن تساهم في نقل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ إذا كانت درجة الحرارة أثناء تحضير الطعام غير كافية لقتل الفيروس، أو إذا تعرض الطعام للتلوث بعد الطهي.
- استخدام محاليل التعقيم، واليود، والكلور المُخفف، فهذه المواد فعالة في قتل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ.
- الحرص على تعقيم اليدين بشكل متكرر، خاصةً قبل تناول الطعام وإعداده وكذلك بعد استخدام المرحاض وبعد التعامل مع القيء أو البراز، إذ يجب غسل اليدين بالماء والصابون السائل وفرك اليدين لمدة 20 ثانية عالأقل، ثم شطف اليدين جيداً بالماء، ثم تجفيف اليدين بالمناديل الورقية التي تستخدم لمرة واحدة أو بمجفف اليدين، ويجب التنويه إلى أنه يمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على كحول بنسبة 70-80% في حال التواجد في مكان يفتقر لمرافق مخصصة لغسل اليدين أو إذا لم تكن اليدين متسخة بشكل واضح.
- ارتداء القفازات والكمامة عند التخلص من البراز أو القيء، وغسل اليدين مباشرة بعد ذلك.
- الحرص على عدم مشاركة الطعام والشراب مع الآخرين.
- عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة وطلب المشورة الطبية في حال الإصابة بالإسهال أو التقيؤ.
- عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو رياض الأطفال لمدة 7 أيام في حال ظهور اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice) (اصفرار الجلد)، وعدم الذهاب لمدة أسبوعين في حال الإصابة بالعدوى إن لم يُرافقها اليرقان.
- الحفاظ على نظافة أدوات المطبخ.
- الحرص على شراء الأغذية الطارجة من مصادر صحية وآمنة، وتجنب شراء الأطعمة من الباعة المتجولين.
- تناول الأطعمة المطبوخة جيداً.
- الحرص على تنظيف الطعام وغسله جيداً قبل تناوله.
- تجنب شرب الكحول لا سيّما إذا وُجد خطر أو احتمالية للإصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، حيث إنّ شرب الكحول قد يساعد على تسريع عملية تلف الكبد التي قد تحدث بسبب هذه العدوى.
- حفظ الغذاء في درجة حرارة مناسبة.
- اتباع الممارسات الجنسية الآمنة.
- تجنب مشاركة الإبر والحقن مع الآخرين.
- تجنب إعداد الطعام للآخرين إذا كان الشخص يشعر بالمرض، وذلك للتقليل من احتمالية انتشار الفيروس، حيث إنّ الفيروس يبقى حيًّا على اليدين لعدة ساعات، وكذلك يبقى حيًا على الطعام في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ذلك.
- منع الأشخاص المصابين والحاملين للمرض الذين لا تظهر عليهم الأعراض من التعامل مع الأطعمة التي يتناولها الأشخاص غير المصابين، ومن تقديم الرعاية للأطفال وكبار السن وللأشخاص الذين يُعانون من نقص المناعة.
اتباع تعليمات السلامة عند السفر
يُنصح المسافرون إلى الأماكن التي تنتشر بها الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي أ بأخذ الحيطة والحذر عند تناول الطعام أو الشراب، حيث يُعد تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بهذا الفيروس، وللحماية من الإصابة بهذا الفيروس فإنه يُنصح باتباع التعليمات التالية:
- تجنب تناول الطعام من الباعة المتجولين.
- شرب الماء من العبوات الخاصة فقط، واستخدام مياه العبوات في تفريش الأسنان، ويمكن استخدام مياه الصنبور بعد غليها لمدة دقيقة عالأقل.
- تجنب تناول منتجات الألبان، واللحوم والأسماك غير المطهوة جيداً.
- تجنب طلب السلطات والفواكه الطازجة من المطاعم، حيث لا يُعرف فيما إذا كانت هذه الأطعمة قد غُسلت جيداً بماء نظيف قبل تقديمها.
- الحرص على تقشير الخضروات وغسلها باستخدام مياه العبوات.
- الحرص على غسل اليدين جيداً خاصةً بعد استخدام المرحاض، وبعد تغيير حفاظات الأطفال، وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
- أخذ الحيطة والحذر في حال العمل في أحد مراكز الرعاية، أو في أي مكان يتواجد فيه العديد من الأشخاص، خاصةً إذا كانت طبيعة العمل تتطلب التعامُل مع براز أو دم أو لُعاب الشخص المصاب، أو مع أي سائل من سوائل جسمه.
- إضافة اليود إلى الماء أو معالجة الماء بالكلور، فهذا من شأنه أن يساعد على قتل الفيروس.
- تجنب شرب المشروبات غير المعروف مدى نقائها، سواء كانت قطع الثلج مضافة إليها أم لا.
الوقاية من العدوى في حال التعرض لفيروس الكبد A
تجب استشارة الطبيب بشأن أخذ حقنة الغلوبين المناعي الخاص بالتهاب الكبد الوبائي أ في حال التعرض مؤخراً لالتهاب الكبد الوبائي أ ولم يكن هناك تاريخ مرضي للإصابة به سابقاً، أو في حال عدم تلقي سلسلة جرعات التهاب الكبد الوبائي أ سابقاً، حيث يشكل الغلوبين المناعي حماية مؤقتة من الإصابة بهذا المرض، ويجب التنويه إلى أنه من النادر حدوث آثار جانبية عند أخذ الغلوبين المناعي، لذلك فإنه يمكن إعطاؤه للنساء الحوامل والأمهات المرضعات، وعادةً يتم إعطاء الشخص اللقاح الخاص بالتهاب الكبد أ في نفس الوقت الذي يتلقى فيه حقنة الغلوبين المناعي في مثل هذه الحالات، وفيما يأتي توضيح لأهم الأسباب التي تؤدي إلى إعطاء هذه الحقنة:
- العيش مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- ممارسة العلاقة الزوجية مؤخراً مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- أخذ أدوية غير مشروعة قانونيًا مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي أ، سواء كان ذلك طريق الحقن أو بأي طريقة أخرى.
- الاتصال المباشر لفترة زمنية مع شخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- تناول الطعام في مطعم كان قد أُصيب العاملين فيه بالتهاب الكبد الوبائي أ، أو كانت الأطعمة المقدمة فيه ملوثة بهذه العدوى.