من هو الشريف الرضي؟
التعريف بالشريف الرضي
الشريف الرضيّ هو إمام من أئمّة الأدب والحديث، وشاعر عراقي، وهو السيّد أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم -عليه السلام-، وأمّه السيدة فاطمة بنت الحسين بن أبي محمد الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب -عليه السلام-.
وُلد السيد الشريف الرضي عام 359 هجريًا في مدينة بغداد، وتربّى تربية إيمانية ونشأ على محبة أهل البيت -عليهم السلام-، كان له شقيق واحد وهو السيّد المرتضى -رحمه الله-، وشقيقتان هما: زينب وخديجة، وله ابن واحد وهو أبو أحمد عدنان الملقب بالظاهر ذي المناقب، لُقّب الشريف الرضي بألقاب عديدة فلقَّبه بهاء الدولة بالشريف الأجَّل وبذي المنقبتين، وبالرضي ذي الحسبين.
نشأة الشريف الرضي التعليمية
تربّى الشريف الرضي تربية إيمانية، وتعلّم العلوم العربية، والبلاغة، والأدب، والفقه، والكلام، والتفسير، والحديث، على يد علماء بغداد المشهورين، كتبَ الشّعر في سنّ الطفولة قبل أن يبلغَ العشر سنوات، فكتب في جميع فنون الشعر العربي، وقُسِّم شعره إلى أقسام، مثل: الحجازيات، والرثائيات، والفخريات، والشيعيات، وأجاد في جميع أغراض الشعر، وامتاز شعره بالبلاغة، والبداوة، والبراعة، وعذوبة الألفاظ، فكان شعرُه صافيًا وجميلًا، ولم يستخدم الألفاظ النابية أو الهجاء المُقذع.
تولّى الشريف الرضي مناصب عديدة؛ إذ تولّى منصب نقابة الطالبيين، وإمارة الحاج في النظر في المظالم عام 308 هجريًا في عهد الطائع، وهو ابن إحدى وعشرون عامًا، ثم كُلِّف بولاية أمور الطالبيين في جميع البلاد في عام 403 هجريًا، فدُعِي نقيب النقباء، وفي عهد القادر تولّى إمارة الحاج على الحرمين.
أعمال الشريف الرضي
كتب الشريف الرضي العديد من الكتب والمؤلفات الشعرية، وكان أبرز مؤلفاته كتاب نهج البلاغة، الذي جمعَ فيه الخطب والحكم القصار، ومن مؤلفاته المشهورة ما يأتي:
- تلخيص البيان عن مجازات القرآن.
- المجازات النبوية.
- معاني القرآن.
- خصائص الأئمّة.
- تعليق خلاف الفقهاء.
- تعليقاته على كتاب الإيضاح لأبي علي الفارسي.
- حقائق التأويل.
- الحسن من شعر الحسين.
- الزيادات في شعر ابن الحجّاج.
- الزيادات في شعر أبو تمّام.
- انشراح الصدر في مختارات من الشعر.
- مختار أشعار أبي إسحاق الصابي.
- كتاب الرسائل الشعرية التي دارت بينه وبين أبي إسحاق الصابي.
- كتاب الأمثال وهو كتاب فيه مختارات شعرية لعدّة شعراء من امرئ القيس إلى المتنبي في مواضيع شتى.
- أخبار قضاة بغداد.
- الرسائل، وهي مجموعة مختلفة المواضيع والمناسبات.
- كتاب رسائله المنثورة المسجوعة.
- سيرة والده، وهو الشريف الطاهر أبي أحمد الحسين.
- ديوان شعر.
أساتذة الشريف الرضي
تعلّم الشريف الرضي على أيدي عدد من الأساتذة والمشايخ العظماء المتمرسين في اللغة، والأدب، والعلم، وهم:
- أبو سعيد الحسن المرزبان النحويّ المعروف بالقاضي السيرافيِّ: من كبار أئمة النحو والأدب، اشتغل بالقضاء ببغداد وكان معروفًا بأمانته.
- أبو إسحاق الطبريّ: فقيه وأديب وعالم، كان شيخ الشيوخ، قرأ عليه القرآن وهو شابّ حدث.
- الشيخ الأكبر أبو عبدالله محمّد المفيد: كان شيخ المشايخ، وشيخ الطائفة، ورئيس رؤساء الملة، قرأ عليه هو وأخوه المرتضى علم الهدى.
- أبو محمّد هارون التلعكبريّ: فقيه ثقة من المشايخ.
- أبو عليّ الحسن الفارسيّ النحويّ: كان إمام وقته في علم النحو.
- أبو يحيى عبد الرحيم المعروف بابن نباتة: من كبار خطباء الشيعة.
- أبو الفتح عثمان الموصليّ: من أصدق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف وعلمه، قرأ عليه النحو.
- أبو الحسن الشيرازي: إمام في النحو واللغة، وأديب ممتاز، عالم بالأدب وفقيه في العروض والشعر.
- عبد الجبّار بن أحمد الشافعيّ: كان أديبًا ومن كبار قضاة بغداد.
- أبو حفص عمر الكناني: محدث عالم ثقة يروي عنه الحديث.
- أبو القاسم بن داود بن الجرّاح: محدِّث صدوق ولغوي ثقة.
- أبو محمّد عبد الله الأكفاني: عالِم فاضل وقاضي ورِع، ذو علم، ومعرفة، وفضيلة، وأدب.
- أبو بكر الخوارزميّ: عالم بالفقه والسنة والحديث، قرأ عليه الفقه.
- أبو عبد الله المرزبانيّ: راوٍ للأدب وصدوق في الحديث.
تلامذة الشريف الرضي
روى عن الشريف الرضي العديد من التلامذة الذين تعلموا على يديه، ومنهم:
- الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي.
- الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي.
- الشيخ أبو عبد الله محمّد بن علي الحلواني.
- القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة.
- السيّد أبو زيد عبد الله بن علي كيباكي.
- أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي.
- أبو منصور محمّد بن أبي نصر محمّد العكبري.
- القاضي السيّد أبو الحسن علي بن بندار بن محمّد الهاشمي.
- الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى النيسابوري.
- أبو الحسن مِهيار بن مرزويه الديلمي .
أقوال العلماء في الشريف الرضي
من أقوال بعض العلماء عن الإمام الشريف الرضي ما يأتي:
- قال ابن أبي الحديد: "وحفظ الرضي القرآن بعد أن تجاوز الثلاثين سنة في مدة يسيرة، وعَرف من الفقه والفرائض طرفًا قويًّا، كان عالمًا أديبًا وشاعرًا".
- قال الأمين العاملي: "كان الرضي أديبًا بارعًا متميّزًا، فقيهًا متبحرًا، ومتكلّمًا حاذقًا ومُفسّراً".
- قال التستري: قال صاحب تاريخ مصر والقاهرة: "الشريف أبو الحسن الرضي الموسوي، كان عالمًا عارفًا باللغة الفرائض والفقه والنحو، وكان شاعرًا فصيحًا عالمًا عالي الهمة".
وفاة الشريف الرضي
تُوفي الشريف الرضي في بغداد عام 406 هجريًا، وهو ما زال شابًّا في عمر الثامنة والأربعين، ودُفن في بيته في الكرخ في بغداد، وقال كثير من المؤلفين إنّه تمّ نقل جثمانه إلى كربلاء ودُفن عند والده أبي أحمد الحسين بن موسى، وقيل إنّ قبرَه في العصور الوسطى كان يُعرف بالحائرالمقدس، رثاه كثير من الأدباء والشعراء وحضر الملك، والوزراء، والأعيان، والأشراف، والقضاة، عند وفاته، لم يشهد جنازته أخوه الشريف المرتضى، لأنّه لم يستطع النظر إلى تابوته.