كيفية صلاة الاستسقاء
كيفية أداء صلاة الاستسقاء
اتفق أهل العلم غير أبي حنيفة على أنّ صلاة الاستسقاء تؤدّى ركعتين بجماعة، ومن غير أذانٍ ولا إقامة، وتكون في مصلى البلد، وتؤدّى خارج أوقات الكراهة، وتعدّدت آراء الفقهاء في صفة أدائها، وبيان ذلك فيما يأتي:
- قول الجمهور
قال الشافعية والحنابلة وفي قولٍ لمحمد من الحنفية إنّها كصلاة العيد ، يكبّر فيها الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى، ثم يُكبّر خمس تكبيرات في الركعة الثانية، مستدلين بحديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، حيث قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- متواضعًا متبذلًا متخشعًا مترسلًا متضرعًا، فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، ولم يخطب خطبكم هذه).
- قول المالكية
وهو القول الثاني أيضاً لمحمد صاحب أبي حنيفة، حيث قال إنّ صلاة الاستسقاء تصلّى ركعتين كما تُصلّى ركعتا النافلة والتطوّع، واستدلوا بحديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه-، حيث قال: (إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استسقى فصلَّى ركعتينِ).
وقد اتفق العلماء على أنّها تؤدّى جهريةً كسائر الصلوات التي يجتمع فيها الناس لسماع الخطبة، وللإمام أن يقرأ فيها ما شاء من آيات القرآن وسوره، والأفضل أن يقرأ فيها بسورتي "الأعلى والغاشية"، كما يفعل في صلاة العيد.
وللإمام كذلك أن يقرأ فيها بسورتيّ "ق ونوح"، أو "الأعلى والشمس"، ولا تَفسد صلاةُ الاستسقاء بترك التكبيرات، أو الإنقاص منها، أو الزيادة عليها، ولو ترك الإمام بعض التكبيرات فلا يسجد لها سجود السهو.
خطبة صلاة الاستسقاء
ذكر العلماء حول خطبة صلاة الاستسقاء آراء، وبيان ذلك فيما يأتي:
- استدل الفقهاء على طلب الخطبة وكونها بعد الصلاة، بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (خرج نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا يستسقي، فصلى بنا ركعتين بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبَنا، ودعا الله عز وجل، وحوَّل وجهه نحو القبلة رافعًا يديه، ثم قلَب رداءَه، فجعل الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن).
- يوصي الخطيب النّاس بالتوبةِ والإنابةِ والتقربِ إلى الله بالطّاعات
كالصيامِ، وكثرة الاستغفار، وردِّ المظالم، وأداء زكاة الله في أموالهم، لحديث عبد الله بن عمر عن رسول الله قال فيه: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا).
- ذهب المالكية والشافعية ومحمد بن الحسن من الحنفية إلى أن الخطبة تكون بعد الصلاة كالخطبتين بعد صلاة العيد، لحديث ابن عباس: (خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متخشعًا متذللًا، فصنع فيه كما يصنع في الفطر والأضحى)،
- الاستغفار في خطبة الاستسقاء، يستحب الاستغفار في خطبة الاستسقاء بدل التكبير؛ لأنّه مفتاح الغيث من السماء؛ لقوله تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم دْرَارًا). وللعلماء في ذلك أقوال:
- الحنابلة والحنفية: قالوا إنّ الخطيب يفتتح الخطبة بالتكبير تسعًا كخطبة العيد، ويكثر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنّها وسيلة الإجابة، لقول عمر رضي الله عنه: "الدعاء موقوف بين السماء والأرض، لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك".
- المالكية: قالوا لا حدّ للاستغفار في الخطبتين.
- الشافعية: قالوا يستغفر الخطيب في الخطبة الأولى تسعًا، وفي الثانية سبع مرات.
صيغ الدعاء المأثورة في صلاة الاستسقاء
اتّفق أهل العلم على تقديم المأثور من الدعاء على ما سواه من الأدعية الأخرى، وممّا جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يأتي:
- (اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا).
- (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر).
- (اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً نافعاً غير ضار، عاجلاً، غير آجل).
- (اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً، مريئاً مريعاً، غدقاً مجللاً، عاماً طبقاً، سحاً دائماً، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء والجهد والفتك ما لا يشكو إلا إليك).
- (اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك، إنك كنت غفارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا).
تعريف الاستسقاء
يُعرّف الاستسقاء لغة واصطلاحاً بما يأتي:
- الاستسقاء لغة
استفعال من الفعل سقى بزيادة الألف والسين والتاء في أوله؛ لتفيد طلب السقيا من الله أو من الناس، وطلب السقيا من الله -تعالى- أي: إنزال الغيث على البلاد والعباد. يقال: سقى الله عباده الغيث وأسقاهم.
- الاستسقاء في الشرع
هو طلب المسلم من الله سبحانه إنزال المطر فى حال انحباسه لوقتٍ طويل؛ لحاجة المخلوقات للماء من البشر والشجر والدواب، ويُستعمل اللفظ مضافًا إلى الألفاظ الآتية: خطبتا الاستسقاء؛ لطلب المطر، ودعاء الاستسقاء: ويكون بالتضرّع إلى الله تعالى لينزل المطر، وصلاة الاستسقاء: وهي صلاة لله -تعالى- بالهيئة المذكورة لينزل المطر.