كيف تكون عملية طفل الانابيب
كيفية إجراء عملية طفل الأنابيب
تتم عمليَّة طفل الأنبوب أو عمليَّة الإخصاب في المختبر (بالإنجليزية: In vitro fertilization) واختصاراً IVF على عدَّة خطوات متتابعة ومتناسقة تبدأ بتحفيز الإباضة لدى المرأة، ثم استخراج البويضات من المرأة والحيوانات المنويَّة من الرجل، ثم يتم تلقيح البويضات بالحيوانات المنويَّة وإعادة غرسها في الرحم، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه العمليَّة قد تحتاج للتكرار عدَّة مرَّات للنجاح في بعض الحالات، وتحتاج كلُّ عمليَّة منها إلى مدَّة تتراوح بين 2-3 أسابيع.
تحفيز التبويض
تبدأ عمليَّة طفل الأنبوب والتحضير لها منذ اليوم الأوَّل لدورة الحيض لدى المرأة الراغبة بإجراء العمليَّة، ويتم تحديد هذا اليوم بدقَّة بمساعدة الطبيب المعالج، إذ يتم في هذا اليوم البدء باستخدام الدواء الموصوف من قِبل الطبيب لتحفيز عمليَّة الإباضة لتسهيل استخراج البويضات من المبيض، إذ يتم إنتاج بويضة واحدة بشكلٍ طبيعي في كلِّ دورة حيض من أحد المبيضين، أما في هذه الحالة فيساهم الدواء الموصوف لمدَّة تتراوح عادةً بين 8 إلى 14 يوماً في تشجيع المبايض على إنتاج المزيد من البويضات، ويختلف نوع الدواء الموصوف ومدَّة العلاج بناءً على حالة المرأة الصحيَّة، وبعض العوامل الأخرى مثل الخطَّة العلاجيَّة المتَّبعة، وغالباً ما تتوفَّر هذه الأدوية على شكل حُقن يتم استخدامها من قِبل المرأة أو بمساعدة أحد الأشخاص المقرَّبين أو أحد مقدِّمي الرعاية الصحيَّة، وتتم متابعة عمليَّة الإباضة لدى المرأة بشكلٍ مستمرٍّ خلال هذه المدَّة من خلال تحليل الدم ، والتصوير بالموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasound)، وتجدر الإشارة إلى إمكانيَّة وصف الطبيب لعدَّة أدوية مختلفة خلال هذه المرحلة، ومنها ما يأتي:
- أدوية لتحفيز المبايض وعمليَّة الإباضة.
- أدوية لمنع الإباضة المبكِّرة.
- أدوية لتحفيز نموِّ البويضات.
- أدوية لتحضير بطانة الرحم وتهيئتها لاستقبال البويضة الملقَّحة.
استخراج البويضات
بعد استخدام الحقنة المحفِّزة لإنتاج البويضات بما يقارب 36 ساعة، وقبل أن يتم إفراز البويضات من المبيض يتم إجراء عمليَّة لاستخراج هذه البويضات من المبايض ، إذ تُدخل إبرة خاصَّة موجَّهة بالموجات فوق الصوتيَّة عبر المهبل وصولاً إلى المبايض لاستخراج البويضات في ما يُعرَف بتخطيط الصدى المهبلي (بالإنجليزية: Trans-vaginal ultrasonography)، كما يتم تتبُّع السائل الجريبي (بالإنجليزية: Follicular fluid) للكشف عن أماكن تواجد البويضات الناضجة في المبايض، ثم تُستخرج هذه البويضات، ويجب ألا تشعر المرأة بأيِّ ألم أو إزعاج أثناء العمليَّة، وذلك بسبب إجرائها تحت التخدير الذي يتم عن طريق الوريد بمتابعة طبيب التخدير، ومن الجدير بالذكر أنَّ الحيوانات المنويَّة للرجل يتم جمعها في نفس اليوم الذي تُستخرج البويضات فيه.
الإخصاب في المختبر وزراعة الأجنة
بعد الحصول على البويضات والحيوانات المنويَّة للزوجين تُجمع الحيوانات المنويَّة والبويضات في طبق خاصٍّ للزراعة وتترك لمدَّة يوم كامل لتتم عمليَّة الإخصاب ، وتُستخدم في هذه العمليَّة الحيوانات المنويَّة السليمة والمفصولة عن السائل المنوي فقط، كما تتم عمليَّة التخصيب ضمن بيئة مشابهة تماماً للبيئة الطبيعيَّة للبويضات في قناة فالوب، وفي حال كان عدد الحيونات المنويَّة للرجل قليلاً فقد يتم اتباع طريقة حقن الحيوانات المنويَّة بالبويضة (بالإنجليزية: Intracytoplasmic sperm injection) واختصاراً ICSI، إذ يتم حقن الحيوان المنوي بالبويضة بشكلٍ مباشر.
نقل الأجنة
بعد تخصيب البويضات تبدأ مراقبتها وسلامة نموِّها داخل المختبر، وفي اليوم الخامس بعد التخصيب يتم اختيار البويضات السليمة لزراعتها في الرحم، أما بالنسبة لعدد البويضات الملقَّحة التي تُزرع فيعتمد على عدد من العوامل المختلفة مثل عُمر البويضات وتطوُّرها وسلامتها، كما يحاول الطبيب في العادة رفع فرصة الحمل قدر الإمكان من خلال زيادة عدد الأجنَّة المزروعة في الرحم، مع مراعاة الحدِّ من فرصة الحمل بعدَّة أجنَّة في حمل واحد، ولزراعة الأجنَّة داخل الرحم يتم استخدام قسطرة صغيرة مخصَّصة لإيصال الأجنَّة، مع مراقبة العمليَّة وتوجيهها بالموجات فوق الصوتيَّة، وبعد انتهاء هذه العمليَّة بما يقارب 10 أيام يتم إجراء تحليل للدم للكشف عن حدوث الحمل من عدمه.
تقنيات حديثة لأطفال الأنابيب
تم تطوير عدد من التقنيَّات الحديثة لزيادة فرصة نجاح عمليَّة طفل الأنبوب خلال السنوات الأخيرة السابقة، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التقنيَّات:
التفقيس المساعد
قد يُعزى فشل عمليَّة طفل الأنبوب في بعض الحالات إلى عدم قدرة الأجنَّة على اختراق الطبقة المحيطة بالبويضة الملقَّحة والمعروفة بالمنطقة الشفافة (بالإنجليزية: Zona pellucida)؛ وهي عبارة عن غلاف هلامي يحيط بالبويضة، وعدم قدرتها على الانغراس في بطانة الرحم، لذلك قد يتم اتباع تقنيَّة التفقيس المساعد (بالإنجليزية: Assisted hatching) في المختبر باستخدام أشعَّة ليزريَّة خاصَّة لإحداث ثقب في جدار البويضة لتسهيل خروج الجنين منها وانغراسه في الرحم.
حقن الحيوانات المنوية بالبويضة
كما ذُكر سابقاً فقد يتم اتباع طريقة حقن الحيوانات المنويَّة بالبويضة في حال كان عدد الحيوانات المنويَّة للرجل قليلاً، أو في حال ضعف الحيوانات المنويَّة وعدم قدرتها على الالتصاق على جدار البويضة، أو ضعف حركة الحيوانات المنويَّة.
تشخيص وراثي سابق للانغراس
قد يتم إجراء ما يُعرَف بالتشخيص الوراثي السابق للانغراس (بالإنجليزية: Preimplantation Genetic Screening) واختصاراً PGD أو PIGD، للفصل بين الأجنَّة السليمة جينيّاً والأجنَّة التي قد تمتلك بعض الاضطرابات والمشكلات الوراثيَّة ، كما يمكن في هذه الحالة اختيار جنس الجنين من خلال التحليل الوراثي الذي يتم إجراؤه للأجنَّة قبل الانغراس، أما في حال عدم إجراء التشخيص الوراثي السابق للانغراس فيتم تحديد البويضات الملقَّحة التي سوف يتم غرسها بناءً على التقييم البصري لشكل الأجنَّة وسلامة هيكلها وبنيتها، وقد ساعدت هذه التقنيَّة بشكلٍ كبير على زيادة معدَّل نجاح عمليَّة طفل الأنابيب وإنجاب طفل سليم.
نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب
يتم في تقنيَّة نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب (بالإنجليزية: Gamete intrafallopian transfer) واختصاراً GIFT، الجمع بين الحيوانات المنويَّة والبويضات المستخرجة داخل قناة فالوب من خلال إجراء عمليَّة تنظير، ويتم إجراء هذه العمليَّة تحت التخدير العام .
نقل البويضة الملقحة إلى قناة فالوب
قد يتم اتباع طريقة نقل البويضة الملقَّحة إلى قناة فالوب (بالإنجليزية: Zygote intrafallopian transfer) واختصاراً ZIFT، وهي عبارة عن تقنيَّة تجمع بين نقل الجاميتات عبر أنبوب فالوب وعمليَّة طفل الأنبوب، إذ يتم حقن البويضات الملقَّحة داخل قناة فالوب عوضاً عن حقنها في الرحم.
أسئلة شائعة عن عملية أطفال الأنابيب
ما هي طرق تحسين جودة البويضات؟
يُنصح باتباع نمط حياة صحِّي لتحسين جودة البويضات لدى المرأة، وتجنُّب تناول الطعام المعالج، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتوازن، كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام، مع الإشارة إلى ضرورة تجنُّب ممارسة التمارين الرياضيَّة الشاقَّة بعد البدء بإجراءات عمليَّة طفل الأنبوب، لما قد يكون للأدوية المستخدمة من تأثير في زيادة حجم المبايض، وارتفاع خطر التواء المبيض في حال ممارسة التمارين الشاقَّة.
ماذا يحدث في حال فشل التبويض؟
قد لا تستجيب المبايض في بعض الحالات للأدوية المستخدمة، وبالتالي لا تنمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات فيها، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى زيادة جرعة الأدوية المستخدمة، أو إعادة الدورة العلاجيَّة مرَّة أخرى في حال عدم الاستجابة أيضاً.