من أين يصنع الورق
مصدر الورق
تعتمد عنلية صنع الورق على أخشاب الأشجار، الذي يتكون من لبّ الخشب، والحشو، والماء، بالإضافة إلى المواد الكيميائية، حيث يتمّ خلط هذه المواد مع بعضها البعض وفقاً لطريقة مختلفة لكل نوع من أنواع الأوراق، لتضمن إنتاج الورق بالخصائص المرغوبة، كما يتكوّن اللب من ألياف السليلوز التي تأتي عادةً من اللب الخشبي الذي يأتي من أخشاب الأشجار، ومن أكثر أنواع الخشب شيوعاً لاستخراج اللب هي: أشجار الحور الرجراج، وشجرة الكينا، والتامول، والصنوبر، والتنوب، ويتمّ استخدام أنواع مختلفة من الخشب، وذلك لأنّ خصائص ألياف كلّ نوع تختلف عن الأخرى، فمثلاً تنتج ألياف الخشب الصلب أوراقاً أقصر وغير شفافة، في حين أنّ الألياف من أشجار الخشب اللّين تنتج أوراقاً أطول وأقوى.
أمّا الحشو فتتمثل مهمته في سدّ الثغرات الموجودة في شبكة الألياف المعقدة، حيث تكون الورقة التي تحتوي على الحشو أخف وزناً، كما أنّها تتميّز بتشكيل أفضل، وشفافيّة أكبر، وسطح أكثر سلاسة، ومرونة، ممّا يضيف لها خصائص أفضل للطباعة والكتابة بالحبر، وتعتبر المواد الكيميائية ضرورية للورق، وذلك لضمان امتلاك المنتج النهائي بخصائص المرغوبة، كقوّة إضافية، ومقاومة أفضل للماء، ولون مناسب، ويحتوي الورق أيضاً على بعض الرطوبة على شكل ماء، والتي تتراوح عادةً ما بين 3.5 و 6.5 %، ويعتمد مستوى الرطوبة على عملية التطبيق والطباعة التي سيُستخدم فيها الورق.
مراحل صنع الورق
صنع اللّب
تُقطّع الأخشاب أولاً في براميل لإزالة اللحاء، ثمّ تُرسل إلى المطاحن التي تكسر الخشب وتحوّله إلى لب، وذلك عن طريق الضغط عليه بين ألواح دوّارة ضخمة، ثمّ يتمّ تصفية اللب لإزالة الأجسام الغريبة منه، وتُطبخ رقائق الخشب الماخوذة من جذوع الأشجار الخالية من اللحاء في محلول كيميائي، وذلك في أحواض ضخمة تسمى المراجل، ثمّ تُغلى تلك الرقاقات عند ضغط عالٍ في محلول هيدروكسيد الصوديوم، وكبريتيد الصوديوم، فتذوب رقائق الخشب لتُشكّل اللب الذي يتمّ ارساله خلال الفلاتر، ويمكن إضافة التبييض، أو التلوين في هذه المرحلة، ثمّ يتمّ إرسال اللب إلى مصنع الورق.
الطَرْق
يمرّ اللّب بعد ذلك من خلال عملية سحق وضغط تُسمّى بالطرق، حيث يتعرّض داخل حوض كبير لتأثير آلة الطرق، ويمكن في هذه المرحلة إضافة مواد حشو مختلفة، كالطباشير، أو الطين، أو المواد الكيميائية مثل أكسيد التيتانيوم إلى اللب، حيث ستؤثر هذه الإضافات على خاصية التعتيم، وغيرها من الصفات النهائية للمنتج، كما يُضاف الغراء في هذه المرحلة، فيؤثر على طريقة تفاعل الورق مع الأحبار المختلفة، كي لا يكون الورق ممتصّاً للغاية في معظم الاستخدامات، حيث يجعل الغراء الورق مثل مسحوق النشاء، أي مقاوماً للحبر المائي.
تحويل اللّب إلى ورق
يتمّ نقل اللب إلى آلات ضخمة مثل (Fourdrinier Machine)، التي تمّ اختراعها في إنجلترا في عام 1807م على حزام متحرك، حيث يساعد على غربلة اللب الذي تمّ ضغطه خلال سلسلة من البكرات، بينما تساعد أجهزة الشّفط الموجودة أسفل الحزام على شفط الماء من اللّب، أمّا إذا كان سيُطبع على الورق علامة مائية، فإنّه يتحرّك حينها جهاز يُسمى داندي (بالإجليزيّة: dandy) عبر ورقة اللّب، ويُطبع التصميم عليها، ثمّ تنتقل إلى قسم الطباعة في الآلة، حيث يتمّ ضغطها بين بكرات لباد صوفي، وبعدها تمرّ الورقة فوق سلسلة من الأسطوانات المسخّنة بالبخار لإزالة الماء المتبقي منها.
مرحلة الانتهاء
يتم لفّ الورق المجفّف حول بكَرات كبيرة، ويُعالج مرةً أخرى اعتمادًا على الهدف من استخدامه، ثمّ يُصقل الورق ويُضغط أكثر، وذلك عن طريق تمريره خلال بكرات معدنيّة تسمى المُقوّمات (بالإنجليزية: calendars)، التي تضيف اللمسات الأخيرة على الورق، مثل: النعومة، أو الصلابة، أو اللمعان ، ويتمّ الانتهاء من العملية عن طريق تمريره خلال برميل من المواد اللاصقة، مع إضافة مواد كيميائية للطلاء أو صبغات لسطح الورقة، التي بدورها تحسّن من الحشوات واللاصق الناتج من العمليات السابقة.
صناعة الورق
صناعة الورق هي عمليّة صنع أوراق ملبدّة، وعادةً ما تكون من ألياف السليلوز، وذلك من خلال إزالة الماء بتمرير اللب فوق غربال من الأسلاك، حيث يعتبر الورق المادّة الأساسية المُستخدمة للتواصل الكتابي، ونشر المعلومات، ويوفّر الورق العادي والورق المقوّى المواد اللازمة لمئات الاستخدامات الأخرى، مثل: التغليف، والتعبئة، والتجفيف، والعزل، والتصوير الفوتوغرافي.