مكونات الحجر الأسود
مكونات الحجر الأسود
يتكوّن الحجر الأسود من ثماني قطعٍ صغيرةٍ الحجم، ولكن ليست جميع القطع في الحجم ذاته، وإنّما أكبرهم كحجم التمرة، وهذا بالنّسبة للقطع التي خرجت عن الكعبة ، وأمّا بالنّسبة للقطع التي داخل الكعبة فعددها خمس عشرة قطعةً، وتتكوّن القطع من خليطٍ من المعجون الذي يراه الطائف حول الكعبة، وهو خليطٌ من العنبر والمسك والشمع.
ويُعرّف الحجر الأسود بأنّه حجرٌ من أحجار الجنّة، وهو صخرةٌ على صورة حجرٍ كبيرٍ بيضويّ الشّكل، ويميل لونه إلى الأسود، ومن الجدير بالذّكر أنّ الله -تبارك وتعالى- أنزله من الجنّة ذا لون أبيضٍ، ولكن بسبب كثرة المعاصي والذّنوب التي اقترفها البشر تحوّل لونه إلى الأسود، ودليل ذلك من السنّة النّبوية الشريفة، قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ).
قصة وضع الحجر الأسود
أشعلت امرأةٌ حريقًا في طرف الكعبة، وكان ذلك في أيّام الجاهليّة، وأحدثت حروقًا أدّت إلى هدم القليل من الكعبة بعدما جاء سيلٌ فهدم جزءًا لا بأس به، فقرّرت حينها قريشٌ إعادة بناء وتأهيل الكعبة المشرّفة، وكان ذلك قبل الهجرة النّبوية في السنة الثامنة عشر، وقد كانت قريشًا شديدة الحرص على إعادة بناء الكعبة من المال الحلال الطيّب الذي اكتسبه النّاس، حيث صرّحت بعدم إعادة بناء الكعبة من المال القائم على الباطل؛ كالرّبا.
شارك في هذا البناء الرّسول -صلى الله عليه وسلم- فتعاونوا على وضع الحجر فوق بعضه من أجل إعادة الكعبة كالسّابق، وكان ذلك قبل بعثته -عليه السلام- بخمسة أعوام، واستمرّوا في البناء إلى أن وصلوا الحجر الأسود، فنشب النّزاع بينهم من أجل اليد التي ستمسك هذا الحجر وتضعه في مكانه، واستمرّ النّزاع إلى أن وصلوا إلى حلٍّ، وهو: أنّ الذي سيضع الحجر هو أوّل شخصٍ يدخل من باب بني شيبة والمعروف في الوقت الحالي بباب السلام، وأول من دخل من هذا الباب هو محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، فجعلوا الأمر له؛ فأحضر ثوبًا وجعل الحجر فيه، وأمر كافّة القبائل بلمس هذا القماش من كلّ طرفٍ، ممّا يعني أنّ كافّة القبائل نالت شرف وضع الحجر الأسود في مكانه دون حصول نزاعٍ.
مواصفات الحجر الأسود
فيما يأتي بيانٌ لأهم مواصفات الحجر الأسود:
- إنّ مكان الحجر الأسود بالنّسبة للكعبة المشرفة هو الناحية الجنوبيّة الشرقيّة، وهو من مكونات الكعبة الرئيسة ، حيث لم يظهر سوى رأسه.
- وُصف بأنّه ياقوتٌ من الجنّة كما صرّح بذلك الرّسول -عليه السلام- حيث قال: (الرُّكنُ والمقامُ ياقوتتانِ مِن يواقيتِ الجنَّةِ ولولا أنَّ اللهَ طمَس على نورِهما لأضاءتا ما بينَ المشرقِ والمغربِ).
- وُصف بأنّ يمينه في الأرض، ويصافح كافّة الناس، ودليل ذلك قول الرّسول -عليه السلام-: (إنَّ هذا الرُّكنَ يمينُ اللهِ عزَّ وجلَّ في الأرضِ يصافحُ به عبادَه مصافحةَ الرَّجلِ أخاه).