مقدمة قصيرة عن التسامح
مقدمة عن تعريف التسامح
قال الله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم.
التسامح لغة: وهو من المُسامحة والمُساهلة، فالتسامح هو التساهُل.
التسامح اصطلاحًا: العفو ، والصفح، والإحسان، و هو عكس التطرف، والغلو، والتعصب.
زيّن الله قلب الإنسان بصفاتٍ جميلةٍ أودعها فينا ليكمّل الإنسان أخيه الإنسان، ولتستمر الحياة بحبٍ وودٍّ وتسامحٍ، و من تلك الصفات النبيلة التي وضعها الله في القلوب صفة "التسامح ".
حيث يحمل التسامح بين طيّاته الكثير من القدرة والقوة الكبيرة للتغاضي عن المشاكل واقتراف السوء من قِبل الأشخاص الآخرين ومحاولة رؤية مزايا الآخرين، و يحمل طاقة أكبر للوصول إلى تسامحٍ يجعل القلب يمحي العداوة، والبغضاء، والكراهية.
مقدمة عن أهمية التسامح
يدفعنا التسامح إلى التخلي عن إيذاء الطرف الآخر و نسيان الماضي المُؤلم بإرادتنا، ويجعل الإنسان طيبًا لينًا ودودًا، والتسامح من أهم المبادئ الإنسانية وبه تستطيع ان تتعلم أن البشر خطّاؤون بالفطرة.
والتسامح أحد المفاهيم التي دعا إليه كافة الرسل والأديان السماوية كمفهومٍ أخلاقيٍّ؛ لما له من فضائل تعود على الفرد و المجتمع و الكيان الإنساني بشكلٍ كاملٍ، وقد ضرب لنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة على التسامح مع الآخر أثناء حكمه للمدينة المنورة.
يُعدّ التسامح الركيزة الأساسية لحقوق الإنسان، والديموقراطية، والعدل، والحريات الإنسانية العامة، ولا يكون التسامح اتجاه أخطاء الآخرين فحسب، بل يكون أيضاً من أجل أنفسنا ومن أجل التخلّص من الأخطاء التي اقترفناها.
ويساعد التسامح على التخلُّص من الإحساس بالذنب الذي نحمله في داخلنا، فنستطيع من خلال التسامح أن نُقلّل من الصراعات والخلافات التي تعترك بداخلنا، فالتسامح يكون في مُسامحة أنفسنا أولًا.
مقدمة عن فوائد التسامح
للتسامح فضائل كثيرة، ومنها:
- الحد من انتشار الكراهيّة والشر بين المسلمين.
- نشر المودة والتآخي بين المسلمين.
- إزالة الحقد و الكراهية من قلوب المُتسامحين، فالتسامُح هو سبب في أن يعُمّ الخير والبركة بين المسلمين.
- سبب في نيل رضا الله ومغفرته وعفوه.
- الشعور بالراحة النفسية والسكينة وشرف النفس.
- توثيق وتمتين الروابط الاجتماعية.
مقدمة عن مظاهر التسامح
من مظاهر التسامح، التسامح في العبادات، كالتيمُّم في الصلاة إذا كان المسلم مريضًا، والتسامح في المُعاملات، و التسامح الديني مع الأديان الأخرى، قال الله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}.
وقد دعا الله تعالى تعالى للتسامح في آيات كثيرة ومنها: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
كما دعا إليه الرسول صلى الله عليه سلم في كثير من أحاديثه، ومنها:"م ن كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيِّره من أي الحور العين شاء".