مفهوم الشخصية
مفهوم الشخصيّة
يُعدّ مفهوم الشخصيّة من أصعب الاصطلاحات تفسيراً وفهماً، لكن يمكن تفسيره بإيجازٍ وبشكلٍ تقريبي على أنه الفناء الخاص بالإنسان، يشمل أنماط سلوكه التي تجعله متفرّداً في طريقة تكيفه مع بيئته وتنبؤه باستجابتها. وتتشكّل شخصيّة الإنسان تحت تأثير العديد من العوامل؛ كالوارثة، والنضج، وأسلوب التنشئة خلال فترات عمره المبكرة، بالإضافة إلى الدوافع الاجتماعيّة المكتسبة عن طريق الخبرات وطرق التعليم ؛ كلّ تلك العوامل لها تأثيرٌ كبير في تشكيل وصقل شخصيّة الفرد، وبالتالي تأتي ردود فعله اتجاه الأمور التي يتعرّض لها منسجمة ومتناغمة مع طبيعته والبناء الكلي لشخصيّته.
نظريّات تصنيف الشخصيّة الإنسانيّة
تضم نظريّات تصنيف الشخصيّة الإنسانيّة ما يلي:
نظريّات الأنماط
يتمّ تصنيف الشخصيّة الإنسانيّة وفقاً لهذه النظريّة إلى أنماطٍ ثلاثة، هي:
- أنماطٌ جسديّة
- أنماطٌ فسيولوجيّة
- أنماطٌ سلوكيّة
نظريّات السمات
يصنف الإنسان وفقاً لهذه النظريّة بناءً على توفر عددٍ من السمات التي تمثل عدداً من جوانب شخصيّة الفرد، ومن أشهر نظريّات السمات نظريّة (كاتل) الذي عرّف الشخصية الإنسانيّة بقوله: " هي عبارة عن بناء من العديد من السمات التي لها مستوياتٍ مختلفة، وهي المسؤولة عن انتظام وثبات السلوك ". وقسّم كاتل السمات إلى نوعين، هما:
- سطحيّة: وهي عبارة عن جميع السمات الظاهرة والمتمثلة في سلوكيّات الفرد العلنيّة التي تلاحظ باستمرار وسهولة، كالعدوانيّة أو التسامح.
- مركزيّة: ويطلق عليها سماتٌ مرجعيّة وهي التي ينتج عنها جميع السمات السطحيّة، كحب السيطرة أو الأنانية.
- وسعى كاتل لإيجاد عددٍ من السمات المركزيّة المستقلّة، والتي يمكن أن توضع في اختبارٍ مناسب يساعد في عمليّة قياس شخصيّة الفرد، والتنبؤ بردود أفعاله، وقد تمكّن من تحديد ست عشرة سمةً من هذه السمات، عرّفت تحت اسم (العوامل الشخصيّة الستة عشر).
نظريّات التعليم
وهي النظريّات التي تسعى لإيجاد عددٍ من الخبرات الخاصة بها، ولها صلةٌ بالثواب والعقاب التي لها أثرٌ كبير في تكوين شخصيّة الفرد.
نظريّة لعب الأدوار
ويتمّ من خلال هذه النظريّة وصف الأفراد من خلال عددٍ من الأساليب المعتمدة للقيام بالأدوار التي يفرضها المجتمع عليهم؛ كدور الأب مع أطفاله، ودور الابن مع والديه وإخواته ...الخ؛ حيث يجب على كلّ فرد تعلّم طرق القيام بدوره عن طريق الخبرات التي اكتسبها من محيطه.
نظريّات تطوريّة
وتُعنى هذه النظريّات بدراسة شخصيّة الفرد في جميع مراحل نموّه المختلفة، وبكل ما تعرّضت له من صراعاتٍ وضغوط؛ حيث إنّ شخصيّة الإنسان تبدأ في التشكّل منذ اللحظة الأولى في حياته. ومن النظريّات التطوريّة نظريّة النمو النفسي/ الاجتماعي، لأريكسون الذي يرى بأن التطوّر يمتدّ إلى ما وراء الحدود الجنسيّة الطفوليّة، والتي حددها فرويد الذي كان يعتقد بأنّ الخبرات المكتسبة في مرحلة الطفولة هي السبب الأساسي في تطوّر شخصيّة الفرد، وقد حدّد أريكسون ثماني مراحل نفسيّة اجتماعيّة في التطوّر الشخصي للفرد (الأنا الشخصيّة) وهي:
- حسيّة.
- فمويّة عضليّة.
- شرجيّة تناسليّة.
- التكون.
- بلوغ ومراهقة.
- شباب.
- رشد.
- نضج.
- وقد أوضح أريكسون بأنه يجب حلّ جميع الأزمات النفسيّة والاجتماعيّة الأساسيّة خلال كل مرحلةٍ من تلك المراحل، لأن طرق وآليّة الحل لها تأثيرٌ على المرحلة التطوريّة التالية، وتكتمل الأنا الذاتيّة للفرد في المرحلة الأخيرة وهي النضج.
نظريّات ديناميكيّة
تعتبر هذه النظريّة بأن سلوك الفرد هو محصلة للعديد من العوامل المتشابكة والمتضاربة، والتي هي في حالة صراعٍ وحركةٍ دائمة، ومن أهمّ هذه النظريّات الديناميكيّة مدرسة التحليل النفسي، وهنا عمل فرويد على إيجاد عددٍ من المفاهيم وهي:
- الهو: أي الجانب البدائي الذي يسعى جاهداً وعاجلاً لإشباع الدوافع الأوليّة (العدوانيّة والجنسيّة) في لحظة إثارتها، وتظهر الهو في مراحل التطوّر الأولى، لكنها سرعان ما تلبث أن تصبح تحت سيطرة الأنا التي تعمل على كبحها وتهذيبها.
- الأنا: تأتي الأنا بعد الهو وتولد منه، وتعتبر الأنا هي المحرّك للسلوك الفردي على النطاق الاجتماعي المقبول من الآخرين، وتعتمد الأنا دوماً على السيطرة على الهو الذي يميل للحاجة إلى الإشباع السريع للدوافع التي تسعى للبحث عن اللذّة، وذلك عن طريق إشباعها بشكلٍ مقبول من المحيط الاجتماعي، وفي حالة سيطرة الأنا على الهو فإن الهو يلجأ لطرقٍ أخرى يعتبرها سريعة لإشباع رغباته كأحلام النوم أو اليقظة في حال استرخاء الأنا. ننوّه إلى أنّ الأنا هي التي تُمثّل الحياة الاجتماعيّة بشكلٍ يتماشى مع المنطق والواقع، بحيث تقوم الأنا بخدمة مبدأ الواقع، أما اللهو فإنها تسعى لخدمة مبدأ اللذة.
- الأنا الأعلى: وهذا النوع من الشخصيّة يتولّد نتيجة حصيلة الخبرات التي مرّت بها الأنا خلال احتكاكها بالواقع الاجتماعي بكل ما يحويه من معايير وقيم، والأنا الأعلى تمثّل الضمير الإنساني التي تجعل الفرد يسير وفقاً لتلك الأخلاقيّات والمعايير والقيم التي تسود محيطه الاجتماعي، وتسعى الأنا الأعلى دوماً إلى الكمال، عن طريق توجيه الفرد لاختيار السلوك المقبول في محيطه، ولهذا وعند نشوب صراعٍ بين الهو والأنا، فإنّ وظيفة الأنا الأعلى اتخاذ القرار التي يصعب على الأنا اتخاذه، وهذا يفسر تردّد الفرد في العديد من الأمور في كثيرٍ من الأحيان.
أنماط فرديّة متعارف عليها اجتماعيّاً
هي عبارة عن الشخصيّات المتداولة والتي تصف الأشخاص وفقاً لأنماط سلوكهم المتبعة، لكنّه لا يتفق عليها بشكلٍ علمي، وهي:
- شخصيّة انبساطيّة.
- شخصيّة انطوائيّة.
- شخصيّة انفعاليّة.
- شخصيّة فمويّة.
- شخصيّة وسواسيّة.
- شخصيّة هستيريّة.
- شخصيّة قهريّة.
- شخصيّة تسلطيّة.
- شخصيّة عدوانيّة.
- شخصيّة سويّة (غير مضطربة).
- شخصيّة مضطربة.