مفطرات الصيام من الأدوية
التعريف بالصيام وأجره
الصيام هو الإمساك عن المفطرات مع النية، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو ركن من أركان الإسلام وفرض على كل مسلم ومسلمة، بالغ عاقل مقيم وقادر على الصوم.
وذلك لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
أما أجره فمن صام رمضان إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه؛ فهو يدخل الجنة فهو شهر الرحمة والنصر والصبر، كما أنّ للصائم باباً يدخل منه اسمه باب الريان ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ("قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ. هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ، مِنْ ريح المسك).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ("إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ"، إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللَّهَ فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ).
مفطرات الصيام من الأدوية
هناك الكثير من الأدوية التي قد يتناولها الإنسان بطرق مختلفة؛ منها ما يكون حبوباً أو شراباً يأخذ عن طريق الفم، ومنها ما يكون إبراً تعطى عن طريق الوريد ومنها القطرات الطبية، ومنها المغذي، وغاز الأكسجين وغيرها، أما الأدوية التي تفسد الصيام فنذكر منها:
- كل دواء يدخل الفم أو الأنف ويصل إلى الجوف
فهو مفطر ومن ذلك الكبسولات والأقراص أيًا كانت، وقطرات الأنف، فهي تدخل الحلق ونشعر بطعمها في فمنا.
- حقن الفيتامينات
فهي تعتبر من المفطرات؛ لأنها تمد الجسم بالطاقة، و الحقن الوريدية المغذية ، وهي تفطر؛ لأنها بمثابة غذاء للجسم؛ لأنها توصل إلى الجوف، وبخاخ الربو عند بعض العلماء تفطر؛ لأنها تدخل من الفم، وهو يحتوي على الماء والأكسجين، وهو يصل إلى المعدة.
- قطرة الأذن
فهي عند بعض الفقهاء من مفطرات الصيام؛ لأن الأذن منفذ للجوف، وعند البعض الآخر من العلماء أنها لا تفطر.
- حقن الدم تفسد الصيام
على قول بعض العلماء منهم ابن باز، ووهبة الزحيلي والشيخ عبد العزيز البسام؛ وذلك لأن الجسم يتقوى بها فهي كالأكل والشرب.
- التحاميل
إذا استخدمت التحاميل للصائم للعلاج وليس كمغذية للجسم فهي لا تبطل الصيام، أما إذا كانت مغذية له فهي مفطرة.
- دواء الغرغرة
الأصل أنه لا يفطر؛ لأنه لا يتم بلعه من قبل الصائم، أما إذا بلغه فهو يفطر.
- الحقن الشرجية
إذا كانت لإدخال مواد غذائية فهي مفسدة للصيام.
الحجامة كدواء هل تفسد الصيام؟
الحجامة هي إخراج الدم من الجسم؛ عن طريق شرط الجلد بآلة حادة، ثم شفط الدم من الجسم، وهي دواء كان يستعمله النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي كالدواء لا تفطر عند جمهور الفقهاء، ومن قال بعكس هذا هم الحنابلة، فقد أفتوا بأنها تفسد الصيام.
وأما الجمهور فقد استدلوا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم، وهذا يدل أن الحجامة لا تضر الصيام ولا تفسده، وهي كالتبرع بالدم، فهو لم يدخل أي شيء إلى الجوف، إنما كرهه بعض العلماء لأنه يضر بالصائم، ويصيبه بالتعب.