معنى كلمة السنون في القرآن
معنى كلمة السنون في القرآن
لقد وردت في القرآن كلماتٌ كثيرة، يحسب القارئُ معناها واحد في القرآن الكريم، لكن مع البحث والتمحيص والتثبّت يجد أن لكلِّ موضعٍ في القرآن الكريم، معنًى خاص به، فينفردُ ويستَقِلُّ بها عن غيره من المواضع الأخرى، ومن هذهِ الكلمات كلمة السنون أو ما جاءت بالقرآن الكريم بلفظ السنين.
إنّ كلمة السنون هي مطابقة تمامًا لكلمة السنين، فمعناهما واحد، لكن إعرابهما مختلف، والجديرُ بالذكر أن نفس كلمة السنين معناها يختلف في القرآن الكريم باختلاف السياق الذي جاءت به، لكن غالب معنى كلمة السنين أو السنون هو يدلُّ على الجدب والجوع والجائحة وقلة الرزق وقلّة البركة ، وجاءت أيضًا بمعنى العام، وقد جاء هذا واضحًا في آيات القرآن الكريم.
وإنّ الناظر في القرآن الكريم، يجد أنّها في غالب مواضعها جاءت لتدل على العذاب وعلى عقاب الله -عز وجل- للأقوام الظالمين، الذين ظلموا أنفسهم، وكذّبوا أنبيائهم -عليهم السلام- وآذوهم وأصرّوا على شركهم وعنادهم، وتمادوا في استكبارهم في الأرض، كقومِ عادٍ وفرعون وقوم ثمود ومن كان على شاكلتهم على مرّ العصورِ والأزمان.
مواضع كلمة سنون في القرآن الكريم
إنّ كلمة سنون هي جمعُ سنة، وهي بلفظ سنون لم ترد في القرآن الكريم، لكنها وردت بلفظ سنين في الكثير من مواضع القرآن الكريم، ولها معانٍ مختلفة منها ما جاء بمعنى الأعوام، ومنها ما جاء بمعنى الجدب والشدّة، ومنها ما جاءَ بمعنى العذاب، وهي كما يأتي:
قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ).
قال الله -تعالى-: (وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ).
قال الله -تعالى-: (فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ).
قال الله -تعالى-: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ).
قال الله -تعالى-: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا).
قال الله -تعالى-: (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا).
قال الله -تعالى-: (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى).
قال الله -تعالى-: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ).
قال الله -تعالى-: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ). [9]
بلاغة ألفاظ القرآن الكريم
إنّ القرآن الكريم، كلام الله -سبحانهُ وتعالى- نزل على أكثر أهل الأرضِ فصاحةً ودرايةً باللغة، فعجزوا عن الإتيانِ بشيءٍ من مثله، ومما جاء من مظاهر في آيات القرآن الكريم، ما يأتي:
- ذائقة القرآن الكريم وروعته في ألفاظه، فلا تجدُ معنىً مُرادفًا لمعنى آخر، فلا ترادف في القرآن الكريم.
- اختيار الألفاظ بدقة متناهية، وإصابتها لب المقصد في الدلالة على معناه.
- الخاصية التعبيرية التي انفرد بها القرآن الكريم عن غيره، ففي آياته يصوِّر المشاهد كأنها أمام القارئ، وهذا من بديع إعجاز الله في كلامه.